تزامن الكشف عن زيارة أجراها قبل أيام،
قائد "فيلق القدس" إسماعيل قاآني التابع للحرس الثوري الإيراني إلى
مدينة البوكمال شرقي دير الزور، مع انتشار مليشيا "ربع الله" التابعة
لـ"الحشد الشعبي" العراقي، في المنطقة.
وطبقا لموقع "الشرق نيوز"
المهتم بأخبار مناطق شرق سوريا، يعد تواجد هذه المليشيا "الشرسة" هو
الأول من نوعه في سوريا، ما عدّ مؤشرا على احتمالية تصعيد قادم، قد تقدم عليه
إيران.
مليشيا "ربع الله"
وتتلقى مليشيا "ربع الله"
العراقية الدعم المباشر من قيادة الحرس الثوري الإيراني، وانشقت في وقت سابق عن "حركة عصائب الحق"، ويعهد لها تنفيذ مهمات خاصة، وفق ما أكده الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي لـ"عربي21".
وأضاف علاوي أن المليشيا (ربع الله) "تتبع
أسلوب تنظيم الدولة، وتدعي تطبيق الشريعة الإسلامية للتنكيل بكل أعداء إيران".
اقرأ أيضا: بعد الوجود العسكري.. إيران تقيم أنشطة مجتمعية بدير الزور
وبحسب الكاتب، تتشابه أساليب "ربع
الله" مع الأساليب المُعتمدة لدى شركة "فاغنر" الروسية، ومهمتها
الأساسية مهام حماية، وعمليات خاصة، حيث يتم استخدامهم من قبل الحرس الثوري لحماية
تنقلات القادة، وشحنات الأسلحة النوعية.
استباقا للتصعيد
وحول أسباب استقدام المليشيا إلى ريف
دير الزور، قال علاوي إن انتشارها في سوريا يتم بحسب الحاجة الميدانية،
فعلى سبيل المثال خففت إيران من تواجد مليشيا "لواء زينبيون"
الباكستاني، بسبب نقلها إلى الحدود مع أفغانستان، بعد سيطرة طالبان على
البلاد.
ولأن مهمة "ربع الله"
الحماية وتنفيذ المهام الخاصة، يعتقد علاوي أن استقدام المليشيا إلى البوكمال،
يؤشر إلى تخوف إيران من احتمالية التصعيد ضد مليشياتها في المنطقة، حيث ستوكل لها حماية الشخصيات القيادية من الحرس الثوري الإيراني.
من جانب آخر، لم يستبعد علاوي أن يكون
استقدام المليشيا يشير إلى نوايا إيران تنفيذ مهام نوعية داخل مناطق سيطرة
"قسد" و"التحالف الدولي".
إيران مُحبطة
وفي قراءة أخرى لأهداف إيران من
استقدام "ربع الله" إلى سوريا، يربط الكاتب والمحلل السياسي
درويش خليفة، بين ما يصفه بالإحباط الواضح من إيران إزاء مفاوضاتها للقوى العالمية
في ملفها النووي، وبين استقدام المليشيات.
وقال لـ"عربي21": "إن
الصلابة الأوروبية، تدفع بإيران للإعلان
عن تشكيل مليشيات جديدة، وإرسالها لمشاركة النظام في سوريا بحربه على شعبه،
والإيهام للأسرة الدولية بأن مفتاح الحل السياسي في سوريا بمتناول يد طهران، وأن
عليهم مفاوضتها لذلك، وليس مفاوضة موسكو عندما يتعلق الأمر بالملف السوري المعقد
فعلا".
وبحسب خليفة، فإن من مصلحة إيران أيضا تشابك معظم ملفات المنطقة ببعضها، ما يتيح لها، لعب أدوار أكبر في قضايا المنطقة
وعدم تجاهلها، على أمل تحصيل مكاسب من هنا وهناك، لحين توقيع اتفاق جديد في ملفها
النووي، معتمدة بذلك على صبرها الاستراتيجي طيلة أربعة عقود من العقوبات الأمريكية
والغربية.
زيادة ملفات التفاوض
أما الباحث بالشأن السوري، أحمد
السعيد، فيرى أن هدف إيران من تفريخ المليشيات في سوريا، زيادة أوراق القوة بيدها
بمواجهة شبه الإجماع الدولي على الحد من تواجدها في سوريا.
وقال لـ"عربي21"، إن إيران
لا بد وأن ترضخ في نهاية المطاف لهذا المطلب، وكثرة المليشيات هنا تأتي لهدف زيادة
ملفات التفاوض، بحيث تفاوض إيران على سحب مليشيا واحدة أو أكثر من سوريا، مقابل
مكاسب، وكثرة المليشيات تمنحها أكبر قدر من المكاسب.