سياسة دولية

أكاديميون في لندن يحذّرون من استخدام الاحتلال لحوار الأديان

المنتدى الفلسطيني في بريطانيا يستضيف ندوة عن مخاطر استخدام الاحتلال لحوار الأديان
نظم المنتدى الفلسطيني في بريطانيا بالتعاون مع منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني (يوروبال) ندوة في لندن حول "الاستخدام الإسرائيلي لفكرة ومجموعات حوار الأديان Interfaith Groups من أجل تطبيع العلاقة مع إسرائيل ولترويج روايتها للصراع وتخفيف حدة انتقادها في أوساط المجتمعات الدينية المختلفة في الغرب".

وتحدث في الندوة، التي انتظمت أول أمس الخميس، كل من الدكتور داود عبد الله مدير مرصد الشرق الأوسط في لندن وكذلك الدكتور رفعت عودة قسيس المنسق العام لمبادرة مسيحيي فلسطين، الذي قدم للمشاركة في الندوة من مدينة بيت لحم في فلسطين.

وبحسب المنظمين للندوة التي حضرتها "عربي21"، فإن الندوة تستهدف الباحثين والنشطاء في الحركة التضامنية، وكذلك المنخرطين في مثل هذه المجموعات وأيضاً لقيادات الجاليات الإسلامية ومدراء المراكز الإسلامية وأئمة المساجد في الغرب عموما وبريطانيا خصوصًا.

الدكتور داود عبد الله سلط الضوء في مداخلته على العلاقة بين حوار الأديان وحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، حيث أكد أن تصاعد حركة المقاطعة قد أثر على الحسابات الإستراتيجية لإسرائيل وداعميها، حيث إن إحدى توصيات اللوبي الإسرائيلي كانت التدخل والحد من حوار الأديان. 

وأوضح عبد الله أن فكرة التنافس بين اليهود والمسلمين فكرة غير صحيحة وتتعارض مع الحقائق التاريخية مستشهداً بالحكم الإسلامي في أوروبا، حيث عاشت المجتمعات المسلمة واليهودية والمسيحية معًا بشكل ودي.

الدكتور رفعت قسيس أشار في مداختله إلى أن "هناك بالتأكيد حاجة للتعاون بين الأديان لنزع فتيل التوترات، خاصة ما يحدث في فلسطين الآن". 

وأضاف أنه "يجب العمل على تحقيق المزيد من الانسجام بين الدين والحضارة، وعندما يتعلق الأمر بأرض فلسطين المقدسة، فإن هناك حاجة أكبر لهذا التعاون".

وأكد قسيس أن "هناك فرقًا بين حوار الأديان والتطبيع" وأن "هناك فرقًا كبيرًا بين الوقوف مع العدالة والوقوف مع الظلم". وأضاف قسيس أن الحوار بين الأديان يجب أن يقبل بالمقاومة الفلسطينية ضد ممارسات إسرائيل الاستعمارية، ويجب أن لا يتم تجريم هذه المقاومة بأي حال من الأحوال.

وقال زاهر بيراوي رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا خلال كلمته الافتتاحية" إن "الهدف من الندوة هو التنبيه إلى خطورة استخدام دولة الاحتلال أو مؤسسات اللوبي الإسرائيلي في أوروبا لهذا المفهوم (مجموعات الانسجام والتقارب والحوار بين الأديان) كوسيلة لتطبيع ممارسات دولة الفصل العنصري، أو لاختراق الجاليات برواية الاحتلال الكاذبة عن الصراع، أو حتى لمحاولة إبعاد الجالية المسلمة ومؤسساتها ومساجدها عن الحديث في جرائم دولة الاحتلال بحق القدس والانتهاكات الإسرائيلية بحق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.. وذلك عبر علاقات المجاملة المبرمجة والمخطط لها في سفارات الاحتلال أو في وزارة الخارجية أو قبل ذلك في وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية في تل أبيب".

وأضاف بيراوي: "نحن بالتأكيد مع فكرة التعايش والتسامح بل والتعاون بين الأديان، ولكن على أسس من احترام عقول الجميع وحقوقهم وليس حسب النموذج المدعوم من اللوبي الإسرائيلي، بل على أساس نبذ الاحتلال وممارساته بحق المسلمين والمسيحيين في فلسطين وبحق المساجد والكنائس، وعلى أساس نبذ العنصرية بكل أشكالها".