صحافة إسرائيلية

الاحتلال ينكل بفتى فلسطيني في سجونه رغم مرضه الخطير

بدأت مأساة نخلة حين اعتقله جنود الاحتلال عند أحد الحواجز في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020- موقع زمن إسرائيل

يواصل الاحتلال الإسرائيلي ممارسة جريمة انتهاك حقوق الفلسطينيين، بمن فيهم النساء والأطفال والمسنين، دون أي اكتراث بإدانات المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية.


آخر هذه الجرائم الإسرائيلية طالت الفتى الفلسطيني أمل نخلة، الذي احتفل بعيد ميلاده الثامن عشر منذ أسبوعين، وهو أسير في سجن إسرائيلي رهن الاعتقال الإداري، دون محاكمة أو لائحة اتهام، بل إنه يعاني من متاعب صحية بسبب مرض خطير ونادر.


بدأت مأساة نخلة حين اعتقله جنود الاحتلال عند أحد الحواجز في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 أثناء عودته من التسوق مع أصدقائه، وبعد ساعتين أطلق سراحهم، باستثنائه، حيث استمر اعتقاله 40 يومًا، مر خلالها بعدد من السجون، حتى قُدم أول مرة للمحاكمة أمام محكمة الأحداث العسكرية.


أوريئيل تماري الناشط الحقوقي الإسرائيلي كشف في مقال بموقع زمن إسرائيل، ترجمته "عربي21" أن "القاضي أمر بالإفراج عنه بسبب صغر سنه (17 عاما) وتردي حالته الصحية جسديًا وعقليًا مقابل كفالة مالية، لكن النيابة العسكرية طلبت الإبقاء عليه دون تحديد تاريخ ووقت محددين، بزعم مشاركته في مواجهة ضد الجيش الإسرائيلي، وإلقاء حجارة، وفي 10 كانون الثاني/ ديسمبر 2020، استأنفت النيابة العسكرية أمام محكمة الاستئناف على خلفية ادعاء "قضية سرية" بخصوص الفتى نخلة، ونظرت في حبسه إداريًا".


وأضاف تماري أنه "لم يتم إخبار أسرته بمكان اعتقاله، وأين تم احتجازه، وكيف كانت ظروف سجنه، ومتى سيسمح لأفراد الأسرة بالتحدث معه، أو مقابلته، حيث إنه احتُجز لمدة 72 ساعة حتى صدور أمر إداري بحقه لمدة أربعة أشهر، ومنذ ذلك الحين، وحتى الآن ظل أمل خلف أسوار السجن بموجب أمر إداري تعسفي، سيبقى ساريًا حتى أيار/ مايو المقبل، ولم يُعرف بعد ما إذا كان الجيش سيقرر تمديد اعتقاله مرة أخرى".

 

اقرأ أيضا: 32 امرأة أسيرة لدى الاحتلال في يومهن العالمي (إنفوغراف)

يمثل أمل نخلة نموذجا صارخا على الجرائم الإسرائيلية بحق الأطفال الفلسطينيين، خاصة أننا أمام معاناته من مرض نادر من أمراض المناعة الذاتية، وهو الوهن العضلي الشديد، الذي يتسبب في تلف الاتصال بين الجهاز العصبي والعضلات، ويؤدي إلى ضعف عضلي هيكلي على عضلات وجهه، وعدم السيطرة على العينين والفم والأطراف، ولا يستطيع في كثير من الأحيان ابتلاع الطعام، بل إنه عانى من أعراض ورم قبل اعتقاله، وطلب منه البقاء تحت الرعاية الطبية المكثفة، لكن كل ذلك لم يشفع له أمام محاكم الاحتلال العسكرية.


يذكر والده معمر، أنه تمكن من زيارة ابنه مرتين فقط، ولفترة قصيرة، وخلف نافذة زجاجية، دون أن يتمكن من معانقته، وآخر مرة رآه فيها بدا منهكا وضعيفا، وفي نهاية يناير 2022 اتضح أنه أصيب بمرض القلب التاجي هذه المرة عندما تم تطعيمه، ما دفعه للتفكير في بدء إضراب عن الطعام لمحاولة التحرر من الاعتقال القاسي، لأنه يشعر بأنه ليس لديه ما يخسره، ولا يرى أي أمل في أن ينصفه الاحتلال.


تجدد حالة أمل المأساوية معاناة الفلسطينيين عموما، وأطفالهم خصوصا، من إجحاف القضاء العسكري الإسرائيلي، واكتفائه بإدانتهم تحت مزاعم إضرارهم بالأمن القومي للاحتلال، ودون تفاصيل، بعيدا عن مواصلة الإجراءات المحاكمة النزيهة، والاقتصار على إبقائه رهن الاعتقال الإداري، وتجديد ذلك مرارًا وتكرارًا، ما يشكل إمعاناً في إساءة معاملتهم بوحشية، والنتيجة أن أمل يبقى معتقلا لأشهر قادمة، رغم حالته الصحية والعقلية الصعبة، ما قد يؤدي به للاكتئاب والانتحار، ويشكل وصمة عار لدولة الاحتلال وقضائها.