تصعيد روسي على شرق أوكرانيا.. واجتماع مرتقب لبايدن

تستمر الحرب في أوكرانيا وتطوراتها، لليوم الـ55، وسط مستجدات ميدانية وسياسية مهمة، تتلخص في تصعيد القوات الروسية هجماتها على الشرق الأوكراني، وسط تحذيرات أوكرانية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، إن "الجيش الروسي نفذ عشرات الضربات الجوية في شرق أوكرانيا خلال الليل، بعدما قال مسؤولون أوكرانيون إن موسكو أطلقت هجوما واسعا على المنطقة".

وأشارت الوزارة الروسية إلى أن "صواريخ عالية الدقة ومن الجو ضربت 13 موقعا أوكرانيا في أجزاء من دونباس، بما في ذلك بلدة سلوفيانسك".

وأضافت: "استهدفت ضربات جوية أخرى 60 من المعدات العسكرية الأوكرانية بما في ذلك في بلدات قريبة من الجبهة الشرقية".

بدوره، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو،  إن "بلاده تسعى إلى تحرير شرق أوكرانيا، مشيرا إلى أن "الغرب بقيادة أمريكا يحاولون إطالة أمد العملية العسكرية عبر تزويد كييف بالأسلحة".

ونوه إلى أنهم "يطبقون خطة لتحرير جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين"، في إشارة إلى المنطقتين الخاضعتين لسلطة متمرّدين موالين لموسكو في شرق أوكرانيا.

والثلاثاء، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن "شن الجيش الروسي هجوما واسع النطاق في الشرق الأوكراني"، موضحا أن "موسكو ركزت في الأيام الماضية، حملتها العسكرية على منطقة دونباس الشرقية الخاضعة جزئيا منذ 2014 لسيطرة القوّات الانفصالية الموالية لروسيا".

وأشار زيلينسكي في كلمة عبر تليغرام، إلى أن "القوات الروسية بدأت معركة السيطرة على دونباس التي كانت تستعد لها منذ وقت طويل"، منوها إلى أن "قسما كبيرا جدا من الجيش الروسي مكرّس حاليا لهذا الهجوم".

وأكد أن "الجيش الأوكراني سيقاتل وسيدافع عن أرضه حتى آخر نفس... بغض النظر عن عدد الجنود الروس الذين تم إحضارهم إلى هنا، سنقاتل وسندافع عن أنفسنا".

وعلى الصعيد الدبلوماسي، قال الرئيس الأوكراني إنه يأمل في أن تحصل بلاده خلال الأسابيع المقبلة على "وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي"، شاكرا "بروكسل على سرعة الإجراء".

والاثنين، قالت قيادة القوات المسلحة الأوكرانية، إنها لاحظت مؤشرات على أن روسيا بدأت هجوما جديدا متوقعا في شرق البلاد، منوهة إلى زيادة شدة الهجمات في أجزاء من منطقتي دونيتسك وخاركيف.

ولفتت إلى أن القوة العسكرية الرئيسية لروسيا تركز على السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك بالكامل.

11 كتيبة

بدوره، قال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية، إن روسيا أرسلت 11 كتيبة كتعزيز عسكري إلى شرق أوكرانيا وجنوبها، رافعة بذلك مجموع الكتائب التي تقاتل في البلد إلى 76.

من جانبه، قال الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك "سيرغي غايداي"، إن "الهجوم الروسي على شرق أوكرانيا بدأ بالفعل"، مشيرا إلى أن معارك شرسة تدور حاليا في روبيغني وبوبسانا.

ونوه غايداي إلى أن "مدينة كريمينا أصبحت تحت سيطرة الروس"، معلنا عن مقتل أربعة مدنيين على الأقل في المدينة وهم يحاولون الفرار.

في حين نفى مستشار الرئاسة الأوكرانية أوليكسي أريستوفيتش، ذلك قائلا: "المحتلون الروس لم يتمكنوا بعد من غزو كريمينا، والمدينة تشهد حرب شوارع عنيفة".

اقرأ أيضا: "أسئلة عالقة" في روسيا حول مصير طاقم سفينة "موسكفا"

مجموعات عسكرية خاصة 

قال انفصاليو دونيتسك، الثلاثاء، إن "مجموعات عسكرية خاصة بدأت عملية اقتحام مصنع أزوف ستال في ماريوبول"، منوهة إلى أن "عملية الاقتحام للمصنع الذي يعد آخر معقل للقوات الأوكرانية تتم بدعم من القوات الروسية".

ودعت وزارة الدفاع الروسية الأوكرانيين الموجودين في مصنع آزوف ستال إلى المغادرة والاستسلام وإلقاء الأسلحة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن الجيش الروسي تمكن من إسقاط طائرة من طراز "ميغ-29" تابعة لأوكرانيا في مالينوفا، واعترضت صاروخين في بتروبول ومالايا كاميشيفاكا.

من جانبه، قال المجلس البلدي في مدينة ماريوبول، إن "مصنع آزوف ستال تعرّض للقصف، ويوجد داخله ألف مدني على الأقلّ، أغلبهم من النساء والأطفال والكبار في السنّ، يحتمون في الملاجئ الأرضية".

وتسعى روسيا للسيطرة على مدينة ماريوبول، التي تجاهل المدافعون عنها مهلة حدّدتها موسكو لهم لإلقاء السلاح ومغادرتها، وفق ما أعلن رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال.

