روسيا تختبر صاروخا مضادا للأقمار الصناعية.. وواشنطن: تهور

قال مسؤولون أمريكيون إن صاروخا أطلقته روسيا باتجاه أحد أقمارها الصناعية خلال اختبار لأسلحة، الاثنين، أدى إلى انتشار ما يشبه حقل حطام مداري عرض محطة الفضاء الدولية للخطر، وسيشكل خطرا على أنشطة الفضاء لسنوات مقبلة.

وذكرت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) أنه تم توجيه طاقم محطة الفضاء المكون من سبعة أفراد -أربعة رواد أمريكيين ورائد ألماني واثنين من الروس- للاحتماء في كبسولاتهم لمدة ساعتين بعد الاختبار كإجراء احترازي وذلك للسماح لهم بالهروب سريعا إذا كان ذلك ضروريا.

واستمر مختبر الأبحاث، الذي يدور على ارتفاع 402 كيلومتر فوق سطح الأرض، في المرور عبر مجموعة الحطام أو بالقرب منها كل 90 دقيقة، لكن متخصصين في ناسا قرروا أنه من الآمن أن يعود الطاقم إلى داخل المحطة بعد المرور الثالث للمختبر بحسب ما ذكرت إدارة الطيران والفضاء.

من جهتها قالت قيادة القوات الفضائية في الجيش الأمريكي، إن روسيا أجرت اختبارا على صاروخ مضاد للأقمار الصناعية، وقالت إن الاختبار اتخذ قمرا صناعيا سوفييتيا كهدف.

وأضافت في بيان، نشر على موقعها أن "روسيا اختبرت صاروخا مضادا للأقمار الصناعية يوم 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، وقد أصاب القمر الصناعي الروسي كوسموس-1408، وخلق حقل حطام في مدار أرضي منخفض".

ووصف قيادة القوات الفضائية الأمر بأنه تجاهل لسلامة الفضاء.

وقالت القيادة إن الأنظمة المضادة للأقمار الصناعية التي تطورها روسيا الاتحادية ستعقد مهمة الولايات المتحدة وحلفائها في الفضاء، وأنها تقوض الاستقرار الاستراتيجي وتشكل تهديدا.

وفي وقت سابق قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن روسيا أجرت اختبارات "متهورة" على أسلحة مضادة للأقمار الصناعية، وأضاف أنها تشكل تهديدات لرواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية.

وقال بيل نيلسون رئيس ناسا، في بيان: "ستواصل ناسا مراقبة الحطام في الأيام المقبلة وما بعدها لضمان سلامة طاقمنا في المدار".

روسيا توضح

من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أجرت، تجربة ناجحة في الفضاء أسفرت عن تدمير قمر صناعي روسي خارج الخدمة.

وأوضحت الوزارة في بيان، الثلاثاء، أن الحديث يدور عن جهاز "تسيلينا - د" الذي تم إطلاقه إلى المدار في العام 1982 وكان عاطلا عن العمل.

وأشار البيان إلى حرص الوزارة، في ضوء التهديد الوارد من الجانب الأمريكي، على تعزيز قدرة روسيا على الدفاع عن نفسها في الفضاء الخارجي وعلى الأرض، قائلة: "تصرفات الجانب الأمريكي توصف بأنها مهددة ولا تناسب الأهداف المعلنة لاستخدام الفضاء الكوني استخداما سلميا".

وتابع البيان: "على هذه الخلفية تقوم وزارة الدفاع الروسية بأنشطة مخطط لها تهدف إلى تعزيز قدرتنا على الدفاع لإبعاد إمكانية إلحاق الأضرار المفاجئة بأمن البلاد في الفضاء وعلى الأرض، باستخدام وسائل فضائية أجنبية موجودة حاليا أو تقع قيد التطوير".

وهونت رسالة نشرتها وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" على موقع "تويتر" من شأن أي خطر.

وكتبت وكالة "روسكوزموس" على "تويتر": "مدار الجسم، الذي أجبر طاقم المحطة اليوم على الدخول إلى المركبة الفضائية وفقا للإجراءات المعتادة، ابتعد عن مدار محطة الفضاء الدولية. المحطة في المنطقة الخضراء (الآمنة)".

ويقول خبراء إن اختبار الأسلحة التي تدمر الأقمار الصناعية في مدارها يشكل خطرا فضائيا من خلال تكوين سحب من الشظايا التي يمكن أن تصطدم بأجسام أخرى، ما سيؤدي إلى رد فعل متسلسل من المقذوفات عبر مدار الأرض.

وأجرت الولايات المتحدة أول اختبارات مضادة للأقمار الصناعية عام 1959 عندما كانت الأقمار الصناعية نفسها نادرة وجديدة.

وأجرت روسيا في نيسان/ أبريل الماضي اختبارا آخر لصاروخ مضاد للأقمار الصناعية، وقال المسؤولون إن الفضاء سيصبح مجالا مهما بشكل متزايد في ما يتعلق بالحروب.