قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إنها وصلت إلى شهادات ووثائق تؤكد تحايل إيران على العقوبات المفروضة عليها، باستخدام نظام مالي سري.
وأوضحت الصحيفة في مقال، ترجمته "عربي21"، أن إيران قامت بإنشاء نظام مصرفي ومالي سري ساعدها على تجنب العقوبات، ومكنها من تحمل الحصار الاقتصادي، ومنحها نفوذا في المحادثات النووية.
وأشارت إلى أن النظام المالي الإيراني المذكور يتألف من حسابات في بنوك تجارية أجنبية وشركات تعمل بالوكالة مسجلة خارج البلاد، وأخرى تنسق عمليات تجارية محظورة.
وتحدثت الصحيفة الأمريكية عن آلية عمل النظام المصرفي الإيراني السري، والذي تستعين به البنوك الإيرانية، التي تخدم الشركات المشمولة بالعقوبات الأمريكية، بشركات تابعة لها في إيران لإدارة التجارة الخاضعة للعقوبات نيابة عنها، كما تقوم هذه الشركات بإنشاء شركات خارج حدود إيران لتكون بمثابة وكلاء للتجار الإيرانيين.
وأضافت: "يتعامل الوكلاء مع المشترين الأجانب للنفط الإيراني والسلع الأخرى، أو بائعي البضائع لاستيرادها إلى إيران، بالدولار أو اليورو أو العملات الأجنبية الأخرى، من خلال حسابات تُنشأ في بنوك أجنبية".
وبينت أنها تمكنت من الوصول إلى معاملات مالية لعشرات الشركات الإيرانية التي تعمل بالوكالة، مشيرة إلى أن إجمالي هذه المعاملات وصل إلى مئات الملايين من الدولارات، مؤكدة أن هناك أدلة على وجود عشرات المليارات من الدولارات المتأتية من صفقات مماثلة.
ونبهت إلى أن النظام المالي السري ساهم في منح الاقتصاد الإيراني إمكانية الوصول إلى الدولار واليورو والعملات الاحتياطية الأخرى، مشيرة إلى أنه وفر لإيران الإيرادات والواردات التي تحتاجها للحفاظ على اقتصادها وتخفيف الضغط على عملتها.
وأشارت إلى أن "البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة لم تعلق على النظام المالي السري، إلا أن المسؤولين الإيرانيين أعلنوا في السابق بشكل علني عن نجاحهم في إحباط حملة العقوبات الأمريكية من خلال تطوير ما وصفوه بـ"اقتصاد المقاومة"، من دون الكشف عن تفاصيله".
اقرأ أيضا: WSJ: الرياض توجه دعوة لرئيس الصين مع توتر العلاقات مع أمريكا
ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن مسؤولي استخبارات ودبلوماسيين غربيين (لم تسمهم)، قولهم إن النظام المالي الذي كانت طهران تستخدمه للتحايل على العقوبات، أسهم في حصولها على عشرات المليارات من الدولارات المتحصلة من التجارة السنوية المحظورة عنها بموجب العقوبات الغربية.
وأكد أحد المسؤولين للصحيفة أن إيران تخطط لجعل هذا النظام المالي السري جزءا دائما من الاقتصاد، بعد أن حقق لها نتائج مميزة في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن هذا النظام قد يمكن طهران أيضا من ممارسة عملياتها التجارية دون تدقيق من الخارج.
وأضاف: "النظام السري الإيراني هو عملية غسيل أموال غير مسبوقة تدار من قبل حكومة".
هل تقبل روسيا أن تكون الخاسر الأكبر من اتفاق النووي؟
مشرعون أمريكيون رفضوا مقاطعة إسرائيل يؤيدون معاقبة روسيا
FT: أمريكا وإيران طلبتا وساطة قطر في الاتفاق النووي