سياسة تركية

أردوغان متفائل بزيارته للسعودية.. هل دخلت العلاقات عهدا جديدا؟

أردوغان ومحمد بن سلمان- الأناضول

تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أثناء عودته من السعودية، عن أن أنقرة والرياض اتفقتا على دفع التعاون الاقتصادي المشترك إلى الأمام، مؤكدا أن زيارته كانت ناجحة.

 

والتقى الرئيس أردوغان في اليوم الأول من زيارته بالملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، وناقش معهما المواضيع المطروحة على الأجندة بين البلدين.

 

ولفت أردوغان إلى أنه تمت مراجعة العلاقات الثنائية بكافة أوجهها، وتبادل وجهات النظر بشأن قضايا إقليمية ودولية، والخطوات المشتركة التي يمكن الإقدام عليها من أجل تطوير العلاقات التركية السعودية.


وأكد أن استعادة الزخم في التجارة بين البلدين وإزالة العقبات الجمركية وتشجيع الاستثمارات، والمشاريع التي يمكن أن يتولاها المقاولون الأتراك، شكلت المحاور الرئيسية للمباحثات من حيث العلاقات الثنائية.

ومن بين المواضيع التي جرى التطرق إليها، سبل التعاون في الصناعات الدفاعية، ومشاكل الأتراك والشركات التركية في السعودية، بالإضافة لإعادة تفعيل الإمكانات الاقتصادية بين تركيا والسعودية.


كما أعرب أردوغان عن دعم تركيا تنظيم معرض "إكسبو 2030" الدولي في السعودية.

 

اقرأ أيضا: التلفزيون السعودي: أردوغان طلب مرارا زيارة المملكة (شاهد)
 

وفي تعليقه على الزيارة أكد الخبير التركي برهان الدين دوران في تقرير على صحيفة "صباح"، أنه تم فتح "صفحة جديدة" بين البلدين في الأيام الأخيرة من شهر رمضان.

 

وأضاف دوران والذي كان ضمن الوفد المرافق لأردوغان: "كانت الحاجة إلى أن تتفاوض العاصمتان على العديد من القضايا، من التجارة إلى الطاقة وتوازن القوى، واضحة في الظروف التي تغيرت مع الحرب الأوكرانية".

 

وأشار إلى أنه على الرغم من توتر العلاقات بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي، فمن المعروف أن الاتصال بين الرئيس أردوغان والملك سلمان بقي مستمرا عبر المكالمات الهاتفية.

 

ونوه إلى أن الفارق بهذه الرحلة هو أن أردوغان وولي العهد السعودي محمد بن سلمان التقيا أيضا، وكان جدول الأعمال في قصر السلام يتضمن استعادة العلاقات الثنائية والتقييمات العالمية والإقليمية، مشددا على أن المفاوضات كانت مثمرة للغاية.

 

ولفت إلى أنه في الصفحة الجديدة التي تم فتحها، كان من المفهوم أن العمل يجري على تطوير العلاقات الثنائية والعمل معا على القضايا الإقليمية. 

 

وتوقع الخبير التركي أن تصبح الزيارات رفيعة المستوى بين أنقرة والرياض أكثر كثافة في الفترة المقبلة.

 

وشدد على أن التعاون الذي سيتم تعزيزه بين هاتين العاصمتين المهمتين سيؤثر أيضا على عمليات التطبيع الأخرى في المنطقة.

 

وأضاف أنه من المعروف أنه خلال عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبعد انتهاء حقبة ترامب، أجرت القوى الإقليمية في الشرق الأوسط تقييما جيوسياسيا جديدا.

 

وتابع بأن واشنطن لا تنظر إلى السعودية والإمارات بذات الطريقة التي اعتادت عليها سابقا، ولا تتمتع إسرائيل بشعبيتها السابقة، والتوقعات بالنسبة لتركيا معقدة للغاية، وعلى عكس ترامب، فإن بايدن أكثر انتقادا لأنقرة.

 

واستدرك قائلا: "ومع ذلك، يمكن القول إنه في ميزان القوى الذي شكلته آثار وباء كورونا والحرب الأوكرانية، تركز المؤسسات الأمريكية أكثر على الالتزام بالعمل مع تركيا".

 

اقرأ أيضا: أردوغان يختتم زيارته للسعودية بتعهد بمرحلة جديدة من العلاقات
 

ولفت الكاتب إلى أنه رغم أن أيام التطبيع بين قطر والإمارات والسعودية خلفت وراءها أيام "الحصار"، إلا أنه من غير المتوقع أن تختفي المنافسة في السياسات الإقليمية لهذه الجهات وبالتالي تختفي البرودة بينها.

 

وتابع بأن تصميم إدارة بايدن على العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، والتنازلات التي يعتقد أنها يمكن أن تقدمها تجعل إسرائيل ودول الخليج متوترة، وفي الواقع، يعتبر تحول طهران مؤخرا إلى قوة نووية، لا يمكن تقييد صواريخها وميليشياتها، "تهديدا إقليميا خطيرا".

 

ورأى أن معادلات المنطقة المعاد تشكيلها تستدعي التطبيع بين إيران ودول الخليج وإن كان بالقوة، والضرر الذي يلحقه الحوثيون بالمملكة السعودية والإمارات فضلا عن فراغ الانسحاب الأمريكي الجزئي من المنطقة، يشير أيضا إلى الحاجة إلى التوافق بشكل جيد مع طهران، ومع ذلك، فإن التطبيع مع إيران بالنسبة للخليج سيكون قادرا على إنتاج النفوذ والتوازن جنبا إلى جنب مع عمليات التطبيع الأخرى.

 

ولفت إلى أن التطبيع بين تركيا والإمارات والسعودية وإسرائيل ومصر المحتمل، ينطوي على عملية يمكن أن يكون لها آثار متعددة الأوجه مقارنة بجهود التطبيع الثلاثة الأخرى.

 

فتركيا كقوة إقليمية تمكنت من استخدام قوتها الصلبة والناعمة في ذات الوقت في المناطق المحيطة بها على مدى السنوات الخمس الماضية، كما تمكنت من أخذ زمام المبادرة في الشؤون العالمية بقيادة أردوغان.

 

وأضاف دوران، أن سلوك أردوغان الدبلوماسي في الحرب الأوكرانية، والذي تراقبه جميع الأطراف وتثق به بعناية، هو أحدث مثال على ذلك، وهناك شيء واحد واضح، وهو أنه سيكون لتركيا دور مهم هناك، بغض النظر عن الاتجاه الذي تتخذه قصة الغرب مع روسيا.

 

وأكد الكاتب دوران، أن البلدان التي اتخذت زمام المبادرة لاستعادة العلاقات الثنائية ستكون أكثر فائدة، وسياسة تطبيع تركيا مع الدول التي كانت علاقتها معها متوترة، والسياسة التي نفذتها في الحرب الأوكرانية تفتح فرصا جديدة لها.

 

ورأى أن "أردوغان البارع" في قراءة التغييرات في النظام الدولي، اتخذ خطوة فعالة أخرى بزيارته إلى المملكة العربية السعودية، ومن المتوقع أن يتقدم التطبيع بين أنقرة والرياض بشكل فعال، على غرار ما حدث مع الإمارات.