وسيشكل استيلاء روسيا على ماريوبول، انتصارا مهما لأنه سيسمح لها بتعزيز مكاسبها في المنطقة الساحلية المطلة على بحر آزوف من خلال ربط منطقة دونباس التي يسيطر موالون لها على جزء منها، بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.

من جانبها، أوضحت هيئة الأركان الأوكرانية، أن قواتها تصدت لـ 7 هجمات للقوات الروسية في دونيتسك ولوغانسك خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيرا إلى أن قواتها الجوية تمكنت من إسقاط 7 أهداف جوية روسية بينها طائرة مقاتلة وصاروخا كروز.

تعليق إجلاء المدنيين

وفي سياق متصل، أعلنت نائبة رئيس الحكومة الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك، الثلاثاء، عن مواصلة تعليق إجلاء المدنيين لليوم الثالث على التوالي، لعدم التوصل إلى اتفاق مع الجانب الروسي.

وطالبت بفتح ممرّات إنسانية في بيرديانسك وماريوبول، قائلة: "رفضكم فتح ممرات إنسانية سيشكل في المستقبل أحد العناصر التي ستستخدم لملاحقة كل الضالعين في جرائم حرب أمام القضاء".

الجيش الأوكراني يحذر

وعلى ذات الصعيد، حذّرت هيئة الأركان الأوكرانية، من الخطر المتزايد لقصف مدينة ميكولاييف جنوب أوكرانيا، منوهة إلى أن "روسيا تواصل نقل الأسلحة والتجهيزات العسكرية نحو أوكرانيا من وسط جمهورية روسيا الاتحادية وشرقها".

وأشارت إلى أن القوات الروسية نقلت مجموعات من صواريخ الدفاع الجوّي "تور" إلى مدينة خاركيف، فضلا عن نشر نظامي الدفاع الجوّي "أس400" و"أس300" في منطقة بلغورود الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.

وأوضحت أن القصف الروسي على مدينة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا، الاثنين، تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.

وأضافت: "في الغرب، أودى القصف الروسي الاثنين، بحياة سبعة أشخاص، وأدّى إلى إصابة "11 شخصا، من بينهم طفل".

بدورها، قالت قيادة الجيش الروسي، إن قواتها تمكنت من تدمير 10 دبّابات و18 مدرّعة أخرى و8 مركبات ونظام مدفعية ومدفع هاون، في منطقتي دونيتسك ولوغانسك.

وأكدت أنها "دمرت بواسطة صواريخ عالية الدقّة بالقرب من مدينة لفيف مخزنا كبيرا لأسلحة أجنبية سلمت مؤخرا إلى السلطات الأوكرانية"، مشيرة إلى أنها "تمكنت من تحييد 16 موقعا عسكريا أوكرانيا يضمّ ذخائر وصواريخ تكتيكية من طراز "توتشكا-يو".

والاثنين، أعلنت أمريكا وصول أولى حمولات حزمة المساعدة العسكرية الجديدة المقدّمة إلى أوكرانيا لتسلّم للجيش الأوكراني.

بوتين يكرم لواء متّهما بجرائم بوتشا

وعلى صعيد آخر، قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، بتكريم عناصر اللواء الرابع والستين، الذي تتهمه أوكرانيا بالضلوع في الفظائع التي ارتُكبت في "بوتشا" بضواحي كييف.

وفي 30 آذار/ مارس الماضي، اتهمت السلطات الأوكرانية اللواء 64 التابع للجيش الروسي بارتكاب مذبحة بحقّ مدنيين في بوتشا، والتي تم اكتشافها بعد انسحاب القوات الروسية من محيط العاصمة.

لافروف: أوكرانيا أصبحت منصة للناتو 

من جانبه، أفاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن "أوكرانيا أصبحت منصة للناتو وجيشها خرق التعهدات عندما عزز وجوده شرقا".

وأشار إلى أنهم "يجرون تحقيقا في الجرائم التي ارتكبتها الكتائب الأوكرانية المتطرفة والقوات المسلحة الأوكرانية"، منوها إلى أن "التحقيقات التي يجريها الغرب في الجرائم والحوادث لا تسفر عادة عن أي نتائج".

وأضاف: "يمنع على العسكريين الروس القيام بأي أعمال إجرامية ويتم تسجيل الانتهاكات والتحقيق فيها".

ونوه إلى أن "الغرب واليابان تراجعوا عن إدانة كتيبة آزوف الأوكرانية وباتوا الآن يدعمونها"، مشيرا إلى أن "الرئيس الأوكراني جاء إلى السلطة حين وعد بالسلام، لكنه قال بعد فترة إنه لا يمكن تطبيق اتفاقات مينسك".

وأكد أن بلاده لا تنظر في إمكانية استخدام السلاح النووي في أوكرانيا.

من جهته، قال مسؤول في البيت الأبيض: "من المنتظر أن يجري الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء، اجتماعا افتراضيا مخّصصا للغزو الروسي لأوكرانيا مع حلفاء وشركاء".

وأضاف: "سيتطرّق بايدن خلال الاجتماع إلى الدعم المتواصل لأوكرانيا والجهود الرامية إلى ضمان مساءلة روسيا".