قالت صحيفة عبرية، إن النظام السوري يحاول إيجاد "توازن استراتيجي" مع الاحتلال الإسرائيلي، عبر السلاح الكيميائي، ولهذا فإن الهجوم ضد معامل هذه الأسلحة في سوريا مؤخرا، يحمل رسالة هامة لإيران.
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الاثنين، أن جيش الاحتلال استهدف في 8 حزيران/ يونيو من العام الجاري، ثلاثة مواقع لإنتاج السلاح الكيميائي في دمشق وحمص بسوريا، بزعم "القضاء على محاولة النظام السوري العودة إلى إنتاج غاز الأعصاب".
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في مقالها الافتتاحي الذي كتبه رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال غيورا آيلند، أنه "بعد حرب 1973 قرر الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، أن سوريا ملزمة بأن تحقق توازنا استراتيجيا مع إسرائيل".
وأضافت: "بعد أن نسبت لإسرائيل قدرة نووية، قرر الأسد أن يبني قدرة غير تقليدية أخرى؛ سلاحا كيميائيا.. وفي التسعينيات من القرن الماضي حققت سوريا مطلبها، وكانت لديها كميات هائلة من السلاح الكيميائي".
اقرأ أيضا: الإسرائيليون يتساءلون: هل نحن عشية هجوم كيماوي خارجي؟
ونوهت إلى أن "معظم هذه الترسانة كانت محمية جيدا في أنفاق تحت الأرض، وإضافة إلى ذلك، فقد تزود الجيش السوري بسلاح كيميائي تكتيكي؛ قذائف كيميائية يمكن إطلاقها بالمدفعية.. وبتعبير آخر، كان لسوريا قدرة عملياتية عالية في هذا الموضوع الحساس".
وقبل نحو ثماني سنوات اضطرت سوريا إلى أن تنزع سلاحها الكيميائي، نتيجة اتفاق أمريكي-روسي على خلفية استخدامها للسلاح الكيميائي ضد مواطنيها.
ورأت الصحيفة أن "هناك ستة أسباب هامة للهجوم على مواقع السلاح الكيميائي في سوريا: الأول؛ أن الأسد غير مستعد لأن يتخلى عن هذا السلاح.. والثاني؛ أن بشار مثل أبيه، لديه رؤيته للوصول إلى التوازن الاستراتيجي والردع المتبادل مع إسرائيل"..
والثالث؛ بحسب الصحيفة، أن "إسرائيل مصممة على منع تسلح النظام السوري، في ظل خشية من أن يتسرب السلاح إلى مليشيات متطرفة.. ورابعا، أن إسرائيل تحقق نجاحا كبيرا في الجهود لمنع التموضع الإيراني في سوريا، وقبل سبع سنوات اعتقدت إيران أنها حتى 2021 ستنجح في أن تثبت في سوريا مليشيات شيعية مسلحة تشبه في قدرتها حزب الله، وهذا لم يحصل"..
وأما السبب الخامس، "فيتعلق بموقف روسيا، التي كانت شريكا في الاتفاق مع أمريكا بشأن تدمير السلاح الكيميائي السوري"، بحسب الصحيفة التي تساءلت: "هل روسيا معنية الآن بأن يكون لسوريا سلاح كيميائي أم لا؟".
تحذير من حرب طويلة
أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن "إسرائيل" وبكل ما تمتلكه من سلاح وعلاقات ودعم خارجي محتمل، غير مستعدة لإدارة حرب طويلة أو صد هجوم إيراني بالصواريخ.
وطالب وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس، جيش الاحتلال بالاستعداد لخيار عسكري ضد إيران، كما أنه تناقش مع الإدارة الأمريكية حول التعاون العسكري، بحسب ما نقله الإعلام العبري.
وأوضحت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل، أن "الجيش الاسرائيلي خصص 5 مليارات شيكل (دولار=3.13 شيكل) من ميزانيته للاستعداد للخيار العسكري، لكن الجمهور غير مستعد لهذه الحرب".
اقرأ أيضا: الكشف عن هجمات إسرائيلية على معامل أسلحة كيماوية بسوريا
ورأت أن "المعطى الوحيد الذي يمكن أن يعزينا، هو الرقم الذي نشره ايهود باراك (رئيس وزراء ووزير حرب أسبق) قبل عشر سنوات، والذي يقول إن عدد القتلى سيكون أقل من 500 شخص.. وبحسب تقدير خبراء في التحقيق في العمليات، فإن الأمر يتعلق بثمن ضئيل، 300 قتيل تقريبا، وهذا الرقم يستند إلى عدد الصواريخ التي توجد بحوزة إيران وقدرة إطلاقها، والرد الذي يستطيع الجيش الإسرائيلي تقديمه على بعض هذه الصواريخ التي تفتقد إلى دقة كاملة".
وأضافت: "في هذه الأثناء ارتفع عدد الصواريخ التي يمكن أن تستخدمها إيران، وتم تطوير دقتها، بما يضمن لها حجما أكبر من الدمار في المدن الكبرى".
ورأت "هآرتس" أن على "الحكومة إجراء عدد من المناورات لإخلاء الجمهور، والتأكد من إمكانية استيعاب المستشفيات لنتائج أي هجمات يوجد فيها عدد كبير من المصابين".
وتساءلت هآرتس: "ماذا إذا قررت إيران مواصلة إطلاق الصواريخ واستخدام صواريخ حزب الله وشل الملاحة، هل اقتصادنا يتحمل الأضرار التي ستلحق به؟ وهل ستواصل الولايات المتحدة الوقوف إلى جانبها بمجرد أن تغير إسرائيل موقفها؟".
وشدد على أن الجمهور الإسرائيلي سبق له أن "تعلم الدرس"، وتأكد أن "إسرائيل غير قادرة على إدارة حرب طويلة، حتى وإن حظيت بدعم عالمي، فحرب الاستنزاف ضد إيران، تحتاج إلى تمويل ضخم".
كاتب إسرائيلي: المغرب شريكنا في صد نفوذ إيران بأفريقيا
مؤرخ إسرائيلي: لا يمكن منع إيران من الحصول على سلاح نووي
إيهود باراك يعترف بالقصور في مواجهة إيران: هناك خطر متدحرج