إيكونوميست: منافسة حادة داخل "الإخوان" على قيادة الجماعة

نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا تناولت فيه المنافسة الحادة داخل الإخوان المسلمين على "قيادة الجماعة".

وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إن "مؤسس الجماعة حسن البنا أوصى أتباعه بالتضحية بالنفس، وليس المصلحة الذاتية"، إلا أن قادة الجماعة يواجهون "مصاعب بالإلتزام بالنصيحة، حيث أن أقدم حركة إسلامية تمزق نفسها، ويتبادل قادتها في لندن وإسطنبول الشتائم ويتهمون بعضهم البعض بالفساد".

ونقلت المجلة عن أسامة جاويش، الإعلامي الذي يعيش في بريطانيا قوله: "بدلاً من التضحية بأنفسهم فإنهم يضحون بالحركة".

وأضاف التقرير: "منذ إنشاء الجماعة واجهت نقاشا داخليا بين أتباعها حول الإستراتيجية والأساليب، لكن الصدع زاد سوءا بعد أن قام عبد الفتاح السيسي، وكان حينها جنرالا، بالإطاحة بأول حكومة مصرية انتخبت بشكل ديمقراطي، قادها الإخوان المسلمون في عام 2013، الذي قام بسجن الكثيرين من أعضاء الحركة، بينما اختفى آخرون أو هربوا إلى الخارج".

وأشار التقرير إلى أن الخلاف بدأ حول كيفية الرد على القمع، حيث دعا "الحرس القديم" إلى تأمين نجاة الحركة كأولوية وفضلوا النهج البراغماتي، بينما قرر أعضاء آخرون تبني العنف.

بينما أصبحت الأولوية اليوم لأعضاء وقادة الحركة هي إخراج السجناء من المعتقلات، إلا أن الجهود أحبطت بسبب الخلافات حول من يقود الحركة، فمن جهة هناك إبراهيم منير، الذي خلف محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام بعد إلقاء القبض عليه في مصر، ومن جهة ثانية هناك محمود حسين، السكرتير العام السابق الذي علقت عضويته في شهر تشرين الأول/ أكتوبر إلى جانب خمسة أعضاء بارزين.

وتابع التقرير: "بعد رفض قرار منير، أصدر حسين والخمسة الآخرون بيانا فصلوا فيه منير من منصبه، الذي يشرف فيه على الشبكة الدولية للحركة من مكان إقامته في لندن، ولديه علاقات جيدة مع الحكومات الأجنبية، أما حسين الذي يعيش في إسطنبول، فهو المتحكم بموقع الحركة على الإنترنت وحساباتها المصرفية ولديه المفاتيح لقناتها التلفزيونية وطن".

وبحسب التقرير البريطاني، فإن النقاد يتهمون "حسين" بالتخلص من منافسيه وقطع الرواتب عن عائلات المعتقلين، حيث وصفه عزام التميمي، بأنه "يتعامل مع الإخوان المسلمين على أنها ملك خاص به"، بينما تصف المجلة الخلاف العلني بأنه "غير عادي"، حيث أدخل المتخاصمون حركة الإخوان المسلمين في حالة من الاضطراب، في وقت يكافح فيه الإسلاميون في العالم العربي، حيث أخرجوا من الانتخابات في العراق والمغرب، كما أخرجوا من السلطة في تونس والسودان على يد "حكام أقوياء".

ونوهت المجلة إلى أنه في الوقت الذي منحت فيه قطر وتركيا الملجأ لقادة الحركة كوسيلة للتأثير، إلا أن هذين البلدين لديهما أولوياتهما الأخرى، وكلاهما يحاول التصالح مع جيرانهم المعادين للإسلاميين مثل مصر والإمارات، لا سيما وأن قطر طلبت من ناشطي الإخوان مغادرة أراضيها، أما تركيا فقد ضغطت على قنوات التلفزة لتخفيف نبرتها الناقدة.

بينما يقول التميمي: "لم تعد الحركة الدولية موجودة" بعد أن عانت من موجات اضطهاد في الماضي واستطاعت تجاوزها، إلا أنه ليس من الواضح كيف سترأب جراحها، حيث باتت منشغلة بتسوية الخلافات الداخلية، وانقسم أعضاؤها حول من يدعمون مع شعورهم الكبير بخيبة الأمل، بينما يشكو الجيل الجديد من غياب الوجوه الجديدة على رأس القيادة.