أبدى البابا فرنسيس، الأحد، استعداده للمساعدة في إسكات السلاح في أوكرانيا، قائلا إنه جاهز لزيارة كييف، ومنددا بـ"الحرب الدنسة" في هذا البلد، بعد ساعات قليلة من العثور على جثث تعود لمدنيين، أثارت صدمة وسخطا.
وقال البابا على متن الطائرة العائدة إلى روما بعد زيارة سريعة لمالطا إن "الكرسي الرسولي يفعل كل ما في وسعه" لتسهيل تسوية النزاع.
وأشار إلى أنه لم يتحدث مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ بداية الصراع.
وأكد أن زيارة كييف هي من بين الخيارات، لكنه قال: "لا أعرف ما إذا كان ممكنا حدوث ذلك، أو ما إذا كان سيكون مفيدا".
وتحدث البابا فرنسيس أيضا عن "لقاء" قيد الدرس مع البطريرك الروسي الأرثوذكسي كيريل الذي يدعم بوتين وسبقَ له أن برّر التدخل العسكري الروسي في نهاية شباط/ فبراير.
زيلينسكي يطل مجددا
ظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأحد في شريط مصور تم بثه في حفل توزيع جوائز غرامي الموسيقية في الولايات المتحدة وناشد المشاهدين دعم الأوكرانيين "بأي طريقة ممكنة".
وتحدث زيلينسكي عن جريمة "إبادة" ارتكبت في مدينة بوتشا، قائلا: "هذه إبادة جماعيّة. إلغاء الأمّة الكاملة والناس وهذا يحدث في أوروبا في القرن الحادي والعشرين".
وقال زيلينسكي: "ما هو أكثر شيء معاكس للموسيقى؟ صمت المدن المدمرة والقتلى".
وتابع: "املأوا الصمت بموسيقاكم. املؤوها اليوم كي تحكوا قصتنا. ادعمونا بأي طريقة ممكنة. أي شيء ولكن ليس الصمت".
وأعلن زيلينسكي الأحد عن إنشاء "آلية خاصة" للتحقيق في "الجرائم" الروسية في أوكرانيا، واعدا بمعاقبة "كل شخص" مسؤول بعد العثور على عشرات الجثث في مدينة بوتشا.
وقال زيلينسكي: "قررت إنشاء آلية قضائية خاصة في أوكرانيا للتحقيق والمحاكمة في كل جريمة ارتكبها غزاة بلادنا"، موضحا أن الآلية ستضم "خبراء محليين ودوليين ومحققين ومدعين وقضاة".
اقرأ أيضا: مدعية سابقة بالجنائية الدولية تدعو لإصدار مذكرة بحق بوتين
موسكو تدعو لجلسة طارئة
ودعت موسكو إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي الاثنين.
وكتب نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي على تويتر: "في ضوء الاستفزازات البغيضة من جانب المتطرّفين الأوكرانيّين في بوتشا، طلبت روسيا عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي الاثنين 4 نيسان/ أبريل".
وندّدت مسؤولة في الإدارة الأمريكيّة بطلب روسيا عقد اجتماع لمجلس الأمن.
وعلى تويتر، كتبت مسؤولة الوكالة الأمريكيّة للتنمية الدولية سامانثا باور، وهي سفيرة سابقة لبلادها لدى الأمم المتحدة، أنّ "روسيا تلجأ إلى السيناريو نفسه كما في القرم وحلب".
وأضافت أنّ روسيا "المُجبَرة على الدفاع عمّا لا يُمكن الدفاع عنه (هنا فظائع بوتشا)، تُطالب باجتماع لمجلس الأمن الدوليّ حتى تتمكّن من التظاهر بالغضب وتدعو إلى المحاسبة"، معتبرة أنّ "لا أحد يُصدّق ذلك".
ولم تُعلن الأمم المتحدة بعد ما إذا كان الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن سيُعقد الاثنين.
اقرأ أيضا: قتيل بميكولاييف.. أوكرانيا: لدينا أدلة على جرائم حرب في كييف
إدانات للمجزرة
قال المستشار الألماني شولتس في تصريح: "علينا تسليط الضوء بالكامل على هذه الجرائم التي ارتكبها الجيش الروسي"، مشدّدًا على "وجوب محاسبة مرتكبي هذه الجرائم ومَن خطّط لها"، ومطالبًا خصوصًا بإفساح المجال أمام منظّمات دوليّة لدخول المنطقة و"توثيق هذه الفظائع".
واستنكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد الصور "التي لا تُحتمَل" من بوتشا الأوكرانيّة، مطالبًا بمحاسبة "السلطات الروسية".
واعتبرت الأمم المتحدة الأحد أنّ العثور على مقابر جماعيّة في بوتشا يثير تساؤلات جدّية عن "جرائم حرب محتملة"، مؤكّدة أهمّية الاحتفاظ بكلّ الأدلّة.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش عن "صدمته العميقة لصور المدنيّين القتلى في بوتشا"، قائلاً إنه "لا بُدّ من تحقيق مستقلّ يتيح محاسبة" المسؤولين عن الجريمة.
بدوره، وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد، "الهجمات الدنيئة" لروسيا على مدنيّين في بوتشا بأنّها "جرائم حرب"، واعدًا بتشديد العقوبات على موسكو.
في سياق المواقف، دان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الأحد، عمليّات القتل "الفظيعة والمروّعة" لمدنيّين في مدينة بوتشا، قائلاً إنّه تجب محاسبة روسيا.
فيما قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الاثنين، إن "طوكيو تدين قتل روسيا المزعوم لمدنيين في أوكرانيا".
وأضاف كيشيدا أن "اليابان ستتشاور مع الحلفاء وترد بشكل مناسب بشأن مسألة فرض عقوبات إضافية على روسيا".
شهادة من الداخل
قال أناتولي فيدوروك رئيس بلدية بوتشا التي استعادها الأوكرانيون من القوات الروسية، لفرانس برس، إن "كل هؤلاء الأشخاص أعدِموا، قتِلوا برصاصة في مؤخر الرأس"، مشيرا إلى دفن نحو 300 شخص "في مقابر جماعية".
وأضاف: "في بعض الشوارع نرى 15 إلى 20 جثة على الأرض" لكن "لا يسعني أن أقول كم من الجثث لا تزال في أفنية المنازل وخلف الأسوار"، موضحا أنه عُثر على عدد من القتلى مكبّلين بواسطة شريط قماش أبيض يستخدم للإشارة إلى أنهم غير مسلحين.
وشهدت بوتشا ومدينة إيربين المجاورة بعضًا من أعنف المعارك منذ بدء الغزو في 24 شباط/ فبراير فيما كانت القوات الروسية تحاول تطويق كييف، وتعرّضتا لقصف مركّز تسبب في دمار كامل.
في بيان نشرته الأحد، نددت منظمة هيومن رايتس ووتش، بالانتهاكات التي ترتكب بحق المدنيين والتي ترقى إلى مستوى "جرائم الحرب".
ولفتت المنظمة الحقوقية إلى أنها وثّقت "انتهاكات قوانين الحرب"، مشيرة إلى حالة اغتصاب امرأة مرات متكررة وضرب جندي روسي لها وعمليات إعدام سبعة رجال و"حالات عنف أخرى" و"تهديدات ضد المدنيين"، فضلًا عن النهب.