صحافة إسرائيلية

صدمة لدى الاحتلال بعد هروب أسرى من السجن.. "إخفاق خطير"

مصدر أمني إسرائيلي قال لموقع "واللا" العبري إن الحديث يدور عن سلسلة إخفاقات "خطيرة"- جيتي

سادت عاصفة كبيرة وحالة من الغضب والصدمة، مختلف المحافل الإسرائيلية الأمنية والعسكرية والسياسية، عقب نجاح ستة أسرى فلسطينيين في اختراق كافة أنظمة سجن جلبوع وتحصيناته الأمنية والهرب عبر نفق يبدو أنه حفر على مدار سنوات.

 

وكشف صباح الاثنين، عن تمكن الأسرى الفلسطينيين ومعظمهم من أصحاب الأحكام العالية، من الفرار من سجن "جلبوع" الذي يوصف إسرائيليا بأنه "شديد الحراسة".

 

وأكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت، الاثنين، أن فرار ستة معتقلين أمنيين فلسطينيين من سجن "جلبوع" عبر نفق حفروه أسفل مغسلة، "حدث خطير يلزم جميع الأجهزة الأمنية بالتحرك"، بحسب ما أورده موقع "i24" الإسرائيلي. 

وذكر الموقع، أن بينيت تحدث مع وزير الأمن الداخلي عومر بار ليف بعد فرار الأسرى الفلسطينيين، وأوضح بيان صادر عن ديوان رئيس الوزراء، أنه يتم إطلاع بينيت على آخر المعلومات حول عمليات البحث والتحري عن الأسرى الفارين، كما أنه سيجري مشاورات وفق الحاجة. 

من جانبه، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن قواته وجهاز "الشاباك"، "يساندان الشرطة ومصلحة السجون في أعمال التمشيط بحثا عن الأسرى"، موضحا في بيان له، أنه "تم تخصيص عدة قطع جوية لأعمال استطلاع، إضافة إلى القوات المنتشرة في منطقة الضفة الغربية". 

وأكد مصدر أمني إسرائيلي في حديث مع القناة "12" العبرية، أن "الحادث خطير ومحرج"، كاشفا أن "عملية الهروب تم التخطيط لها منذ مدة طويلة دون أن تستطيع مصلحة السجون كشفها". 

واعتبر مسؤول كبير في جهاز شرطة الاحتلال، عملية هروب الأسرى، "أحد أخطر الحوادث الأمنية بشكل عام"، وفق ما نقلته القناة. 

 

اقرأ أيضا: تفاصيل مثيرة رافقت هروب الأسرى الستة من سجن جلبوع


وفي تعبير واضح عن الشعور بالصدمة مما حدث، قال مصدر أمني لموقع "واللا" العبري، إن "الحديث يدور عن سلسلة إخفاقات خطيرة"، متسائلا: "كيف نفذوا الحفر دون علم السجانين، في واحد من أكثر السجون أمانا؟ وكيف تمكنوا من إخفاء النفق والرمل الناتج عن عملية الحفر؟"، وأوضح المصدر أن "كل الأجهزة الأمنية تشارك في الملاحقة". 

بدوره ذكر وزير الأمن الداخلي بار ليف، أن "مفوضة مصلحة السجون في إسرائيل، كيتي بري، شرعت في التحقيق في ملابسات الحادث". 

وأكد مسؤولون في مصلحة السجون والشرطة الإسرائيلية، الشروع الفوري بعملية تمشيط واسعة تشارك فيها الشرطة والقوات الخاصة والجيش، كما تمت الاستعانة بالكلاب البوليسية والطائرات المروحية بالإضافة إلى نصب نقاط تفتيش في محيط المنطقة. 

ونشرت مصلحة سجون الاحتلال، صورا ومقاطع فيديو تظهر نفقا ضيقا حفر أسفل مغسلة في حمام الزنزانة التي كان يقيم فيها الأسرى، أبطال عملية التحرر الذاتي. 

وفور اكتشاف عملية الهروب التي تمت في الساعات الأولى من فجر اليوم، نبه ما يعرف بقائد منطقة لواء الشمال في الشرطة الإسرائيلية شمعون بن شابو، أنه "لا توجد إرشادات أمنية لسكان المنطقة بعد الحادث"، حاثا المستوطنين في تلك المناطق بـ"توخي مزيد من الحذر". 

وقال في بيان نقله موقع "تايمز أوف إسرائيل": "لا يوجد هناك ما يدعو إلى تغيير روتينكم، ولكن ستكون هناك أعداد كبير من القوات داخل مدينتي العفولة و"بيت شان" وبلدات أخرى، لكنني أطلب إظهار المزيد من اليقظة لوجود أي شيء مريب". 

 

وذكر الموقع، أن وزير الأمن بيني غانتس، التقى برئيس "الشاباك" نداف أرغمان، وقائد القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي الميجور جنرال يهودا فوكس ورئيس عمليات الجيش الإسرائيلي الميجر جنرال عوديد باسيوك، فور اكتشاف فرار الأسرى. 

وأكد مكتب غانتس، أن "وزير الأمن، أمر بتعزيزات للمعابر الحدودية والمنطقة المحيطة بالحدود، مع الاستعداد للقيام بأي إجراءات مطلوبة للقبض على الأسرى، بالتنسيق الوثيق مع جهاز الأمن العام (الشاباك) وأجهزة الأمن الأخرى". 

وأكدت مصلحة السجون الإسرائيلية، أن "عملية الهروب حدثت حوالي الساعة الـ1:30 من فجر الاثنين، وتلقت الشرطة بلاغات عن أشخاص يتجولون في منطقة السجن بعد ذلك بوقت قصير". 

وبحسب هيئة البث الإسرائيلي الرسمي "كان"، فإن الأسرى الذين تمكنوا من الهرب إضافة إلى الأسير زكريا الزبيدي (قائد كتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لـ"فتح" في جنين سابقا) ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي وهم: الأسير أيهم نايف كممجي من "سرايا القدس"، أدين بالمساعدة والتحريض على خطف "إلياهو أشري"؛ والأسير مناضل يعقوب إنفيعات، الذي اعتقل في 2019 لإطلاق النار على مستوطنين إسرائيليين؛ والأسير محمد قاسم عارضة، أدين بعملية قتل؛ ويعقوب محمود أحمد قادري ومحمود عبد الله عارضة، المعتقلين بتهمة "الشروع في القتل". 

ونشر نادي الأسير الفلسطيني معلومات عن الأسرى، وأوضح أن الأسير محمود عبد الله عارضة (46 عاما) من "عرابة /جنين"، معتقل منذ عام 1996، ومحكوم مدى الحياة، والأسير محمد قاسم عارضة (39 عاما) من "عرابة" معتقل منذ 2002، ومحكوم مدى الحياة، والأسير يعقوب محمود قادري (49 عاما) من "بير الباشا" معتقل منذ 2003، ومحكوم مدى الحياة أيضا. 

وذكر أن الأسير أيهم نايف كممجي ( 35 عاما) من "كفر دان" معتقل منذ 2006 ومحكوم مدى الحياة، والأسير زكريا زبيدي (46 عاما) من مخيم جنين معتقل منذ عام 2019 ولا يزال موقوفا، والأسير مناضل يعقوب انفيعات (26 عاما) من يعبد معتقل منذ عام 2019. 

 

يذكر أن الأسير محمود العارضة الذي يرجح أنه "قائد عملية الهروب"، قام بعدة محاولات من نفس السجن للهرب، وله ثلاث محاولات هروب وحده، بسببها عزل عدة سنوات.