الجنرالات يعتبرون أن ممارسات المستوطنين اليهود ستؤدي لتقوية حركة حماس- تويتر
رغم
الحماية التي يوفرها جيش الاحتلال لجرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية،
لكن ذلك لا يلغي وجود حالة من العداء القائمة بين عدد من كبار قادة جيش الاحتلال وقادة
المستوطنين، لأنهم يربكون مخططات الجيش العسكرية، ويفرضون عليهم أمرا واقعا، هم في
غنى عنه.
لم يتوقف
الأمر عند غولان، وهو جنرال سابق ونائب رئيس هيئة أركان الجيش، بل تعداه إلى جنرالات
آخرين وهم: غادي شماني وآفي مزراحي ونيتسان ألون، وجميعهم من القادة الثلاثة السابقين
في القيادة المركزية، ممن نشروا مقالا مشتركا اختاروا فيه تقديم المستوطنين على أنهم
أعداء لدولة الاحتلال، مما دفع بقادة اليمين الإسرائيلي لوصفهم بأنهم يعرفون كيف يطلقون
النار، لكنهم نسوا بالفعل في أي اتجاه، لأنهم يبثون كراهية المستوطنين في أوساط باقي
اليهود.
نيفي
دارومي ذكر في مقاله بصحيفة مكور ريشون، ترجمته "عربي21" أن "سلسلة
التصريحات الأخيرة لكبار جنرالات الجيش الإسرائيلي تعطي انطباعا لمن هم من غير اليهود
أن إسرائيل تخوض صراعا ليس ضد الفلسطينيين، ولكن بشكل رئيسي مع المستوطنين، ولعل البرنامج
النووي الإيراني، ومعاداة السامية، والمقاومة الفلسطينية، قد تكون تهديدات لا تذكر
قياسا بما يمثله تهديد المستوطنين؛ كما أن تلك التحديات الأمنية الخارجية ليست خطرا على أمن إسرائيل مثل المستوطنين المتطرفين".
وأضاف
أن "هذا ليس بالموقف الجديد المعادي للمستوطنين، فمن بين عدد غير قليل من الأوساط
اليسارية، فإن جميع المستوطنين بنظرهم هم مجذومون ومحتقرون، وهناك سياسيون إسرائيليون
أطلقوا عليهم وصف "السرطان"، وجعلوهم أعداء للدولة، ومن وقت لآخر، عندما
يقع هجوم فلسطيني مسلح، يوصف المستوطنون بأنهم مذنبون، لأنهم اختاروا العيش "هناك"
في الضفة الغربية، وفي هذه المرحلة فإن اتهامهم بأنهم يشكلون خطرا أمنيا على إسرائيل
يأتي من خلال تنظيم حملة كراهية ضد المستوطنين".
ليس
سراً أن هناك فئة متزايدة من الإسرائيليين ممن باتوا يعتبرون المستوطنين مجموعة عنيفة
وخطيرة، لكن الجديد في هذه الفئة أن من يتقدمهم نخبة من كبار الجنرالات الذين يعتبرون
أن ممارسات المستوطنين اليهود ستؤدي لتقوية حماس، لأنها تدفع الفلسطينيين نحو مزيد
من الإحباط، وصولا إلى درجة متقدمة من التنظيم دفاعًا عن النفس، وقد تتدهور الأمور
إلى انتفاضة ثالثة؛ وفي هذه الحالة يستذكر الإسرائيليون أن تعزز قوة حماس جاء نتيجة
نجاحاتها في القتال ضد الجيش الإسرائيلي منذ 15 عاما، منذ الانسحاب من مستوطنات غزة
في 2005.
المستوطنون
أنفسهم يردون على اتهامات الجنرالات ضدهم بأنهم من تسببوا بزيادة استهدافهم من الفلسطينيين
في الضفة الغربية، بسبب فشل الجيش في ملاحقتهم، وساهم بذلك في خلق الوضع الأمني السيء
والخطير الذي يواجهه المستوطنون اليوم.
في الوقت
ذاته، تعتبر أوساط المستوطنين أن مثل هذه التصريحات العسكرية المعادية لهم، تنبع من
حالة تآكل الثقة في الجيش الإسرائيلي، والنتيجة أن هؤلاء الجنرالات يكتبون مقالات غير
مسؤولة، تنخر في ردع إسرائيل، وتشوه الرأي العام الإسرائيلي، على الأقل وفق ما يراه
التيار اليميني في الحلبة السياسية الإسرائيلية، الذين يعتبرون مثل هذه المواقف موجهة
بالأساس ضد المشروع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.