تضاربت تصريحات زعماء بارزين لدى الاحتلال الإسرائيلي حول قرب حصول إيران على سلاح نووي، وإنتاج أول قنبلة نووية.
واستبعد رئيس جهاز "الموساد"
السابق يوسي كوهين، أن "تكون إيران في المرحلة الراهنة على عتبة الحصول على سلاح
نووي"، بحسب ما نقلته هيئة البث الرسمي الإسرائيلي "كان".
وزعم كوهين، أن النشاط الإيراني
في هذا الشأن تقلص، مرجعا ذلك لـ"عمل قوات معينة في العالم"، على حسب قوله.
وذكر أن أقواله تستند إلى تقارير
استخباراتية قام بالاطلاع عليها قبل عدة أشهر، لكنه بهذه التقديرات "يعاكس"
تصريحات رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت، التي جاء فيها، أن "إيران حصلت على
تقدم ملموس في قدرتها على تخصيب اليورانيوم خلال السنوات الثلاث الماضية"، وفق
"كان".
اقرأ أيضا: رئيس الموساد السابق ينفي أن تكون إيران قريبة من السلاح النووي
وسبق تصريحات كوهين، حديث مختلف
تماما لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، الذي حذر فيه من قرب حصول إيران
على السلاح النووي، منوها أن "إيران قلصت لشهر فقط زمن الانطلاق لتحقيق كمية اليورانيوم
المخصب التي تكفي لقنبلة نووية واحدة".
وأوضح باراك، أن "اتفاق
2015 ألزم إيران بأن تخلي أراضيها من معظم اليورانيوم المخصب، وأن تبتعد عن زمن الانطلاق
سنة تقريبا، أما اليوم، فتصل المسافة إلى 30 يوما فقط"، مؤكدا "إفلاس وفشل"
السياسة النووية التي قادها رئيس وزراء الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي
السابق دونالد ترامب في وقف المشروع النووي الإيراني.
التسلح النووي
وفي قراءته للتضارب الحاصل في
تصريحات قادة الاحتلال بشأن النووي الإيراني، أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، نظير
مجلي، أن "هذه التصريحات تأتي من منطلقات سياسية أكثر منها تقنية، علمية، مهنية
وعسكرية".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21":
"من جهة، تجد باراك يتحدث أن إيران يمكن أن تصبح دولة نووية خلال شهر؛ وهذا غير
دقيق، ويرفضه كما يبدو أصحاب الاختصاص والمتابعون للشأن الإيراني".
ومن جهة أخرى بحسب مجلي،
"كوهين الذي تحدث بهذا الشكل، ينتمي لتيار نتنياهو وترامب، المتهمين عمليا
بأنهم السبب خلف ذهاب إيران في هذا الاتجاه، لأن انسحابهم من الاتفاق النووي، أدى إلى
أن تصبح طهران حرة التصرف في موضوع النووي، لذلك أصبحت قريبة أكثر من أي وقت مضى إلى
التسلح النووي، فجاء كوهين بهذا التصريح ليدحض هذا الادعاء".
ولفت أن "كوهين لم يكن
فقط رئيس "الموساد" السابق، بل كان أيضا رئيس الملف الإيراني، ويرى فيه نتنياهو
أحد القادة المستقبليين لحزب "الليكود" واليمين الإسرائيلي، وبصفته ناطقا بلسان هذا التيار من جهة ومع وجود ونشوء قوى تنافس (رئيس الكنيست السابق يولي إدلشتاين
يسعى لمنافسة نتنياهو على رئاسة الحزب) نتنياهو على رئاسة "الليكود"، فهو
يرغب بأن يكون له حضور، لذا جاء بهذه التصريحات".
وقال الخبير: "هذه تصريحات
متناقضة، فالتقييمات الأساسية لإيران وفي إسرائيل أيضا، أنها تقترب من النووي،
لأنها رفعت نسبة التخصيب من 20 إلى 60 في المئة، ولكنها أولا، لم تتخذ قرارا بالذهاب
للتسلح النووي، وثانيا، التخصيب حتى 60 في المئة لا يؤهلها لأن تجهز أسلحة نووية".
وتابع: "وثالثا، السلاح
النووي يحتاج إلى صواريخ خاصة، وهي لم تصنع بعد، ويجري العمل على صناعتها لكي تحمل
رؤوسا نووية، هذا هو التوجه العام، وليس التوجهين المتطرفين عند باراك وكوهين".
قطع الطريق
من جانبه، نبه المختص في الشأن
الإسرائيلي مأمون أبو عامر، أن "تصريحات كوهين في هذا التوقيت، التي تتناقض مع
تصريحات بينيت، تأتي ضمن سياق التنافس السياسي الداخلي بين الأحزاب السياسية في إسرائيل، حيث يعد كوهين الوريث المتوقع لنتنياهو،
وبالتالي سيكون مهتما بإظهار جهل وعجز رئيس الحكومة الحالي في هذا المجال".
وأوضح لـ"عربي21"،
أن "كوهين، يحاول ترسيخ الانطباع، بأن الجهود التي بذلها خلال فترة ولايته لرئاسة
"الموساد" والتي نفذت فيها عدة عمليات ضد علماء نوويين إيرانيين، وتم في
عهد رئاسته اغتيال اثنين منهم، و4 عندما كان نائبا لرئيس الجهاز، إضافة لعدة عمليات
شملت؛ حرائق وتفجيرات في المراكز النووية الإيرانية، وسرقة الأرشيف النووي الإيراني".
اقرأ أيضا: صحيفة: إيران تمتلك قدرات نووية "سرية" وتنتظر قرارا سياسيا
وأكد أبو عامر، أن "كوهين
يسعى لقطع الطريق على بينيت بتحقيق أي إنجاز في هذا المجال، ويأتي هذا ضمن رؤية، أن
الإدارة الأمريكية جادة بالذهاب إلى اتفاق نووي مع طهران، ما يعني أن البرنامج النووي
سيتوقف، وبالتالي سيرجع الفضل له في إحباط إنتاج قنبلة نووية إيرانية".
وفي سياق متصل، يتوجه بينيت إلى
روسيا للاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الأيام القادمة، من أجل مناقشة
"مواضيع سياسية وأمنية واقتصادية تخص الجانبين، إلى جانب أخرى إقليمية في طليعتها
المشروع النووي الإيراني".
ونبهت "كان" أن الملف
النووي الإيراني والتهديدات الإيرانية، ستتصدر المحادثات التي يجريها وزير الخارجية
مائير لابيد الذي وصل واشنطن أمس، مع المسؤولين الأمريكيين، حيث سيلتقي مع مستشار الأمن
القومي الأمريكي جيك ساليفان، ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ورئيسة مجلس النواب
نانسي بيلوسي، إضافة لنظيره الأمريكي أنتوني بلينكن.
خبراء يقرأون لـ"عربي21" مآلات التوتر الإيراني الأذري
تعاون مصر الأمني مع الاحتلال يخنق الفلسطينيين على معبر رفح
كيف يؤثر تراجع خلافات المنطقة على حكومة العراق المقبلة؟