تباينت مواقف الدول الأعضاء في مجلس الأمن بشأن سد النهضة، بين دولة المنبع إثيوبيا ودول المصب مصر والسودان، ولكنها اتفقت جميعها بالحث على الحوار لحل الأزمة.
واختتمت مساء الخميس، جلسة مجلس الأمن الاستثنائية لمناقشة أزمة سد النهضة الإثيوبي، التي جرت بدعوة من كل من مصر والسودان، وانتهت بتوصيات دون إجراءات بسبب أنها أقيمت وفق البند السادس في ميثاق الأمم المتحدة.
تونس
من جهته، قال مندوب تونس في مجلس الأمن الدولي، المنصف البعتي؛ إن هناك حاجة ماسة لوجود آلية تنسيق بين الدول المعنية بأزمة سد النهضة.
وأضاف: "لا نعتقد أن الوصول إلى حل بين الدول الثلاث أمر مستحيل".
وأضاف ممثل تونس التي تحظى بعضوية مؤقتة في المجلس، وقدمت مقترح الجلسة: "على إثيوبيا أن تتوقف عن اتخاذ أي مواقف أحادية، ولا بد من تشجيع الدول الثلاث لاستئناف المفاوضات للتوصل إلى الاتفاق المنشود".
اقرأ أيضا: مجلس الأمن يحث جميع الأطراف على الحوار بشأن سد النهضة
وأشار إلى أن بلاده تأمل في أن تساهم هذه الجلسة في دفع حاسم لمسار مفاوضات سد النهضة، مضيفا أن هناك حاجة ملحة للاتفاق على استغلال موارد النهر دون الإضرار بمصالح دولتي المصب مصر والسودان وحقوقهما.
أمريكا
فيما قالت مندوبة الولايات المتحدة؛ إن القرن الأفريقي يمر بمرحلة عصيبة، وإن الأسابيع والأشهر المقبلة ستؤثر على المدى الطويل على شعوب المنطقة.
وأضافت أن بلادها ملتزمة بمعالجة الأزمات الإقليمية المتشابكة.
كما أكدت التزام واشنطن بدعم القرن الأفريقي المستقر، إلى جانب استعدادها لدعم جهود التعاون البناء من إثيوبيا ومصر والسودان، لتسوية الخلافات حول السد، مضيفة أن الخلاف حول سد النهضة يمكن أن يُحل بشكل منصف.
وأوضحت أن ذلك يبدأ باستئناف مفاوضات حقيقية، التي لا بد أن تنعقد تحت إطار الاتحاد الأفريقي، على أن تبدأ على نحو عاجل، وألا تستند إلى إعلان المبادئ لعام 2015.
ودعت جميع الأطراف إلى الامتناع عن الإدلاء بأي تصريحات أو اتخاذ أي خطوات قد تهدد المفاوضات، والالتزام بالتوصل إلى حل مقبول للجميع، الذي يمهد الطريق نحو التفاوض حول تنمية الموارد المائية وتحقيق التكامل الاقتصادي.
بريطانيا
من جانبها، دعت مندوبة بريطانيا الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة " بربارا وودوارد"، التي تتمتع بلادها بحق النقض (الفيتو)، الدول الثلاث إلى "تقديم تنازلات من أجل التوصل لاتفاق".
روسيا
كما أكد المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة السفير فاسيلي نيبيزيا خلال الجلسة، أنه "لا حل لتسوية النزاع إلا من خلال القنوات السلمية بمشاركة الدول الثلاث"، محذرا مما وصفه" بصب الزيت على النار والتهديد باستخدام القوة، الأمر الذي يجب منعه وتفاديه".
فرنسا
وقال مندوب فرنسا بمجلس الأمن ورئيس المجلس لشهر تموز/ يوليو؛ إن الدول الثلاث تقدمت إلى مجلس الأمن لتجنب التصعيد فيما بينهم، ودعاهم لتقديم الإرادة السياسية لتسوية النزاع، مشيرا إلى أن ملء السد بشكل منفرد أحدث قلقا كبيرا لدى مصر والسودان.
وتابع بأن مسؤولية مجلس الأمن تكمن في تفادي إطالة النزاعات وتحولها إلى تهديد للسلم والأمن الدوليين، لذا من المهم عقد مثل هذه الجلسة، مؤكدا أن كل الأطراف لديها مصالح مشروعة، لكن بعد 10 أعوام من المفاوضات تبددت الثقة.
