صحافة إسرائيلية

آيزنكوت يستعرض المخاطر التي تتربص بدولة الاحتلال

آيزنكوت قال إن إسرائيل تواجه تحديات عالمية أثرت بشكل كبير على أمنها- تويتر

في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال جملة تحديات أمنية وعسكرية خارجية، فإن الأنظار لا تتراجع عن التحديق بالمخاطر الداخلية، لا سيما في ضوء حالة الاستقطاب السياسية والحزبية التي وصلت مستويات غير مسبوقة إلى حد التهديد بالقتل والاغتيال، مما يجعل من هذه التهديدات هي الأكثر خطورة على مستقبل الدولة على المدى البعيد، وهو ما دأبت على التحذير منه المحافل العسكرية والأمنية الإسرائيلية.


رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال السابق الجنرال غادي آيزنكوت، تطرق إلى هذه المخاطر قائلا، إن "هناك جملة من التغييرات التي حدثت في تحديات الأمن القومي الإسرائيلي، بينها الأمن والتعليم والاقتصاد، وتراجع قيم المجتمع الإسرائيلي، وأواصر التضامن بين الإسرائيليين، فضلا عن مستقبل العلاقات الدولية والعلاقة مع يهود الشتات، وكلها تشكل مصادر قلق لأنها تتأثر بالأحداث الداخلية في المجتمع الإسرائيلي باعتبارها قضية جادة، فضلا عن تزعزع عنصر الحكم في مؤسسات الدولة".


وأضاف آيزنكوت في محاضرة ألقاها في مؤتمر داغان حول الأمن والاستراتيجية في الكلية الأكاديمية نتانيا، نشرتها صحيفة معاريف، وترجمتها "عربي21" أن "خطرا آخر يتنامى داخل الدولة ويتمثل بالهجمات الأخيرة ضد أعضاء كبار في المؤسسة العسكرية، وفي هذه الأيام بالذات تصدر أصوات تحريضية منفرة جدا ضد قادة الأجهزة الأمنية، مما يحمل في طياته انتقادا للقيادة السياسية الإسرائيلية ذاتها، لأنها لسوء الحظ تمارس الصمت إزاء هذه الهجمات على قيادة الجيش، سابقا وحالياً".

 

اقرأ أيضا: هآرتس: الحرب الأهلية باتت في "إسرائيل" بسبب تحالفات بينيت

وأوضح آيزنكوت أن "إسرائيل تواجه تحديات عالمية أثرت بشكل كبير على أمنها القومي، ومنها الحرب في أوكرانيا، بجانب الأحداث الصعبة التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة، رغم أنها بعد ثلاث سنوات تجاوزت وباء كورونا، باعتباره تهديدا اقترب من كونه كارثة وطنية".


وحذر بقوله إن "إسرائيل تواجه العديد من التحديات، لكن التحدي الرئيسي لا يتمثل في الأنظمة الصاروخية الإيرانية، أو الجبهة الفلسطينية، ولا حتى مشروع الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله، بل إن التهديد الأكبر يكمن في تراجع الحصانة الوطنية للمجتمع الإسرائيلي، وعدم قدرته على مواجهة التحديات، وتحقيق متطلبات الأمن القومي، ومن ذلك عدم وجود دستور للدولة، وعدم وجود سياسة أمنية وطنية متماسكة للحكومة تمضي بها قدمًا".


واعترف آيزنكوت بالقول إننا "نعيش وضعا سخيفا، فليس لدينا مفهوم طويل الأمد للأمن القومي، لأن ثقة الإسرائيليين في مؤسسات الدولة تراجعت، كما لم تعد هناك تلك القيادة التي توحد المجتمع الإسرائيلي، يكفي أن ننظر إلى النسبة المئوية للتجنيد اليوم في صفوف الجيش، حتى وصلت إلى 48٪ فقط من الشبان يخدمون في الجيش".


وتطرق إلى التهديد الإيراني قائلا إنه "يسعى لفرض الهيمنة الإقليمية، وإلحاق الأذى بإسرائيل، ومحوها، ونحن نتخذ مجموعة متنوعة من الإجراءات السرية لمنع نشوء برنامج نووي إيراني، في الماضي واليوم أيضا، وبدون هذه الإجراءات، ربما كانت إيران بالفعل دولة نووية قبل سبع أو عشر سنوات، حتى كادت أن تصل إلى مستوى كوريا الشمالية في المجال النووي".