في الوقت
الذي ما زالت تواجه فيه قوات الاحتلال إخفاقا أمنيا كبيرا أمام استمرار سلسلة الهجمات
الفدائية الفلسطينية، فقد اختار قادتها الذهاب إلى إطلاق التهديدات باغتيال قادة المقاومة
الفلسطينية بزعم أن ذلك سيصيبها بالردع ويوقف العمليات المتصاعدة، لكن أوساطا عسكرية
إسرائيلية دعت لإجراء مناقشات باردة وواضحة ومتواضعة حول أي اغتيالات مستهدفة لقادة
حماس، لأن هناك من يتحمل مسؤولية ميدانية أكبر منهم عن الموجة الحالية من الهجمات،
مما يستدعي البحث عن المكان والزمان المناسبين.
الجنرال
عاموس يادلين القائد الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، دعا "الحكومة لاتخاذ
سلسلة خطوات باردة وواضحة، وليست استفزازية، لأن هناك خطوات يجب اتخاذها قبل أي استئناف
لسياسة الاغتيالات المستهدفة ضد قادة حماس، رغم أن تصفيتهم هو خيار قائم بالتأكيد،
وعلى رأسهم يحيى السنوار، لكن من الأهمية بمكان أن تجري مزيدا من المناقشات داخل أروقة
القيادتين السياسية والعسكرية".
وأضاف
في حوار مع صحيفة "
يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21" أن
"بعض الإجراءات المطلوبة قبل الذهاب لتنفيذ سياسة الاغتيالات تتمثل في إغلاق الفتحات
المنتشرة على طول الجدار الفاصل مع الضفة الغربية أخيرًا، والتعامل مع المقيمين الفلسطينيين
غير القانونيين داخل حدود 48، لأن جزءًا كبيرا من المحرضين على هذه العمليات ليسوا من
غزة أو لبنان، بل موجودون في الأراضي التي يسيطر عليها الاحتلال، وتحديدا في شرقي القدس،
والجليل وأم الفحم، وهنا يمكن اتخاذ خطوات أكثر أهمية مما تم فعله في الشهرين الماضيين".
وفي
الوقت الذي تنافس فيه الوزراء والمحللون الإسرائيليون على إطلاق التهديدات ضد الفلسطينيين، ما زال هناك خلاف إسرائيلي حول الشروع بتحرك عسكري واسع النطاق في غزة، مع التوجه
نحو رد فوري في الضفة الغربية، من خلال تنفيذ عملية واسعة تستهدف مدينة جنين ومخيمها.
إيتمار
آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، ذكر في تقرير ترجمته
"عربي21" أن "النقاشات التي تشهدها المحافل الأمنية والعسكرية الإسرائيلية
تدور حول فرضية مفادها أن الموجة الحالية من العمليات سوف تستمر، وأننا في فترة هجمات
محاكاة كما حدث في "انتفاضة السكاكين" عامي 2015-2016، ورغم أن الجيش والأمن
قررا استمرار إغلاق معابر قطاع غزة، لكنهما لا يصرحان بأي إشارة أو رغبة في التصعيد
مع قطاع غزة، أما المستوى السياسي فما زال منقسما حول الموضوع".
وأضاف
أن "استمرار الحصار على غزة يهدف لإرسال رسالة لحماس بأن هذا ثمن تحريضها على
العمليات، سواء كانت هناك صلة بينها وبين الهجمات أم لا، مع بقاء السياسة الإسرائيلية
القائمة بترسيخ الفروقات الكبيرة في الاستجابة لأحداث الضفة الغربية وقطاع غزة، لأنه
بينما تنفذ إسرائيل في الأولى سلسلة اعتقالات وملاحقات، فإنها تختار مع الثانية فرض
العقوبات الإنسانية والمعيشية".