اقرأ أيضا: الفصل السادس.. بند قامت عليه الجلسة الأممية لسد النهضة
وأضاف أن مواصلة ملء السد تفاقم التوترات في حين أن الاستقرار الإقليمي هش بالأساس، مشيرا إلى أن الأولوية تكمن في تفادي تكثيف التحديات المفروضة أصلا على البلاد، لافتا إلى أن السودان تسعى وراء التحول الديمقراطي، وأن مصر تحاول تلبية احتياجات شعبها، كما تشهد إثيوبيا توترات داخلية لا سيما في إقليم تيغراي.
ودعا بلدان المنطقة إلى إثبات إرادتها السياسية، من خلال حل الخلاف عبر الحوار الذي يرعاه الاتحاد الأفريقي، وتفادي أي تدابير قد تعرقل المفاوضات.
الصين
على الجانب الصيني، قال ممثل بكين في المجلس؛ إن مصر والسودان وإثيوبيا في مرحلة مهمة في المفاوضات، مع الإقرار بالدور الأساسي لنهر النيل في كسب سبل العيش للدول الثلاث.
وشدد على أهمية التعاون ومعالجة أي مشاكل عن طريق الحوار والمشاورات كي يمكن للدول المشاطئة الاستفادة من النهر، وتؤمن الصين أنه من خلال الجهود المشتركة يمكن استكمال السد، الذي قد يصبح مشروعا تنمويا يعزز الثقة المتبادلة والتعاون.
وأضاف أن الصين تولي السد أهمية قصوى، وتقدر توقيع الدول الثلاث على إعلان المبادئ في عام 2015، كما تقدر الدور الذي أداه الاتحاد الأفريقي في هذا الصدد.
الهند
من جانبه، شدد مندوب الهند في مجلس الأمن، على أن استخدام مياه النيل يجب أن يحقق المصالح المشتركة لدول المنبع والمصب في إطار اتفاق المبادئ الذي تم توقيعه بين الدول الثلاث.
كينيا
من جانبه، قال مندوب كينيا في مجلس الأمن؛ إن قلق مصر والسودان بشأن أضرار سد النهضة الإثيوبي "مشروع"، داعيا إلى عودة التفاوض في إطار الاتحاد الأفريقي.
المكسيك
وقال مندوب المكسيك خلال الجلسة: "نقر بأهمية النيل لكسب سبل العيش وتحقيق الرفاهية لشعوب الدول الثلاث، ولذا نتفهم أن هذه المسألة قد ينظر إليها من مناظير متعددة؛ سياسية واقتصادية وأمنية، ويجب أن نراعي هذه الجوانب الثلاثة".
وأعرب عن أسفه، أنه رغم المساعي الحميدة بقيادة الاتحاد الأفريقي، لم يُحرز "تقدم ملموس" في عملية المفاوضات، مشيرا إلى أن هناك دواعيَ للقلق من أن النزاع قد يفاقم من التوترات في المنطقة والعلاقات بين الدول الثلاثة.
فيتنام
أما ممثل فيتنام في المجلس، فأكد أهمية تعزيز دور القانون في استخدام المجاري المائية العابرة للحدود، من خلال تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة المعنية في هذا الشأن.
وأشار إلى دعم بلاده لجهود الأطراف المعنية بالاستخدام المنصف والمعقول للموارد المائية، من خلال التعاون والمشاورات والمفاوضات بشأن مشروع سد النهضة.
وأضاف بالقول: "في ظل الوضع الهش حاليا في المنطقة، من الأهمية محافظة الأطراف المعنية على مبدأ تسوية النزاعات بالسبل السلمية والمفاوضات الحقيقية، والاتسام بروح حسن الجوار".
إستونيا
فيما قال مندوب إستونيا؛ إنه يعتقد أنه ليس هناك حل سهل لتسوية هذا النزاع، مؤكدا في الوقت ذاته رفض أي حل فردي لهذا النزاع، ومشددا على أهمية الحل السلمي لأزمة سد النهضة الإثيوبي.
وأنهى مجلس الأمن أمس الخميس، جلسة بشأن نزاع السد الإثيوبي، هي الثانية من نوعها بعد أولى العام الماضي، لتحريك جمود المفاوضات بين الدول الثلاث، ولكنها خرجت بمجرد توصيات للحوار بين الدول المتنازعة.
والاثنين الماضي، أخطرت إثيوبيا دولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان، ببدء عملية ملء ثان للسد بالمياه، من دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، باعتباره إجراء أحادي الجانب.
وتصر أديس أبابا على تنفيذ ملء ثان للسد بالمياه، في تموز/ يوليو الجاري وآب/ أغسطس المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بالخرطوم والقاهرة، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.
بينما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي حول ملء السد وتشغيله لضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.
الفصل السادس.. بند قامت عليه الجلسة الأممية لسد النهضة
خبراء يحذرون من استجابة دول حوض النيل لدعوة إثيوبيا
الخرطوم تطلب دعم واشنطن في مجلس الأمن بملف السد