اختتمت السبت في بغداد، فعاليات مؤتمر "التعاون والشراكة" الدولي حول العراق، بمشاركة قادة عدد من دول المنطقة بينها إيران والسعودية وقطر ومصر، إلى جانب مشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى جانب رؤساء وزراء دول عدة أخرى.
ودعا المشاركون في قمة "بغداد للتعاون والشراكة"، السبت، إلى "ضرورة توحيد الجهود لاستقرار المنطقة وأمنها"، إضافة إلى تبني الحوار الإقليمي.
جاء ذلك في البيان الختامي للقمة، التي عقدت السبت، وأقر المشاركون فيها بأن المنطقة "تواجه تحديات تقتضي التعاون المشترك على أساس المصالح المشتركة".
وأكد المشاركون، وفق البيان الذي وزعته الخارجية العراقية على وسائل الإعلام، دعم استقرار العراق ومؤسسات الدولة وجهود إعادة الإعمار.
وأعربوا، في البيان الختامي، عن "وقوفهم إلى جانب العراق حكومة وشعبا"، مشددين على "ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية وبالشكل الذي ينعكس إيجابا على استقرار المنطقة وأمنها".
ورحب المشاركون "بالجهود الدبلوماسية العراقية الحثيثة للوصول إلى أرضية من المشتركات مع المحيطين الإقليمي والدولي في سبيل تعزيز الشراكات السياسية والاقتصادية والأمنية، وتبني الحوار البناء وترسيخ التفاهمات على أساس المصالح المشتركة".
وأشار البيان إلى أن "احتضان بغداد لهذا المؤتمر دليل واضح على اعتماد العراق سياسة التوازن والتعاون الإيجابي في علاقاته الخارجية".
وجدد المشاركون "دعمهم لجهود الحكومة العراقية في تعزيز مؤسسات الدولة وفقا للآليات الدستورية وإجراء الانتخابات النيابية الممثلة للشعب العراقي ودعم جهود العراق في طلب الرقابة الدولية لضمان نزاهة وشفافية عملية الاقتراع المرتقبة".
وأقروا بأن "المنطقة تواجه تحديات مشتركة تقتضي تعامل دول الإقليم معها على أساس التعاون المشترك والمصالح المتبادلة ووفقا لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام السيادة الوطنية".
كما أثنى المشاركون على "جهود العراق وتضحياته الكبيرة في حربه على الإرهاب بمساعدة التحالف الدولي والأشقاء والأصدقاء لتحقيق الانتصار".
وثمن المجتمعون "جهود الحكومة العراقية في إطار تحقيق الإصلاح الاقتصادي بالشكل الذي يؤمن توجيه رسائل إيجابية تقضي بتشجيع الاستثمار في مختلف القطاعات ويعود بالنفع على الجميع ويخلق بيئة اقتصادية مناسبة ويعزز عملية التنمية المستدامة وخلق فرص العمل".
وأكد المشاركون "دعم جهود حكومة جمهورية العراق في إعادة الإعمار وتوفير الخدمات ودعم البنى التحتية و تعزيز دور القطاع الخاص، وكذلك جهودها في التعامل مع ملف النازحين وضمان العودة الطوعية الكريمة إلى مناطقهم بعد طيّ صفحة الإرهاب".
وشارك في المؤتمر، الذي استمرت فعالياته ليوم واحد، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، وأمير قطر تميم بن حمد، ورئيس الوزراء الكويتي خالد الحمد الصباح، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف.
كما شارك وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ونائب رئيس الإمارات حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وتسعى بغداد، من خلال القمة، إلى تخفيف حدة التوترات في المنطقة وتعزيز التعاون لمحاربة الجماعات الإرهابية وبناء شراكات اقتصادية.
لماذا مشاركة ماكرون؟
وقبل ثمانية أشهر من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي لم يعلن بعد ترشحه رسمياً لها، يريد الرئيس الفرنسي على الأرجح من خلال زيارته التي تستمر يومين، أن يعزّز موقعه على الخريطة الدولية.
وقال مستشار في قصر الإليزيه إن ماكرون يريد أن يثبت أن فرنسا لا تزال تحتفظ بدور في المنطقة وتواصل مكافحة الإرهاب، وتدعم جهود العراق "هذا البلد المحوري (...) والأساسي، في تحقيق استقرار الشرق الأوسط".
وسيزور ماكرون الأحد كردستان العراق، ثم الموصل التي كان ينظر إليها على أنها بمثابة "عاصمة الخلافة" التي أعلنها التنظيم الإسلامي المتطرف على أجزاء واسعة من سوريا والعراق.
ويقول المسؤول الفرنسي: "كما في منطقة الساحل، فإنه يتعلق الأمر بمحيطنا وبأمننا الوطني. فرنسا عازمة على مواصلة هذا القتال في العراق وخارجه لتفادي عودة لا تزال ممكنة لتنظيم الدولة، وتسهم باريس بنحو 600 عسكري في إطار التحالف الدولي في العراق.
لقاءات على هامش المؤتمر
في الأثناء أجرى الرئيس العراقي برهم صالح، مباحثات منفصلة مع كل من عبد الفتاح السيسي وأمير قطر تميم بن حمد في قصر السلام وسط بغداد.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، ورئيس الوزراء الكويتي الشيخ خالد الحمد الصباح، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، قد وصلوا في وقت سابق إلى بغداد.
ووصل إلى بغداد وزير الخارجية التركي مولود أوغلو، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ونائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وتشارك في المؤتمر أيضا الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وهي الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة، إضافة إلى دول مجموعة العشرين والاتحاد الأوروبي.
وترغب بغداد في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول الجوار وفتح أبوابها أمام الاستثمارات، وخاصة لإقامة مشاريع في المناطق المتضررة من الحرب ضد تنظيم "داعش".