قال جنرال إسرائيلي إن "الصور القاسية القادمة من أفغانستان عقب الانسحاب الأمريكي ستبقى مرتبطة بالسجلات الخاصة باسم الرئيس جو بايدن، أما عند الحديث عن تأثير ذلك على أمن إسرائيل، فإن أفغانستان ليست هنا، إسرائيل دولة لها جيش قوي، لكن عندما تعلن الولايات المتحدة أنها تنفصل عن الشرق الأوسط، فهذا ليس جيدًا لإسرائيل، رغم أننا لسنا في زحمة الوضع الأفغاني، وصحيح أن لدينا تحالفا مع الولايات المتحدة، وهذا يساعدنا، لكنها لا تحارب من أجلنا".
وأضاف عاموس يادلين الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، في حوار مع صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أن "المعلومات الإسرائيلية تتحدث عن وجود توجه لدى الولايات المتحدة للانسحاب من أفغانستان منذ فترة طويلة، وهناك ثلاثة رؤساء اتخذوا قرارًا بشأنه، لكن خطأ بايدن يكمن في الطريقة التي نفذ بها هذا الانسحاب، كما أن الموعد المستهدف للانسحاب ليس بالشيء الجيد أيضاً".
وأوضح أن "بايدن كان يجب عليه التخطيط للانسحاب من أفغانستان، بحيث تعاني الولايات المتحدة أقل قدر ممكن من الضرر الذي تسببت به الصور التي خرجت من هناك، لأن بايدن سيبقى يعاني من هذه الصور، وستبقى مرتبطة بسجله التاريخي والرئاسي".
على الصعيد اللبناني، أشار يادلين إلى "تحذير حزب الله لإسرائيل من التدخل في سفن الوقود الإيرانية المتجهة إلى لبنان، ويجب أخذ هذه التحذيرات على محمل الجد ضمن سياق أوسع بكثير، في ضوء حقيقة لا يجب أن تغيب عن الإسرائيليين وهي أن هناك حملة سرية بين إسرائيل وإيران تحت عتبة الحرب، لأنهما لا يريدان خوضها، لكن كل عملية في هذه الحملة يجب أن تكون سرية، دون أن يكون من الممكن نسبتها لإسرائيل، وبالتأكيد دون تسريبها".
في الملف الإيراني، قال يادلين، إنه "في قضية البرنامج النووي الإيراني، سيكون من الجيد جدا لو لم تقف إسرائيل بمفردها في مقدمة المنصة، بزعم أن من مصلحة العالم كله ألا تمتلك إيران قنبلة نووية، وبالتأكيد مصلحة الولايات المتحدة، وعند الحديث عن اتهام رئيس الحكومة نفتالي بينيت لسلفه بنيامين نتنياهو بأن سياسته جلبت إيران إلى أقرب قنبلة على الإطلاق، فإنني يمكنني التأكيد أن ترامب ونتنياهو لم تكن لديهما خطة بديلة، ولم يعرفا ماذا سيفعلان إذا تقدم الإيرانيون".
وأشار يادلين إلى أن "الطريقة التي ينبغي على إسرائيل ضمان أمنها بها بعد تغيير الإدارة في الولايات المتحدة، بحيث تحافظ أولاً على خيارها المستقل، على أن يكون الملاذ الأخير، بعد استنفاد العقوبات والدبلوماسية، وجميع أنواع الأنشطة التي تتعلق بالهجمات الحركية، ويمكن أن ننفذها مع الأمريكيين، وقد فعلناها من قبل، مع أن المفهوم الإسرائيلي للأمن، يرى أنه إذا وصلنا إلى نقطة يصل الإيرانيون فيها إلى نقطة لا نستطيع أن نتحمل وجود إيران فيها، فإنه حينها يمكننا العمل".