ملفات وتقارير

كاتب إسرائيلي: عباس وزعماء عرب يعلقون آمالهم على لابيد

خوجي: مواقف لابيد السياسية لا تختلف كثيرا عن بينيت لا سيما بالنسبة للقدس والاستيطان واللاجئين- جيتي

ترقب المحافل السياسية الإسرائيلية حراكا صادرا عن السلطة الفلسطينية وعدد من الدول العربية باتجاه تحضير الأرضية لقدوم يائير لابيد، وزير الخارجية ورئيس الحكومة المقبل، بدلا من رئيس الحكومة الحالي نفتالي بينيت، لأنهم يفهمون أنه في أيامه لن يكون هناك تقدم في قناة المفاوضات مع إسرائيل، وهم يعلقون آمالهم على خليفته لابيد، حيث تزداد التوقعات منه مع مرور الوقت، سواء في الدول العربية أو الغربية.

بعيدا عن أخذ هذه التقديرات الإسرائيلية على محمل الجد من عدمه، فإنها تتزامن مع زيارة مبعوث البيت الأبيض الدبلوماسي الأمريكي هادي عمرو للمنطقة، ولقائه بكبار المسؤولين في تل أبيب ورام الله، حتى إن مقربي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أعلنوا أن عمرو كشف خلال لقائهم به طبيعة المزاج السائد في واشنطن تجاه حكومة بينيت، خاصة أن شروط استئناف المفاوضات ليست ناضجة في الوقت الحالي.

جاكي خوجي محرر الشؤون العربية في الإذاعة العسكرية الإسرائيلية أوضح في مقال بصحيفة "معاريف"، ترجمته "عربي21"، أن "حكومة بينيت ليست مستعدة للمفاوضات مع الفلسطينيين، وليست مؤهلة لإجراء محادثات سلام، لأن عمرها فقط أربعة أشهر، ولم يثبت مكانها بعد، كما أن رئيسها ذاته بينيت لا يرفض فقط تسخين العلاقات مع السلطة الفلسطينية، بل إنه أزال النقاش حول القضية الفلسطينية من أجندته السياسية".

وأضاف: "هذا السلوك من بينيت دفع الفلسطينيين والعرب إلى تسليط الضوء، أو تعليق آمالهم، على لابيد، المقرر أن يدخل مكتب رئيس الوزراء في آب/ أغسطس 2023، وقام بزيارته الأولى إلى البحرين، واستقبله الملك بنفسه بشكل استثنائي، وبعد فترة وجيزة من توليه منصبه تمت دعوته إلى قصر الملك الأردني، وإجراء مقابلة مع التلفزيون المصري، ومع ذلك فليس أكيدا أنه في العامين المقبلين سيخرج ماء من الصخر".

اللافت هنا أن الدوائر السياسية الفلسطينية الرسمية، خاصة في رام الله، وبعض عواصم المنطقة باتت تعلق آمالها على شعلة لابيد، رغم الاعتقاد الإسرائيلي بأن أبا مازن لم يعد يمسك بزمام السلطة، وسيكون هناك عنوان جديد في تل أبيب للتواصل معه، ومع ذلك فإن من المتوقع أن يزداد الاعتماد على لابيد مع اقتراب موعد التناوب مع بينيت على مقعد رئاسة الحكومة، حيث يعتمد بعض الفلسطينيين عليه ليكون رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي سيعبر أخيرًا بهم نحو الحل السياسي.

هذا يعني أن لابيد سيكون بالنسبة لهؤلاء المسؤولين الفلسطينيين وبعض العرب، فرصتهم الأخيرة، من أجل وقف المضي قدما نحو إقامة دولة ثنائية القومية مع اليهود، رغم أن مواقف لابيد السياسية لا تختلف كثيرا عن رئيسه الحالي بينيت، لا سيما بالنسبة للقدس والاستيطان واللاجئين، لكن انعدام الخيارات السياسية أمام هذه الأوساط الفلسطينية والعربية تجعلها تتمسك بأي شخصية إسرائيلية قادمة، حتى دون امتلاكهما لأي قاسم مشترك يؤسس لأرضية حوار ناجح.

 

اقرأ أيضا: لابيد في البحرين لافتتاح سفارة.. سخط شعبي وحماس تعلق