أكدت صحيفة عبرية، أن "إسرائيل" ساهمت في مساعدة الرئيس الديكتاتوري التشيلي الأسبق، الجنرال أوغستو بينوشيه، في قمع وتعذيب المعتقلين السياسيين هناك بشكل وحشي.
وأوضحت "هآرتس" في تقرير موسع أن "إسرائيل متماهية مع أعمال القمع والقتل لنظام بينوشيه في تشيلي، قبل نصف قرن"، مشيرة إلى أن موشيه طوف، السفير الإسرائيلي في تشيلي ما بين عامي 1971 و 1975 كان مهندس العلاقات مع نظام بينوشيه القمعي.
ونبهت إلى أن وثائق وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي رفعت عنها السرية قبل عامين، "تدل على أن السفير قد رسم مقاربة بين الطرفين؛ من ناحية إسرائيل، إعطاء سلاح ومساعدة دبلوماسية لتطوير مصالح تشيلي في الولايات المتحدة، ومن ناحية تشيلي، دعم إسرائيل في التصويت في الأمم المتحدة".
وذكرت أن "إشادة بينوشيه بدور السفير موشيه، ليست شهادة شرف، فهي شهادة ممن أوصل التعذيب إلى رقم قياسي جديد من الوحشية التي لم يكن لها مثيل في التاريخ الحديث"، مؤكدة أن "نظام بينوشيه ارتكب جرائم ضد الإنسانية وخروقات شديدة جدا لحقوق الإنسان في تشيلي وخارجها؛ فالحديث يدور عن أحد الأنظمة الفظيعة والمشينة جدا في القرن الماضي".
ولفتت إلى أنه بعد انقلاب 1973، "تم خلال أيام اعتقال نحو 40 ألف مواطن تشيلي، وحوالي 7 آلاف معتقل سياسي تم احتجازهم مدة شهرين في الاستاد الوطني في العاصمة سنتياغو، حيث تحول إلى مركز تعذيب جماعي"، منوهة إلى أنه في بداية 1974، طلب قائد سلاح البحرية وعضو الزمرة العسكرية، مساعدة إسرائيل في الحصول على قرض بمبلغ 50 مليون دولار لشراء معدات أمنية، بعد فشله في الحصول على قرض من أوروبا وأمريكا".
اقرأ أيضا: تطلع إسرائيلي لمضاعفة المساعدات العسكرية الأمريكية
وأكدت أن السفير طوف، "طلب أن تمنح إسرائيل تشيلي القرض، لأن هذا سيمكن من تعزيز العلاقات السياسية بين إسرائيل وتشيلي، في الوقت الذي ازداد فيه الضغط العربي على الزمرة كي لا تؤيد إسرائيل في تصويتات الأمم المتحدة، ولأن القرض يمكن أن يستخدم لغرض شراء صادرات أمنية من إسرائيل".
وبينت أن السفير الإسرائيلي عمل أيضا على تزويد النظام التشيلي القمعي في تلك الفترة بالمنتجات الأمنية، بسبب توقف تزويد تشيلي نتيجة العقوبات المفروضة عليها.
وفي برقية صادرة في أيلول/ سبتمبر 1957، أكد السفير الإسرائيلي أفيدان الذي حل مكان طوف، أن "قائد شرطة تشيلي، يعتبر صديقا كبيرا لإسرائيل واليهود"، بحسب ما نقلته "هآرتس" التي نبهت إلى أن طوف في مطلع 1975، طلب أن "تساعد إسرائيل الزمرة العسكرية على تحسين صورتها ومواصلة الحصول على أموال المساعدات من الولايات المتحدة"، كما أنه عمل على تجنيد السفارة الإسرائيلية في أمريكا من أجل مساعدة وفد تشيلي الذي زار واشنطن في نهاية 1947، بالالتقاء مع سيناتورات لـ"توضيح الضرر الذي وقع عليهم نتيجة سياستهم المناهضة لتشيلي في مجلس الشيوخ الأمريكي".
وبتاريخ 2 كانون الثاني/ يناير 1975، أرسل السفير طوف إلى ممثليات إسرائيل في واشنطن وفي نيويورك، وطلب منها مساعدة مدير عام وزارة خارجية نظام بينوشيه في "الاتصالات المناسبة" أثناء زيارته في الولايات المتحدة لأنه "ساعدنا في التصويتات الأخيرة".
وفي المقال المذكور لميلتس وغوروديشر، كشف أنه "بعد بضع سنوات، تبين أنه في أعقاب حظر السلاح الذي فرضته الولايات المتحدة على تشيلي، أصبحت إسرائيل هي المزود الأكبر للسلاح للديكتاتور".
وأفادت "هآرتس"، بأن تزويد تشيلي بالسلاح الإسرائيلي، أمر "كان معروفا، وكان يكفي التجول في شوارع سنتياغو وتشخيص وجود معدات عسكرية إسرائيلية، وعناصر قوات الأمن لنظام بينوشيه، كانوا يتجولون في الشوارع وهم يحملون بنادق "غليلي" ورشاشات "عوزي" الإسرائيلية".
وكشفت أن "بعثات من تشيلي وصلت إلى إسرائيل من أجل إجراء تدريبات عسكرية واستخبارية، وقد تم استخدام سيارات من إنتاج إسرائيل لتفريق المظاهرات هناك، حتى إن بعض الجنود في تشيلي ارتدوا الزي العسكري الإسرائيلي، وهذا الأمر تم توثيقه ونشره في الوقت الحقيقي من قبل وسائل الإعلام الدولية، رغم أن الرقابة في إسرائيل حاولت منع النشر".