سياسة دولية

حكومة الاحتلال تشرح توجهها الجديد تجاه إيران ووكلائها

رجح الخبراء أن تكون سوريا جزءا من العقيدة الجديدة - جيتي

تعهد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينيت، ببدء جيش الاحتلال تطبيق مبدأ "الأخطبوط" في مواجهة بلاده مع إيران، موضحا أن المعادلة الجديدة ستكون حاسمة تجاه إيران ووكلائها في المنطقة.

ورجح الخبراء أن تكون سوريا جزءا من العقيدة الجديدة، حيث يرى مراقبون أن غارات الاحتلال على مطار دمشق الدولي وخروجه عن الخدمة، خطوة مهمة في مسار استهداف التواجد الإيراني على الأراضي السورية، خاصة أنها ترفع من مستوى المواجهة الدائرة بين سوريا وإيران من جهة، وبين الاحتلال من جهة أخرى.

وقالت مجلة "إيكونوميست" في تقرير ترجمته "عربي21"، إن "إسرائيل" في الماضي، كانت توجه هجماتها بشكل شبه حصري لبرنامج إيران النووي والعلماء المرتبطين به، لكنها انتقلت في وقت لاحق إلى استهداف وكلاء طهران في الشرق الأوسط (الحرس الثوري وفيلق القدس) في دول ثالثة مثل سوريا.

وأشارت إلى أن مبدأ "الأخطبوط" طبقته "إسرائيل" في الأشهر القليلة الماضية، حيث هاجمت مجلس الأمن الداخلي داخل إيران، وقصفت مصنع طائرات مسيرة للحرس الثوري الإيراني غرب إيران، كما اغتالت قائدا في الحرس الثوري داخل العاصمة الإيرانية طهران.

وأوضحت أنه ليس كل أعضاء المؤسسة الأمنية الإسرائيلية سعداء بهذا النهج الجديد الجريء، حتى أن بعض قدامى رجال المخابرات حذروا من أن "وخز طهران في عينيها" سوف يسبب مشاكل أكثر مما تستحق.

ويأمل بينيت وفق "إيكونوميست" بأن تدفع هذه الهجمات الوقحة إيران إلى قبول نسخة أكثر صرامة من الاتفاقية النووية، معتبرا أنه إذا لعبت أمريكا بقوة، فقد تكون قادرة على إبرام صفقة تجمد التطوير النووي الإيراني إلى أجل غير مسمى، دون "شروط انقضاء" الاتفاقية الأصلية.

 

اقرأ أيضا: الاحتلال يلمح بضرب ميناءي اللاذقية وطرطوس بعد مطار دمشق‎‎

الخبير في الشأن الإسرائيلي، حسن مرهج، رأى أن الجزئية المرتبطة بالآليات الجديدة لاستهداف إيران في سوريا، تحكمها محددات كثيرة، في مقدمتها أن إيران لم تعد تلك الدولة غير القادرة على الرد.

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن إيران في الوقت الحالي لا ترغب بالدخول في حرب مؤطرة بتوقيت إسرائيلي، لأن الإستراتيجية الإيرانية ترتكز الآن على الانتهاء من الاتفاق النووي، ورفع العقوبات عن الاقتصاد الإيراني، الأمر الذي تقرأه إسرائيل تهديداً مباشراً لها.

وأكد أن الآليات الإسرائيلية مرتبطة بضوء أخضر أمريكي، وعليه سيتم ضبط الإيقاع الإسرائيلي وفق التوقيت الأمريكي، لأنه حتى الولايات المتحدة لا ترغب في الدخول بمواجهة شاملة مع إيران في الوقت الحالي.

وفي رده على سؤال حول مدى تأثر سوريا من الآليات الإسرائيلية الجديدة، أشار الخبير في الشؤون الإسرائيلية إلى أن غارات الاحتلال على سوريا تأتي ضمن إطارين، أحداهما الوضع الداخلي في إسرائيل، والمرتبط بحالة اللا استقرار السياسي، والثانية رغبة الاحتلال بإبقاء الدولة السورية خارج أي تأثير وفاعلية شرق أوسطية، معتبرا أن "إسرائيل" فشلت بهذا الأمر على مدى سنوات الحرب في سوريا.

وشدد على أن "إسرائيل" لم تنجح بالحد من الوجود الإيراني في سوريا، لأن إيران لا تتواجد في سوريا عسكرياً فقط، بل اقتصاديا وسياسيا وعلى مختلف المستويات، الأمر الذي لا يمكن لإسرائيل الحد منه.

وأضاف: "استمرار استهداف سوريا وإيران على السواء، سيجلب الجميع إلى مواجهة مباشرة، وفي الوقت نفسه، لدى الخليج الحليف الجديد لإسرائيل، حسابات مختلفة عن إسرائيل في التعاطي مع إيران وسوريا، وكون هذه الدول أكثر عرضة للرد في حال قيام إسرائيل بأي ضربة تستهدف إيران".

وتابع: "إيران مستعدة لضرب مصافي نفط في السعودية أو ناقلات بحرية قرب الإمارات وفي خليج عمان قبل استهداف إسرائيل، وهذا يضع هذه الدول أمام معطيات مغايرة لتل أبيب في درس الخيارات للتعاطي مع إيران".

واعتبر أن "عقيدة الأخطبوط" ستذهب لاستهداف رأس الأخطبوط أي إيران وليس مخالبه أي أذرع إيران الإقليمية، ما يفرض شد الأحزمة وتوقع المزيد من الحروب الاستخبارية بين إيران وإسرائيل، داخل إيران وفي العراق وسوريا ولبنان، يرافقه تصعيد إقليمي في ظل غياب أي انفراج في المفاوضات النووية.