كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، عن أن المخابرات المصرية، قلقة جدا من تأثير ونفوذ رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ، في المجالين الفني والإعلامي في مصر.
وذكرت الصحيفة المقربة من حزب الله اللبناني، أن حملة الهجوم التي يتعرض لها تركي آل الشيخ في مصر حاليا، تحمل في جزء منها بصمات المخابرات، عقب تماديه في "شراء الفنانين بعيدا عنها".
وقالت الصحيفة، إن الخلاف بين تركي آل الشيخ، ورجال المخابرات العامة المصرية عاد من جديد، بسبب اعتماد الأول سياسة التعامل المباشر مع الفنانين المصريين، من دون الرجوع إلى الأخيرة. التي عمدت إلى التضييق على هؤلاء لضمان ولائهم للنظام، مقابل استمرارهم في أعمالهم مع آل الشيخ، والتي فتحت لهم باباً لتحقيق عائدات كبيرة.
وأوضحت، أنه على الرغم من أن "آل الشيخ" بمثابة "اليد اليمنى" لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي كان من الداعمين الرئيسيّين للرئيس عبد الفتاح السيسي، في ملفات عدة، وخصوصا في القطاع الإعلامي، حيث ضخ ملايين الدولارات في فترات سابقة لإنقاذ المنظومة التي تديرها المخابرات، إلا أن تدخّلاته المباشرة أخيراً تسببت في إغضاب الأجهزة المصرية، ولا سيما لناحية إعطائه فُرصا لشخصيات مغضوب عليها من قِبَل المسؤولين.
وكان المستشار السعودي، المعروف في الأوساط المصرية بـ"شوال الرز" نظرا لغزارة الأموال التي يدفعها لكل المحيطين به والمتواصلين معه، تدخّل في العام الماضي لتسديد ديون عن شركات المخابرات بلغت قيمتها ملايين الجنيهات، عبر طرق عدة تنوعت ما بين شراء الأعمال الدرامية المصرية من خلال منصة «شاهد» التابعة لمجموعة قنوات "mbc"، إضافة إلى الإعلان عن استثمارات وتعاون مشترك في عدة مجالات، وهو ما دفع السيسي إلى استقبال آل الشيخ، الصيف الماضي، لشكره على الأموال والشراكات التي وقعت مع الشركات السعودية المسؤول عنها آل الشيخ، بعدما وضع ابن سلمان يده عليها بقوّة نفوذه.
اقرأ أيضا: "المهن التمثيلية" تعلق على حادثة محمد صبحي وآل الشيخ
ولفتت الصحيفة، إلى أن سبب "غضب أجهزة المخابرات المصرية تحديداً، هو أن آل الشيخ عقد اتفاقات مع شخصيات حوصرت من قِبَل مسؤولي النظام في السنوات الماضية، للرضوخ للشروط والقواعد التي أقرتها المخابرات للعمل في الوسط الفنّي، بداية من الأجور المحدَّدة سلفاً بأقل من 70 بالمئة للكثيرين. وصولا إلى تحديد نصيب كل شخص من "الكعكة" بما فيها ظهوره الإعلامي (كان بعض تلك الشخصيات قاب قوسين أو أدنى من الرضوح للشروط المذكورة)".
وأكدت الصحيفة، أنه على إثر هذه الخلفية، "أطلقت المخابرات ما يبدو أنها حملة ضد آل الشيخ. الذي يواصل، أيضاً، ضغوطه لمنْع دخول جماهير الأندية إلى المدرجات. بعد تعرّضه أكثر من مرّة للإهانة من قِبَلها".
لكنّ الأجهزة لا تجد حتى الآن مَن يدعمها من أهل الفن، الذين تلقوا أو ينتظرون تلقّي الملايين من المال السعودي، في وقت أَعلن فيه آل الشيخ عن خطط طموحة للإنتاج السينمائي والدرامي وشراء حقوق عرض الأعمال، وهو ما تخشى المخابرات أن يؤثّر على احتكارها السوق، بحسب الصحيفة.
ورأت الصحيفة، أن الهجوم الممنهج على تركي آل الشيخ، يعكس التوتر المستمر في العلاقات المصرية – السعودية، على الرغم من محاولات تحقيق تفاهمات بين رجال الصفّ الثاني في النظامَين. خاصة آل الشيخ ومدير المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، والضابط أحمد شعبان المسؤول عن إدارة ملفّ الإعلام.