يتصاعد القلق لدى أوساط دولة الاحتلال من تردي العلاقة مع يهود الشتات، وعلى رأسهم يهود الولايات المتحدة، بعد صدور معطيات إحصائية زادت من مخاوف الإسرائيليين حول مستقبلهم.
وأظهرت الإحصاءات، بحسب ما ذكرته صحيفة عبرية، أن أعضاء الحزب الديمقراطي الحاكم، خاصة الشباب منهم حتى سن الثلاثين، متعاطفون مع الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين، وهي حقائق لافتة فعلا كشفها معهد بيو للأبحاث في واشنطن.
وقد قام المعهد الأمريكي المذكور بفحص مواقف الأمريكيين تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأجريت الدراسة في آذار/مارس على أكثر من عشرة آلاف بالغ أمريكي، وأظهرت أنه "بين الشباب حتى سن 30 عاما انخفض الدعم لإسرائيل من 63٪ في عام 2019 إلى 56٪ في عام 2022، ومن بين جميع البالغين الأمريكيين ارتفع الدعم للفلسطينيين من 46٪ في عام 2019 إلى 52٪ في عام 2022".
وذكر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، إيتمار آيخنر في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "هذه المعطيات المقلقة تكشف عن "فقر" في دعم إسرائيل من بين جميع الخريجين الأمريكيين، مع وجود اتجاه مزعج بصورة خاصة لدى الشباب الأمريكي، رغم أن 67٪ من الأمريكيين لديهم موقف إيجابي تجاه إسرائيل مقارنة بـ 64٪ في 2019".
وتابع: "لكن في أوساط الأمريكيين الشباب، ارتفع الدعم للفلسطينيين من 58٪ في عام 2019 إلى 61٪ في عام 2022، أي إن الشباب الأمريكي، البالغون حتى سن 30 عاما، أكثر تعاطفا مع الفلسطينيين من إسرائيل، مما يشير إلى تنامي الدعم للفلسطينيين في السنوات الأخيرة".
اقرأ أيضا: فلسطينيون في جنين يشتبكون مع الاحتلال ويدفعونه للانسحاب
وصحيح أن الأمريكيون عموما يواصلون الإعراب عن دعمهم لإسرائيل أكثر من الفلسطينيين، لكن هذه الفجوات أكبر بكثير بين الأمريكيين البالغين منها بين الشباب، وهو ما يقلق دولة الاحتلال؛ لأن هؤلاء الشباب هم من سيكونون بعد سنوات قليلة في الكونغرس وحكام الولايات، وربما الوزراء في البيت الأبيض، بحسب الصحيفة العبرية.
ومثال ذلك، صنف الشباب الأمريكي الحكومة الفلسطينية إيجابيا بنسبة 35٪، والحكومة الإسرائيلية بمعدل 34٪، فيما أظهرت الدراسة أن الرأي العام الأمريكي يفحص الصراع من خلال منظار سياسي، وفيما يعبر الجمهوريون عن مواقف إيجابية تجاه إسرائيل (78٪) أكثر من الفلسطينيين (37٪)، ويعاملون الحكومة الإسرائيلية (66٪) بإيجابية مقارنة بالحكومة الفلسطينية (18٪)، فإن أنصار الديمقراطيين يتبنون نظرة أكثر إيجابية للفلسطينيين (64٪) مقارنة بإسرائيل (60٪)، كما أعرب 34٪ من الأمريكيين الديمقراطيين عن دعم إسرائيل، وهي نسبة تراجعت عن معدل أعلى قليلا (37٪) بالتعاطف مع الفلسطينيين.
أما بالنسبة لرؤيتهم لمستقبل حل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإن أكثر من ثلث الأمريكيين، 35٪ على وجه الدقة، يقولون إن حل الدولتين هو الأفضل، أما 27٪ فيفضلون رؤية حل الدولة الواحدة، ويقول 37٪؛ إنهم غير متأكدين من ماهية "الحل الجيد"، فيما زعم 70٪ من الإنجيليين البيض في الولايات المتحدة، أي أكثر من ضعف عدد اليهود الأمريكيين، أن الله أعطى أرض إسرائيل للشعب اليهودي.
وفيما يقرب من تسعة من كل عشرة من البروتستانت الإنجيليين البيض (86٪) لديهم رأي إيجابي تجاه إسرائيل، فإن 30٪ من الأمريكيين يقولون إن الله أعطى أرض إسرائيل للشعب اليهودي، هذه المزاعم نسبتها بين الجمهوريين 46٪، وبين الديمقراطيين 18٪ فقط، فيما أعلن 84٪ من الأمريكيين أنهم لم يسمعوا الكثير عن حركة المقاطعة BDS، وقال 7% إنهم سمعوا عنها، ويؤيدونها أيضا.