30 عاما من العلاقات الإسرائيلية الروسية.. ماذا حققت؟
عربي21- عدنان أبو عامر09-Jan-2210:57 PM
شارك
الاحتلال روسيا- تويتر سفارة موسكو
يحيي الإسرائيليون في هذه الأيام مرور ثلاثين عاما على إقامة العلاقات الكاملة مع روسيا، باعتبارها أحد أهم اللاعبين وأكثرهم تأثيرا في الشرق الأوسط، مما يستدعي من دوائر صنع القرار في تل أبيب بذل الكثير من الجهد للحفاظ على هذه العلاقات،
وقد شهد عام 2021 وقوع سلسلة من الأحداث بينهما بمناسبة الذكرى الثلاثين لاستئناف علاقاتهما
الدبلوماسية.
في الوقت ذاته، يدرك الإسرائيليون جيدا أهمية دور روسيا لخدمة
مصالحهم في المنطقة وحول العالم، ولا زالوا يتذكرون البدايات الأولى حين حظوا بدعم
الاتحاد السوفيتي لقيام الدولة اليهودية على أرض فلسطين عام 1948، وحينها استطاعوا
أن يكسبوا حلفاء آخرين من الشرق الأوسط من كتلة الدول الاشتراكية.
آرون فرنكل رئيس مجلس إدارة الكونغرس اليهودي الأوراسي، ذكر
بصحيفة معاريف، في مقال ترجمته "عربي21" أن "الاتحاد السوفيتي من أوائل
الدول التي اعترفت بإسرائيل قانونا في 17 أيار/ مايو 1948، ولكن خلال السنوات الـ19
التالية، وتحديدا عند مجيء 1967، تغيرت الخريطة السياسية للشرق الأوسط لدرجة لا يمكن
الاعتراف بها، حيث وجدت إسرائيل والاتحاد السوفيتي نفسهما على طرفي النقيض من العلاقة
مع الدول العربية، في ظل ما شهده العالم من ظروف "الحرب الباردة".
وأضاف أنه "بعد عقود من التوترات في الشرق الأوسط، وسياسة
موسكو المستمرة بمعاداة السامية، ومنع هجرة اليهود السوفييت إلى إسرائيل، وصل عام
1991 وقد أُجبرت روسيا، الوريثة القانونية للاتحاد السوفيتي، على استئناف العلمية التدريجية
بشكل غير رسمي لتسوية العلاقات، وحتى قبل تجديد العلاقات رسميا، أتيحت الفرصة للتعاون
بين شركات الطيران السوفيتية والروسية لتنظيم الطائرات الأولى للمهاجرين اليهود من
الاتحاد السوفيتي".
تعتقد دوائر صنع القرار في تل أبيب أن قليلين تخيلوا أين
ستصل العلاقات مع موسكو بعد 30 عاما، وإلى أي مدى ستحتفل بالذكرى الثلاثين لاستئناف
العلاقات بينهما، حتى وصل الأمر إلى أن يعلن السفير الروسي بعد ثلاثة عقود من قلب جامعة
تل أبيب عن علاقاتهما الوثيقة، وهو دليل على أنهما قطعا شوطا كبيرا في هذه السنوات
الثلاثين في مؤتمر "المضي قدما"، الذي نظمته جامعة تل أبيب بالتعاون مع الكونغرس
اليهودي الأوراسي، لاستعراض الإنجازات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية في العلاقات
بين إسرائيل وروسيا.
في الوقت ذاته، يشهد المجتمع الإسرائيلي توافد العديد من
يهود روسيا ودول ما بعد الاتحاد السوفيتي الأخرى، حتى باتت واحدة من أكبر الجاليات
اليهودية وأكثرها نفوذا في العالم، ووفقا لتقديرات مختلفة، يتراوح عدد سكانها بين
800 ألفا إلى مليون نسمة، مما يقدم دليلا على إقامة علاقة كاملة وشاملة مع روسيا، التي
تُعد من أهم اللاعبين وأكثرهم نفوذا في الشرق الأوسط، ويتعاونان في العديد من المشاريع
في مجالات متنوعة.
يمكن لفت الأنظار إلى مسألة لافتة وجديرة بالمتابعة في العلاقات
الثنائية الروسية الإسرائيلية، وهي سلسلة المشاريع المشتركة المهمة التي تشير لنضوج
علاقاتهما، خاصة تحديد ونشر الوثائق الدبلوماسية المتعلقة بالعلاقات الثنائية، بزعم
أنه ليس لديهما ما يخفونه، في ظل تطوير العلاقات الحالية بينهما، والعمل معا على دراسة
التاريخ المشترك، حيث تم الكشف في عام 2000 عن نشر المجلد الأول من تاريخ العلاقات،
وتضمن الوثائق السرية بين عامي 1941-1953.
وقد بدأ العمل منذ عام 2015 بين روسيا وإسرائيل على نشر مرحلة
جديدة من الوثائق المتعلقة بالأعوام 1954-1967، حيث وقع الاختيار على أكثر من 700 وثيقة
مثيرة للاهتمام، حيث يؤيد الكونغرس اليهودي الأوراسي هذا المشروع، إضافة لمشاريع مشتركة
أخرى، من شأنها زيادة قوة الدبلوماسية العامة، وأهمية الاتصالات غير الرسمية الأخرى
لتطوير العلاقات الثنائية اليوم.
رغم كل ما تقدم، تعتبر تل أبيب أن لديها أجندة مزدحمة من
الاتصالات وجداول الأعمال مع موسكو، سواء ما تعلق منها بالملف النووي الإيراني، والضربات
الجوية الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية في قلب سوريا، حيث تعتبر رويا صاحبة القرار
الأول والأخير فيها، وبجانبهما الموقف من القضية الفلسطينية.