تعيش الأردن هذه الأيام على وقع فجيعة وفاة الطفلة لين أبو حطب البالغة من العمر 5 أعوام، جراء خطأ طبي وفشل في تشخيص حالتها الصحية.
وتتلخص قصة الطفلة لين بأنه عند مراجعة أهلها بها إلى مستشفى البشير في العاصمة عمّان، بسبب آلام في بطنها، فقد تم تشخصيها من قبل الطبيب المناوب، بأنها مصابة بالتهاب المسالك البولية.
وبعد صرف العلاجات للطفلة باعتبارها مصابة بالتهاب المسالك البولية، لم تتحسن حالتها، ليتم إعادتها إلى المستشفى، وتشخيصها مجددا بأنها مصابة بالتهاب في الأمعاء، لكنّ ذوي الطفلة قاموا بعرضها على طبيب خاص ليؤكد لهم إصابتها بالتهاب الزائدة الدودية، ما يتطلب تدخلا جراحيا.
نقل تقرير لصحيفة "القدس العربي" اللندنية عن ماهر أبو حطب والد الطفلة قوله إنه نظراً لعدم استطاعته المالية فقد قرر إعادة الطفلة إلى مستشفيات البشير وتبين أن التهاب الزائدة وصل إلى حد كبير، ما أدى إلى انفجارها وتم إجراء عملية لها، غير أنها فارقت الحياة بعد انتشار السموم في الجسم.
وأضاف أنه وثق معاناة ابنته خلال مراجعة المستشفى وهي تصرخ وتتألم في أقسام المستشفى دون أي استجابة من أي طبيب.
ووفق ذات الصحيفة فقد أفاد مصدر مسؤول في مديرية الطب الشرعي أن سبب وفاة الطفلة ناتج عن تجرثم الدم ما بعد عملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية المنفجرة، مشيرا إلى أن انفجار الزائدة الدودية أدى إلى التهاب في البطن، وانتقاله إلى الدم وبالتالي تجرثمه.
وقررت وزارة الصحة الأردنية إجراء تحقيق حول حادثة الوفاة من قبل فريق طبي وإداري وقانوني مؤلف من وزارة الصحة والجامعة الهاشمية، وذلك بشكل منفصل عن لجنة التحقيق المشكلة من قبل إدارة مستشفيات البشير.
وأوضحت الوزارة في بيان أنّ فريق التحقيق باشر بإجراء التحقيقات اللازمة في مستشفى البشير للوقوف على الملابسات والمجريات الكاملة التي رافقت حادثة الوفاة.
وأكدت الوزارة أنّ فريق التحقيق سيُصدر تقريره خلال 24 ساعة، وسيتم على ضوئه محاسبة من يثبت تقصيره من خلال التحقيقات وبما ينسجم مع أحكام التشريعات النافذة.
وأشار البيان إلى أنّه تم أيضاً صباح يوم الأربعاء إرسال فريق عمل متخصص من الوزارة إلى مستشفيات البشير ليكون متواجداً هناك كافة أيام الأسبوع لمراقبة سير العمليات والإجراءات اليومية في المستشفى وحتى إشعار آخر.
بدوره، أكد مدير إدارة مستشفيات البشير، عبد المانع السليمات، أنه تم تشكيل "لجنة محايدة ستقدم تقريرا طبيا عن حادثة وفاة الطفلة التي كانت تتلقى العلاج في المستشفى".
وعن الجهة التي تتحمل مسؤولية الوفاة، قال السليمات في تصريحات تلفزيونية: "اللجنة صاحبة القرار وخياراتنا كثيرة داخل المستشفى وخارجها"، مشددا على أنه سيتم "أخذ حق الطفلة عبر القضاء في حال ثبوت التقصير".
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر وفاة الطفلة لين، حيث قرعت هذه الحادثة باب العديد من الأسئلة حول تكرار الأخطاء الطبية التي أصبحت ظاهرة متزايدة خاصة بعد فشل القطاع الطبي الحكومي في تشخيص حالة الأخيرة التي تعتبر من بديهيات التقييم في المجال الطبي، إضافة إلى المماطلة في توفير الرعاية لها بشكل طارئ، وسط مطالبات بإنزال أشد العقوبات بحق المقصرين ولكل المتسببين في الحادثة منذ بداية إعياء الطفلة، ما تسبب أيضاً بالتزامن مع قصة الطفلة في إعادة إنتاج النقاش على أسس موضوعية على مسرح المنصات في حادثة وفاة سيدة أثناء إجراء عملية جراحية بسيطة نتيجة خطأ طبي كذلك.
ودشن نشطاء على خلفية الحادثة، وسوما تطالب بإقالة مسؤولين كبار في وزارة الصحة وتحميلهم المسؤولية الأخلاقية عن وفاة الطفلة.
وطالب آخرون، من كافة الجهات المعنية والمختصة بإعادة النظر في المنظومة الصحية التي أصبحت متهالكة بحد قولهم، إضافة إلى المطالبة بهيكلة كاملة للقطاع الصحي والعاملين في المستشفيات الحكومية والخاصة.
تشخيص خاطئ وفترة انتظار طويلة وظروف مادية صعبة.. تفاصيل قصة وفاة الطفلة لين أبو حطب تشعل موجة غضب في #الأردن #الشرق #الشرق_للأخبار pic.twitter.com/j0NmqkXeAl
استمرار مواجهة كورونا.. جنسيات بفرنسا ومداهمات في إيطاليا
%40 من سكان العالم تلقوا الجرعة الأولى من لقاح كورونا
الصحة العالمية تراقب متحورا جديدا قد يكون مقاوما للقاحات