شهدت مواقع التواصل الاجتماعي والصحف العالمية خلال اليومين
الماضيين موجة واسعة من الجدل حول الشكوى المقدمة من الاتحاد الأردني للتحقق من جنس
حارسة مرمى المنتخب الإيراني للسيدات.
وصرح مدير الإعلام في الاتحاد الأردني لكرة القدم محمد عياصرة،
الثلاثاء، بأنه لم يتلق أي خطابات من الاتحاد الآسيوي تحسم أزمة جنس اللاعبة الإيرانية.
وكان رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، الأمير علي بن الحسين،
قد تقدم بطلب رسمي للاتحاد الآسيوي للكرة للكشف عن الجنس الحقيقي لحارسة المنتخب الإيراني
للسيدات، زهرة قدائي (كدايي).
وتضمن الطلب الرسمي إشارة إلى أن إيران لديها تاريخ من المخالفات
التي شملت التلاعب بالجنس وتعاطي المنشطات.
وأعقب ذلك الطلب الذي تداولته الصحف العالمية موجة واسعة من
الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعرضت اللاعبة للسخرية بشكل وصفه إعلاميون
بـ"الفج وغير اللائق وصل إلى حد التنمر".
وعقب إعلان الاتحاد الآسيوي عن نتائج التحقق التي طالب بها
الاتحاد الأردني، والتي أثبتت أن اللاعبة أنثى، فقد انطلقت موجة أخرى من التعليقات المنتقدة
للموجة الأولى، حيث تساءل النشطاء عن تأثير ذلك الهجوم على نفسية اللاعبة التي تم تداول
اسمها في الصحف العالمية بالتشكيك في أنوثتها..
الانتقادات طالت الاتحاد الأردني، حيث قال نشطاء إنه
"شهّر باللاعبة"، وإنه كان يجب التكتم على سرية الطلب الذي قدمه إلى حين التأكد
من صحته، فيما أشار البعض الآخر إلى أن الاتحاد الأردني قد قدم هذا الطلب لأنه لم يتقبل
خسارته أمام المنتخب الإيراني.
وحقق المنتخب الإيراني للسيدات، نجاحا كبيرا بتأهله للمرة
الأولى في تاريخه لبطولة أمم آسيا، بعد تغلبه في المباراة الحاسمة على نظيره الأردني،
بركلات الترجيح 4-2.
وانتهى الوقت الأصلي من المباراة، التي أقيمت على ملعب
"بونيودكور" في العاصمة الأوزبكية طشقند، ضمن الجولة الثالثة والأخيرة من
منافسات المجموعة السابعة بالتعادل من دون أهداف، ليلجأ الفريقان إلى ركلات الجزاء الترجيحية،
التي فاز بها المنتخب الإيراني، الذي تصدر المجموعة السابعة.
على صعيد آخر، اعتبرت وسائل إعلام إيرانية أن احتجاج الاتحاد
الأردني لكرة القدم "عمل قبيح ومهين"، فيما صرحت مدربة الفريق الإيراني،
مريم إيراندويست، بأن تلك الشائعات حول جنس اللاعبة "مخزية وذريعة لعدم قبول
الهزيمة أمام الإيرانيات، من الطبيعي أن يسعى الأردنيون للهروب من الهزيمة".
وأكدت المدربة أنه "لا توجد مشكلة تهدد منتخبنا وسنقدم
أي وثيقة يريدها الاتحاد الآسيوي لأننا مرتاحات الضمير"، مضيفة أن الطاقم الطبي
قام بفحص دقيق لكل عضو في المنتخب الوطني من حيث الهرمونات وهرمون التستوستيرون.
في ذات السياق تداولت بعض الصحف الإيرانية أنباء عن أن حارسة
مرمى المنتخب الإيراني للسيدات زهرة قدائي قد رفعت دعوى قضائية ضد الاتحاد الأردني
مطالبة بمليون دولار كتعويض عن التشهير بها، فيما أكد الاتحاد الأردني أنه لم يتلق
أي طلب من اللاعبة الإيرانية حتى الآن، ولم يتم إجراء أي مراسلات مع الاتحاد بهذا الشأن،
وفق صحف محلية إيرانية.