أكدت
صحيفة "هآرتس" العبرية، أن عملية مستوطنة "أريئيل"، كشفت عن فشل
أمني إسرائيلي وثغرات في أنظمة الحراسة والحماية.
وأوضحت
الصحيفة في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن "عملية إطلاق النار التي
قتل فيها "رجل أمن" إسرائيلي يوم الجمعة الماضي على مدخل "أريئيل"،
هي العملية السادسة القاتلة منذ بداية موجة العلميات الحالية قبل شهر ونصف تقريبا،
حيث قتل فيها 16 جنديا إسرائيليا".
ثورة
استخبارية وتكنولوجية
وزعمت
أن أجهزة الأمن الإسرائيلي "أحبطت في هذه الفترة عشرات محاولات تنفيذ عمليات أخرى،
وفي الأسابيع الثلاثة الأخيرة تولد الانطباع بأن إسرائيل نجحت في وقف الزخم الجديد
للعمليات، ولكن يبدو أنه في هذه المرة، من قام بتنفيذ العملية استغلوا بشكل جيد ثغرات
في نظام الحماية".
ونوهت
إلى أن "إسرائيل قبل سبع سنوات تقريبا قامت بثورة استخبارية وتكنولوجية بالصورة التي
فيها عالجت العمليات في الضفة الغربية، والدروس من قضية أسر وقتل ثلاثة مستوطنين في
"غوش عتصيون" في 2014، والتي أدت لنشر كثيف للكاميرات ووسائل المراقبة في
أرجاء الضفة الغربية".
وقالت:
"بالتدريج ارتبطت هذه الوسائل بمنظومة تكنولوجية قادرة على تنفيذ دمج سريع للمعلومات
من مصادر مختلفة ونشر تحذيرات استنادا إلى انحراف عن السلوك الروتيني، وتشخيص المشبوهين
بسرعة بعد قيامهم بالعمل، وعندما بدأت موجة علميات الأفراد في 2015 تم أيضا تعزيز قدرات
تمشيط الشبكات الاجتماعية من أجل العثور في مرحلة مبكرة على إشارات بشأن نوايا تنفيذ
عملية".
ونبهت
الصحيفة إلى أن "كل هذه الإمكانيات يتم استخدامها الآن معا في موجة العمليات الحالية
التي تفاجأت إسرائيل منها وردت عليها بشكل متأخر"، موضحة أن "العملية في
"أريئيل" كان بالإمكان أن تكون في مركز اهتمام الاستخبارات، لقد وقعت في
أحد الشوارع الأكثر اكتظاظا وبه عدد كبير من كاميرات المراقبة".
ولفتت
إلى "نتائج التحقيق الأولية للجيش الإسرائيلي، رجال الأمن في المكان تفاجأوا
ولم يتمكنوا من الرد وإطلاق النار"، مؤكدة أن "استخدام السلاح الناري يجعل
موجة العمليات الحالية فتاكة أكثر من موجة 2015- 2016".
وأضافت:
"المنفذان نجحا في الهرب، وبعد بضع ساعات تم العثور على السيارة التي استخدماها
وهي محروقة في قرية فلسطينية مجاورة، ورغم ضياع فرصة التحذير إلا أن جهاز الاستخبارات
استيقظ بسرعة واعتقلهما أمس مع البنادق الرشاشة".
البؤرة
الأكثر حساسية
وأشارت
"هآرتس" إلى مشاركة عناصر من حركة "فتح" في العمليات التي وقعت
مؤخرا، وبعد عملية "أريئيل" نشر بيان تحملت فيه "كتائب شهداء الأقصى"
المسؤولية عن العملية، وهي الذراع العسكرية لـ"فتح"، وقبلها بفترة قصيرة،
قام فلسطيني مرتبط بذات الحركة بتنفيذ عملية في تل أبيب قتل فيها 3 إسرائيليين.
ورأت
أن "عملية "أريئيل" تثير الحرج لدى قيادة السلطة الفلسطينية، التي تحدثت
بأصوات متناقضة في ما يتعلق بالعملية في تل أبيب، وعندما تحدث الأمور في قلب المناطق
المحتلة، وتعتبر كجزء من نضال مشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي، ستجد السلطة صعوبة في
التنصل من العملية".
ومن
جهة أخرى بحسب الصحيفة،" تعرجاتها ستورطها مع إسرائيل، التي نجحت بشكل عام في
الحفاظ على مستوى تنسيق أمني عال معها طوال الفترة الهائجة الأخيرة، ومن جهة ثالثة،
فإن حماس قادرة على أن تقود الموجة العنيفة الأخيرة وأن تجذب إليها تعاطفا جماهيريا في
المناطق حول النضال في المسجد الأقصى، وأن تقوض سيطرة السلطة على مدن الضفة الغربية".
ونبهت إلى
أن "المسجد الأقصى هو البؤرة الأكثر حساسية في هذه الفترة، حتى بعد أن مرت صلاة
يوم الجمعة الأخيرة في شهر رمضان بصورة منظمة نسبيا".
وأكدت
أن "التأهب العالي في الضفة الغربية والقدس وفي خط التماس، سيستمر على الأقل أسبوعا
آخر وربما حتى 15 أيار/ مايو ذكرى النكبة الفلسطينية".
وقدرت
أنه "رغم العملية الفتاكة في "أريئيل"، لا يتوقع حدوث أي تغيير حقيقي
في سياسة الحكومة، التي ما زالت تريد استيعاب الأحداث ووقف موجة العمليات وتجنب اشتعال
واسع، بالتأكيد في الوقت الذي فيه وضعها السياسي هش أكثر من أي وقت مضى".