تشهد الساحة السياسية الداخلية التركية أزمة حادة، بسبب فيديوهات لزعيم المافيا سادات بكر والذي فر إلى دولة الإمارات.
وأحدثت سبعة مقاطع فيديو من زعيم المافيا، ضجة كبيرة في الشارع التركي، دفع بالمعارضة للقيام بحملات مناهضة للحكومة التركية.
لكن الأنظار توجهت إلى وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، الذي أكد أن ما يحدث هو مؤامرة تحاك ضد تركيا.
ووسط المطالبات التي جاءت من المعارضة باستقالة وزير الداخلية التركي، خرج صويلو في لقاء تلفزيوني على قناة "خبر ترك" فند فيها ادعاءات زعيم المافيا.
سادات بكر المطلوب للعدالة التركية، بتهمة المتاجرة بالمخدرات وتشكيل منظمة غير قانونية، فر إلى الإمارات، وشن هجوما بادعاءات ضد الحكومة التركية وشخصيات في حزب العدالة والتنمية، منهم سليمان صويلو وزير الداخلية التركي، وبن علي يلدريم نائب رئيس الحزب.
وبدأت الحكاية، مع إعلان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، حملة أمنية تطال أوكار المخدرات في البلاد.
فيما شن الأمن التركي، حملة أمنية طالت صفوف رجال سادات بكر، واقتحام منزله، واعتقال أخيه، ومرافقين له، بالتزامن مع الفيديوهات التي بدأ بثها من الإمارات.
وفي بداية التسجيلات، وجه بكر هجومه إلى مجموعة "بليكان" الإعلامية المقربة من الحكومة التركية، والتابعة لسرحات ألبيرق شقيق وزير المالية التركي السابق براءات ألبيرق، اتهمها بأنها تقف خلف مساعي إلقاء القبض عليه وزجه بالسجن.
سادات بكر، زعم أن وزير الداخلية التركي ساعده بالهرب من البلاد، بعد إيصاله معلومة عبر وسيط بأنه سيتم اعتقاله، وأنه أرسل وسطاء للتوقف عن نشر الفيديوهات، وهو ما نفاه وزير الداخلية التركية سليمان صويلو، كما اتهم نجل بن علي يلدريم بالذهاب إلى فنزويلا والمتاجرة بالمخدرات، وهو ما نفاه وتقدم بدعوى جنائية ضده.
وهاجم سادات بكر أيضا مدير الأمن ووزير الداخلية الأسبق محمد أغار ونجله النائب في حزب العدالة والتنمية، حيث اتهم أغار بوضع اليد على أموال أحد كبار رجال الأعمال الأتراك والسيطرة على ميناء مارينا في مدينة بودروم لتأمين حركة ومرور المخدرات، كما اتهم نجله النائب في الحزب بقتل صحفية كازاخية في الماضي.
محمد أغار، ونجله نفيا المزاعم التي وجهت إليهما بشكل كامل، وأعلن وزير الداخلية السابق انفتاحه لأي تحقيق أو مساءلة بهذا الشأن، فيما قال نجله النائب إنه لم يكن لديه أي علاقة بالصحفية وهو ما أثبتته التحقيقات، فيما أصدرت قيادة الدرك بيانا أشارت فيه إلى أنه لم تتجه الصحفية إلى مقر الدرك في محافظة إلازيغ، كما أن مزاعم نقلها عبر هيلوكبتر غير صحيحة.
سادات بكر زعم أن وزير الداخلية التركي الأسبق محمد آغار، والجنرال كوركوت أركن طلبا منه قتل الصحفي كوتلو أدالي في قبرص عام 1996، ثم أوكل سادات هذه المهمة لشقيقه أتيلا بكر، مشيرا إلى أن أخاه لم يقتل الرجل وأن شخصا آخر هو من فعل ذلك.
وألقت الأجهزة الأمنية القبض على أتيلا شقيق سادات بكر، وفتحت تحقيقا بشأن قضية مقتل الصحفي في قبرص.
الفيديوهات أيضا هاجمت صادق صويلو وهو أحد أقارب وزير الداخلية، بالإضافة لمستشاره علي فائق حجي أوغلو، والذي اتهمه بأن لديه فيلا في طرابزون، وسيارة فارهة باهظة الثمن، وهو ما نفاه المستشار قائلا: "أنا لم أبع في حياتي الهروين والكوكايين، ولم أقتل أحدا، ولم أستحوذ على مال أحد، ولم أخن دولتي، ولم أبع دولتي خدمة لأجندات أجنبية".
فيما رد صادق صويلو، والذي اتهمه بكر بأنه لا يفارق وزارة البيئة التركية، قائلا: "لم أدخل مبنى حكوميا منذ أكثر من عام".
وزعم سادات بكر، بأن تركيا قامت بالتبرع لدولة المغرب بطائرات مسيرة، من أجل تسليمه، مشيرا إلى أنه فر من المغرب إلى الإمارات.
