سياسة دولية

البنتاغون يستنكر تقاعس كابول.. وطالبان تهاجم "مزار شريف"

البنتاغون: نريد أن نرى العزيمة والقيادة السياسية المطلوبة في الميدان- جيتي

أبدت الولايات المتحدة قلقها إزاء سيطرة حركة طالبان على عدد من المدن الأفغانية، مستنكرة تقاعس الجيش الأفغاني، وعدم استخدامه لقدراته الدفاعية.


وقالت وزارة الدفاع  الأمريكية في مؤتمر صحفي للمتحدث باسمها جون كيربي: "نستغرب من عدم استخدام الجيش الأفغاني قدراته القتالية بدءا من سلاح الجو ووحدات المشاة".


وأضاف: "لقد لاحظنا بقلق كبير سرعة تحرك طالبان والمقاومة المحدودة التي واجهوها، وكنا صادقين جدا حيال ذلك".


وتابع: "نريد أن نرى العزيمة والقيادة السياسية المطلوبة في الميدان".


وفي السياق، شدد كيربي على أن القوات الأمريكية مستعدة "للتعامل مع أي مستجدات طارئة في أفغانستان"، لافتا إلى أن سلاح الجو الأمريكي سيواصل في الأيام المقبلة قصف مواقع طالبان.


وحول إجلاء الرعايا الأمريكيين تابع: "الوحدة العسكرية المكلفة بإجلاء الأمريكيين من أفغانستان سترد على أي هجوم تتعرض له".


ومن المقرر أن يكتمل وصول قوة أمريكية قوامها 3 آلاف جندي إلى مطار كابل بحلول نهاية الأسبوع الجاري.


وعلى صعيد آخر، أوضح كيربي أنه رغم تقدم طالبان وقلق واشنطن من التوترات الجارية في أفغانستان، فإن العاصمة كابل لا تواجه "تهديدًا وشيكًا" في الوقت الحالي.


واستدرك: "كابل لا تشهد خطرا وشيكا في الوقت الراهن"، مع إقراره بأن طالبان "تحاول عزل كابل".

 

الرئيس الأفغاني: نعاني حربا بالوكالة ونستطيع الحفاظ على أمن البلاد

 

بدوره قال الرئيس الأفغاني، أشرف غني، إن بلاده تعاني حربا بالوكالة، مؤكدا أن القوات الحكومية تستطيع الحفاظ على أمن البلاد.

 

وأضاف غني، في كلمة له السبت، أنه بدأ سلسلة من المشاورات مع زعماء الأحزاب السياسية وحلفائنا بشأن التطورات الأخيرة.

 

وتابع: "مسؤوليتنا منع المزيد من عدم الاستقرار والعنف ونزوح المواطنين".

 

وأشار إلى أن أولويات إدارته في ظل موجة الهجوم الواسع لحركة طالبان هي إعادة حشد القوات الأمنية.

 

طالبان تشن هجوما واسعا على مزار شريف شمال البلاد

 

وميدانيا، شنت طالبان هجوما متعدد الجبهات، السبت، على مدينة مزار شريف شمالي أفغانستان.

وقال المتحدث باسم ولاية بلخ (شمال)، منير أحمد فرهاد، إن "طالبان هاجمت المدينة من عدة اتجاهات، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة على مشارفها"، حسبما أفادت وكالة "أسوشيتيد برس".

وكان الرئيس الأفغاني، قد توجه إلى مزار شريف، الأربعاء؛ لحشد القوات الأمنية في المدينة، كما اجتمع مع عدد من قادة الميليشيات المتحالفة مع الحكومة، حسب المصدر ذاته.

وتسيطر القوات الأفغانية على أجزاء قليلة من ولايات وسط وشرق البلاد، وكذلك العاصمة كابول.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، السبت، مقتل 172 عنصرا من طالبان، وإصابة 107 جراء عمليات عسكرية في عدة مناطق، خلال الـ24 ساعة الماضية.

وخلال أيام تمكنت حركة طالبان من السيطرة على مراكز 18 ولاية أفغانية من أصل 34.


وفي وقت سابق الجمعة، قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 10 آلاف نازح فروا من الصراع في أفغانستان قد وصلوا إلى كابول.

 

اقرأ أيضا: طالبان تسيطر على أفغانستان.. هل تصمد كابول؟ (خريطة)

وكانت السفارة الأمريكية في كابول أصدرت تعليمات إلى موظفيها بتدمير المواد الحساسة، بالإضافة إلى العناصر "التي يمكن إساءة استخدامها في جهود الدعاية"، وفقًا لإشعار الإدارة.


ويأتي الإشعار في الوقت الذي تستعد فيه السفارة لسحب عدد كبير من الدبلوماسيين، تزامنا مع استمرار تدهور الوضع الأمني على الأرض في أفغانستان.

وسقطت، الجمعة، مدينة قندهار، كبرى مدن أفغانستان بعد العاصمة، بيد مقاتلي حركة طالبان الذين باتوا يسيطرون على أكثر من نصف عواصم ولايات البلاد، وسط مسارعة عواصم غربية لإجلاء رعاياها من كابول، ما يشير إلى تقديرات بسقوطها خلال أيام قليلة.

وخلال أسبوع واحد، انتزعت طالبان 18 عاصمة ولاية في مختلف أرجاء البلاد، من أصل 34، بعد أن كانت الحركة تتجنب خوض معارك للسيطرة على المدن الكبرى، إلى حد بعيد، على مدار سنوات الاحتلال الأمريكي للبلاد.

وسقطت أول عاصمة ولاية بيد طالبان يوم الجمعة الماضي، 6 آب/ أغسطس، وكانت مدينة زرنج مركز ولاية نمروز، على الحدود مع إيران، ليتوالى بعد ذلك سقوط العواصم واحدة تلو الأخرى بشكل خاطف، وفي عموم البلاد مترامية الأطراف.

وتعد قندهار، جنوبا، وهرات (ثالث أكبر مدينة أفغانية)، غربا، أهم العواصم التي سيطرت عليها الحركة، وتحقق لها ذلك خلال الساعات الـ24 الماضية، فضلا عن مدينة لشكركاه، عاصمة ولاية هلمند، جنوبا، والتي خاضت الحكومة معارك ضارية لمنع "المتمردين" من السيطرة عليها.