فاجأ رئيس مخابرات نظام السيسي في مصر عباس كامل مشرعين أمريكيين بأنه كان على سلطات القانون الأمريكية اعتقال الناشط محمد سلطان فور وصوله إلى الولايات المتحدة بعد أن أخلت السلطات المصرية سبيله.
ووفق صحيفة "بوليتكو" فقد أثار ادعاء كامل دهشة المشرعين الأمريكيين القلقين بالفعل بشأن حقوق الإنسان في الدولة الشرق أوسطية.
وزار كامل الولايات المتحدة الشهر الماضي، والتقى أعضاء في الكونغرس.
وأصر كامل على أن الولايات المتحدة وعدت في عام 2015 أنه إذا أطلقت مصر سراح الناشط الأمريكي محمد سلطان، فسوف يقضي بقية عقوبة
السجن المؤبد في سجن أمريكي.
وأظهر كامل وثيقة موقعة بين مسؤولين مصريين وأمريكيين تنص على مثل هذا الترتيب.
اتهمت مصر
سلطان بارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب، بما في ذلك نشر "أخبار كاذبة" وصفها
دعاة حقوق الإنسان بأنها وهمية.
في أيار/ مايو 2015 وبعد مفاوضات مكثفة، أطلق
نظام السيسي سراح محمد سلطان بعد التخلي عن جنسيته المصرية المزدوجة مما سمح له بالعودة إلى أمريكا.
وحسب الوثيقة التي أظهرها كامل فإن المسؤولين الأمريكيين وافقوا على أن يقضي سلطان ما تبقى من عقوبة السجن
المؤبد في زنزانة أمريكية.
وقالت "بوليتكو" التي حصلت على نسخة من تلك الوثيقة، إن إدارة بايدن، ووزارة الخارجية رفضتا التعليق على الوثيقة، أو ما إذا كانت حقيقية أم لا.
لكن وفق شخص مطلع على القضية، فإن مسؤولي
وزارة الخارجية قد اطلعوا على الوثيقة. وقال المسؤولون هناك للشخص إن أحد موظفي الإدارة
وقع عليها عندما تم دفعها إليهم في المطار في اللحظة الأخيرة بينما كان المسؤولون
الأمريكيون يحاولون إخراج سلطان من البلاد. وقال الشخص إن هذا ليس واجب التنفيذ قانونًا حسبما أخبرته الإدارة بذلك.
تزعم الوثيقة المكتوبة باللغة العربية أنه
تم التوقيع عليها من قبل ممثل السفارة الأمريكية وممثل "الإنتربول القاهرة".
وتنص على إرسال سلطان إلى "وطنه لاستئناف عقوبته تحت إشراف السلطات المختصة".
من الصعب فك شفرة توقيع الأمريكي الذي قيل إنه وقع على الوثيقة، تقول "بوليتكو". لكن الوثيقة تنص على أنه تم تسليم سلطان إلى شخصين في قافلة أمنية
أمريكية. يبدو أن أحد أسماء الأشخاص، المكتوب بالعربية، هو نولين جونسون، ويبدو
أن التوقيع يحتوي على حرفي "N" و"J."
وفقًا لملفه الشخصي على LinkedIn، جونسون دبلوماسي أمريكي كان يقيم في مصر وقت إطلاق سراح سلطان. ويذكر
جونسون في الملف الشخصي أنه "حصل على جائزة الشرف العليا الجماعية لدوره في تأمين
الإفراج عن معتقل مصري أمريكي رفيع المستوى وإعادته إلى الوطن".
ولم يرد جونسون على طلبات التعليق. كما
لم ترد السفارة المصرية في واشنطن على طلبات متعددة للتعليق. قالت "بوليتكو".
ووصف محمد سلطان ادعاءات كامل بأنها
"تطور طبيعي لحملة الترهيب والتنمر الموثقة جيدًا من قبل النظام المصري ضدي وضد
المدافعين عن حقوق الإنسان".
وقال: "آمل أن تستجيب حكومتي بسرعة
وحسم لحماية حقوقي وحرياتي الأساسية من اعتدائها".