مثلت
المظاهرة الواسعة التي نظمها طلاب من فلسطينيي 48 في جامعة تل أبيب قبل أيام في ذكرى
النكبة، وشهدت رفع الأعلام الإسرائيلية موجة احتجاجات يمينية إسرائيلية واسعة، بزعم
أنها تشجع على تنفيذ الهجمات الفدائية بين شبان فلسطينيي 48، على غرار عمليتي بئر السبع
والخضيرة الأخيرتين، مما يستدعي، وفق هذا التحريض اليميني الإسرائيلي، تضييقا وملاحقة
لمثل هذه الفعاليات الأكاديمية.
في الوقت
ذاته، تعرب المحافل الإسرائيلية عن قلقها من انخراط الطلاب الجامعيين من فلسطينيي 48
في الجامعات الإسرائيلية في الأنشطة الوطنية الفلسطينية، أسوة بما تشهده الجامعات الفلسطينية
في الأراضي المحتلة، مما يساعد على ما تصفه بـ"اشتعال" البيئة الأكاديمية
في دولة الاحتلال، لا سيما أن هذه الفعاليات حصلت ضمن موجة احتجاجات متزامنة ومنظمة
في القدس وتل أبيب وحيفا وبئر السبع.
شاي
روزنغارتن، منسق الناشطين والطلبة في حركة "إن شئتم" اليمينية المتطرفة،
زعم في مقاله على موقع "ميدا"، ترجمته "عربي21" أن "المظاهرات
الفلسطينية الأخيرة في الجامعات الإسرائيلية في ذكرى النكبة، وفيما هدفت للمطالبة بـ"العدالة
لشيرين أبو عاقلة"، لكنها تحولت لتصبح تحريضًا شرسًا ضد إسرائيل، بجانب إصدار
دعوات الانتقام، وإطلاق انتفاضة عربية عنيفة داخل فلسطين 48، وفقا لما تم تداوله على
نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
وأضاف
أن "هذه المظاهرات الفلسطينية داخل الجامعات الإسرائيلية يمكن اعتبارها ذراعا
في آلية التحريض لدى الأحزاب العربية داخل أراضي 48، والفصائل الفلسطينية في حدود
67، رغم أن ظاهرة التحريض الفلسطينية في الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية ليست بالأمر
الجديد، لكن ظهور شبكات التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة ساعد في تأجيجها أكثر،
وبدأت تشهد المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية صدور دعوات للشهداء الذين قتلتهم القوات
الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية".
يرصد
الإسرائيليون حجم الانخراط الواسع لطلاب فلسطينيي 48 في الفعاليات الأكاديمية الاحتجاجية
على سلوك قوات الاحتلال ضد أشقائهم في الأراضي المحتلة مع تنامي حالة العداء لدولة
الاحتلال من قبل المسؤولين العرب من جمهور فلسطينيي 48، وتشجيعهم لهذه الاحتجاجات،
مستغلين ضعف الدولة في التعامل معهم، ربما خشية انهيار الحكومة إن تم رفع مستوى التصعيد
ضدهم بسبب اعتمادها على القائمة العربية الموحدة.
في الوقت
ذاته تتحدث المحافل الإسرائيلية عما تصفه بـ"الطوفان الشديد" من التحريض على
شبكات التواصل الاجتماعي، والنشاطات المكثفة داخل الحرم الجامعي، وتعليق كتابات معادية
لإسرائيل، وتخريب الخرائط والأعلام الإسرائيلية، ورفع الأعلام الفلسطينية، وبدأت تسمع
أناشيد للعمليات الفدائية، ودعوات الانتقام "بالدم والنار" بشكل متكرر، والنتيجة
المباشرة هي استمرار الوجود، بل وتكثيف التحريض على المقاومة، ودعمها.
اقرأ أيضا: طلبة فلسطينيون يحيون ذكرى النكبة في جامعة تل أبيب (شاهد)