ملفات وتقارير

"عربي21" في جنوب لبنان: أعلام فلسطين تواجه الاحتلال (فيديو)

على بعد كيلومترات قليلة من الحدود اللبنانية الفلسطينية تغرق مدينة "بنت جبيل" الشهيرة بالأعلام الفلسطينية واللبنانية- عربي21

يرفع اللبنانيون من سكان الشريط الحدودي مع دولة الاحتلال الاسرائيلي الأعلام الفلسطينية وأعلام المقاومة على مدار الساعة ويلوحون بها يومياً على بُعد أمتار قليلة من أعين جيش الاحتلال ومستوطنيه، في حالة صمود وتحد لم تهدأ منذ تحرير الجنوب وتراجع القوات الاسرائيلية في أيار/ مايو من العام 2000.


وأجرت "عربي21" جولة ميدانية واسعة في جنوب لبنان وعلى طول الشريط الحدودي، حيث شاهدت الأعلام الفلسطينية التي تُرفع في كل مكان على بُعد عشرات الأمتار فقط من جنود الاحتلال، إلى جانب أعلام المقاومة اللبنانية والفلسطينية وصور رموزها وقادتها، في الوقت الذي يؤكد فيه السكان أن وجودهم في تلك المنطقة هو تعبير عن الصمود في وجه هذا الاحتلال الذي وصل إلى بيروت في العام 1982، لكنه ظل يتقهقر تدريجياً تحت ضربات المقاومة حتى تحررت كافة الأراضي اللبنانية وأصبح اللبنانيون يعيشون في بيوتهم بأمان.


وشاهدت "عربي21" في الجولة، التي شملت عدة مدن وقرى في جنوب لبنان، عشرات اللافتات في الشوارع التي تشير إلى مدينة القدس المحتلة وإلى المسافة المتبقية من أجل الوصول اليها، وذلك في إشارة واضحة إلى أن المقاومة اللبنانية التي بدأت بدحر الاحتلال من بيروت في العام 1982 ووصلت إلى دحره من الجنوب بعد نحو عقدين تريد مواصلة المسير حتى تصل إلى القدس.

 

 

اقرأ أيضا: تعرف إلى "جبل الجرمق" أعلى قمم فلسطين المحتلة


وروى أحد السكان وأحد الناشطين السياسيين في جنوب لبنان لـ"عربي21" كيف أن المنطقة التي غادرها الاسرائيليون أصبحت تحت حماية كاملة من حزب الله اللبناني وقوى المقاومة التي لم تعد تسمح للاحتلال باجتياز ما يُسمى "الخط الأزرق" ولو لشبر واحد، ولم تعد تسمح له بانتهاك السيادة اللبنانية.


ولفت الناشط السياسي الذي رافق "عربي21" الأنظار إلى أن الشوارع في جنوب لبنان تمت توسعتها عند إعادة إعمار ما دمره الاحتلال، وشرح ذلك بالقول: "هذه الشوارع التي تسيرون عليها لم تكن بهذا الحجم في السابق، لكن تمت توسعتها عندما أعيد بناؤها بعد تحرير الجنوب في عام 2000 وبعد الحرب الإسرائيلية في العام 2006، والسبب أن الناس هنا يُعدون العدة ويجهزون الطريق من أجل العبور إلى فلسطين.. هذه هي الطريق إلى القدس".


ويقول الناشط الذي طلب من "عربي21" عدم نشر اسمه إن كل بيت في جنوب لبنان قدم شهيداً أو أكثر في المواجهة مع الاحتلال، أما هو فيقول إن منزله الذي يسكن فيه كان قد تحول في سبعينيات القرن الماضي إلى مركز لإدارة عمليات المقاومة الفلسطينية.


وعلى بعد كيلومترات قليلة من الحدود اللبنانية الفلسطينية تغرق مدينة "بنت جبيل" الشهيرة بالأعلام الفلسطينية واللبنانية وأعلام المقاومة، إضافة إلى صور لقادة حزب الله وصور لعدد كبير من الشهداء اللبنانيين الذين قضوا في حرب تحرير الجنوب أو في الحرب الاسرائيلية الكبرى بالعام 2006.


ويُطلق اللبنانيون على "بنت جبيل" اسم "عاصمة المقاومة"، حيث اكتسبت هذه المدينة شهرتها من الخطاب الشهير الذي ألقاه من هناك الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في العام ألفين والذي يُطلق عليه اسم "خطاب النصر"، حيث قال نصر الله حينها مقولته الشهيرة إن "إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت".


وبحسب سكان "بنت جبيل" فإن اسرائيل حاولت الانتقام من هذه المدينة في حرب العام 2006، حيث دكتها بالقنابل والصواريخ، إلا أن المدينة سرعان ما تعافت، حيث يتوسطها مسجد عملاق وسوق وعدد من المباني الحديثة، حيث قال أحد سكانها لـ"عربي21" إن اللبنانيين أعادوا بناء كل حجر أو بناء هدمه الاحتلال في هذه المدينة ليؤكدوا مجدداً أنهم صامدون.