سياسة عربية

نحو 100 قتيل في أسبوع باشتباكات غرب دارفور بالسودان

ارتفعت حصيلة النزاع القبلي بمنطقة "كرينك" لأكثر من 100 قتيل- جيتي

خلفت الاشتباكات القبلية بولاية غرب دارفور في السودان، العشرات بين قتلى وجرحى منذ اندلاعها مطلع هذا الأسبوع، وسط عجز السلطات المحلية والمركزية عن فض النزاع القلبي بين القبائل العربية وقبائل المساليت الأفريقية في ظل اتهامات للحركات المسلحة بتأجيج نار الاقتتال.

 

وارتفعت حصيلة النزاع القبلي الذي تشهده منطقة "كرينك" بولاية غرب دارفور مطلع الأسبوع الجاري إلى أكثر من 100 قتيل بعد العثور على 29 جثة لعناصر يعتقد انتسابهم لحركات مسلحة، وفق ما ذكره موقع "دارفور24" السوداني.

من جهتها، أعلنت لجنة أطباء ولاية غرب دارفور، الخميس، أن الأحداث خلفت 88 قتيلا و 84 جريحا من كل أطراف النزاع، حيث أكدت أن أغلب الإصابات والوفيات كانت نتيجة أصابات بأعيرة نارية وقليل منها بسبب الحروق.

وكانت لجنة أطباء السودان قد أعلنت الاثنين الماضي، مقتل 48 شخصا بالرصاص الحي في نزاع في منطقة كرينك على بعد 75 كم شرقي مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور.

 



وفي وقت سابق، أعلنت السلطات السودانية أنها دفعت بتعزيزات عسكرية إلى منطقة الاقتتال، فيما أعرب مجلس السيادة الانتقالي، الاثنين، عن أسفه لسقوط ضحايا في أحداث العنف في مناطق دارفور دون ذكره لعدد الضحايا.

ولم تتضح بعد أسباب وقوع القتال، إلا أن مناطق عديدة في إقليم دارفور تشهد من فترة لأخرى اقتتالا دمويا بين القبائل العربية والأفريقية، ضمن صراعات على الأرض والموارد.


وفيما ذكرت صحيفة "دارفور24"، نقلا عن مصدر حكومي رفض ذكر اسمه ان القتال القبلي الذي اندلع في "كرينك" الأحد الماضي، قد خلف أكثر من 62 قتيلا بجانب 6 أشخاص قتلوا في اليوم الأول للأحداث.


ويتهم قيادات القبائل العربية حركة التحالف السوداني بتدبير الهجوم على أراضيهم، حيث عثرت لجنة أمنية على جثث متحللة لـ29 قتيلا، يرتدي أغلبهم زياً عسكرياً وبحوزتهم بطاقات تؤكد انتماءهم للتحالف السوداني.


من جانبه، نفى رئيس التحالف السوداني ولاية غرب دارفور "جدو بدوي" أية علاقة  لحركة التحالف بالقوة التي شاركت في الأحداث، لكن مصادر للصحيفة السودانية، إن بعض قيادات التحالف الذين قتلوا في الأحداث خالفوا توجيهات القائد العام واتجهوا للاشتباك مع مسلحي القبائل العربية.


وذكرت "دارفور24"، أن بعض الحركات في الفترة الماضية قامت بشراء السلاح وسيارات الرباعية إضافة لحملات تجنيد واسعة على أساس قبلي.


وفي السياق ذاته، أدان حاكم ولاية دافور مني أركو مناوي ما أسماه "العنف غير المبرر"، بسبب تصاعد النزاعات القبلية، بحسب تغريدة له.

 

 

 

 

 


من جهته، قال الكاتب الصحفي السوداني محمد أبوزيد كروم، لـ"عربي21"، إن هذه الأحداث باتت متكررة خاصة في ولايات دارفور التي تشهد صراع قديم وحرب تمرد منذ العام 2003".


وأضاف الكاتب الصحفي، أن "الصراع الدائر بولاية غرب دارفور لم يكن الصراع القبلي الأول.. فقد شهدت الولاية قبل أسابيع صراعات قبلية عنيفة بين قبائل تسببت في نزوح عدد كبير من المواطنين إلى دولة تشاد المجاورة لولاية غرب دارفور".


وأوضح أبوزيد أن"أحداث العنف القبلي تصاعدت بشكل كبير خلال الأيام الماضية في عدة مناطق في السودان مخلفة العديد من القتلى".


وأكد أن "مثل هذه الصراعات تعود أسبابها دائما الى النزاع حول الأراضي الزراعية أو حول المرعى أو بسبب الاحتكاك بين القبائل العربية والافريقية الموجودة في المنطقة".


وعدّ الكاتب الصحفي، أن الهشاشة الأمنية والسياسية التي يعيشها السودان منذ فترة تمثل سببا آخر لهذه التطورات الدموية، حيث شدد على فقدان الدولة لهيبتها في هذه المناطق إضافة إلى عدم تطبيق القوانين الرادعة لمثل هذه التطورات".