لكن الصفقة التي أبرمها المغرب مع تركيا من أجل شراء المسيرات التركية بحسب ما ذكرته وسائل إعلام مغربية، هي ضمن عملية شراء وبيع.
سادات بكر، حاول إيصال فكرة في فيديوهاته بأن هناك خلافا وحرب مصالح بين مجموعة صويلو، ومجموعة براءات ألبيرق داخل الحزب، بالإضافة إلى أن وزير الداخلية يتابع ويراقب المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، ورئيس القلم بالرئاسة حسن دوغان.
ماذا علق صويلو؟
تحدث وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، عن مؤامرة تحاك ضد بلاده، مفندا ما أثاره مؤخرا زعيم المافيا في البلاد سادات بكر.
صويلو، أكد في لقاء على قناة "خبر ترك" واجه فيه أربعة صحفيين معروفين بـ"صحفيي الاستقصاء"، أن جميع مزاعم سادات بكر غير صحيحة.
وأوضح صويلو، أن سادات بكر، "يسعى إلى فرض وصاية باسمه، ويقول للجميع حبلكم بيدي".
ودعا صويلو وزير الداخلية السابق والذي عمل في منصب مدير أمن إسطنبول أيضا محمد أغار، لترك مهامه والاستقالة وترك عمله في الميناء.
وأشار إلى أنه أعطى التعليمات اللازمة بشأن ملاحقة مسألة مقتل الصحفي أدالي، وفي حال التوصل لشيء سيتم متابعته.
وحول مزاعم سادات بكر في أحد الفيديوهات، بأن صويلو طلب من الصحفي هادي أوزيشيك، التوسط بينه وبين بكر، أوضح وزير الداخلية أنه فتح الهاتف على الصحفي وقال له: "ما فعلتموه خطأ كبير لقد بعتم دولتكم، وبعتمونا"، وفي اتصال هاتف آخر قال له: "تقومون بأفعال خاطئة، وتوجهون الاتهامات للحكومة، وهذا لا يليق بكم".
وكان سادات بكر قام بتسريب تسجيل مصور بينه وبين الصحفي هادي الذي زعم أن صويلو طلب منه التوسط من أجل تهدئة الأمور، وإيقاف نشر الفيديوهات.
وقام صويلو بتقديم شكوى جنائية ضد هادي وسليما أوزيشيك، بتهمة "الإهانة والافتراء"، ما دفع بالصحفي هادي للاعتذار إلى صويلو، مشيرا إلى أنه تواصل مع بكر من باب حسن النية، وأن صويلو لم يكن على علم بهذه اللقاءات.
وحول مزاعم سادات بكر بأنه أعطى أحد السياسيين من حزب العدالة والتنمية رشوة بقيمة 10 آلاف دولار، أوضح صويلو أن لديه الاسم، وسيدلي بذلك أمام السلطات القضائية، مشيرا إلى أن الشخص ليس من "العدالة والتنمية".
وفي رده على تساؤل بشأن تخصيص الحماية لزعيم المافيا، أوضح صويلو، أنه في كانون الثاني/ يناير 2015، قام "حزب التحرر الشعبي الثوري" المحظور بتهديد سادات بكر، وبناء على لجنة مشكلة تم توفير الحماية له، لافتا إلى أن بكر رفض الحماية بالبداية وبعدها وافق بشأنها، مشددا على أن اللجنة تتكون من المخابرات ووحدة مكافحة الإرهاب والأجهزة الأمنية.
صويلو أبدى استعداده لمواجهة كافة الاتهامات الموجهة له أمام القضاء، متحديا إثبات ما قاله سادات بكر عنه.
كيف علق بهتشلي وأردوغان؟
زعيم الحركة القومية دولت بهتشلي، ذهب الثلاثاء، إلى ما صرح به صويلو، مؤكدا أن ما يحدث هي مكيدة تستهدف تركيا عبر المنظمات الإجرامية.
وأكد دعمه لصويلو، قائلا: "لن يتمكن أحد من وضع الحبال على رقبة وزير الداخلية، ولن يستطيع أي أحد فعل ذلك، وأشدد على أن القوات المسلحة ووزير الداخلية ليسا وحدهما، فالقضية هي حماية إرادتنا وكرامتنا ودولتنا".
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد الأربعاء، دعمه لوزير الداخلية، قائلا: "كنت وما زلت أقف إلى جانب سليمان صويلو الذي يكافح الإرهاب والجريمة في بلادنا" مشددا على أن الهدف ليس صويلو بل تركيا القوية.
وانتقد أردوغان موقف أحزاب المعارضة من القضية، قائلا: "يا سيد كمال (كليتشدار أوغلو)، ويا "سيدة" ميرال، لن تحصلوا على خبز من هذه الحملة التي تستهدف الدولة".
وأضاف: "سنلاحق المافيا والجريمة أينما هربت في العالم، كما نلاحق التنظيم الموازي "غولن"".
وشدد في رده على مطالبات المعارضة بانتخابات مبكرة بعد مسألة سادات بكر، على أن الانتخابات ستجري في موعدها المحدد وهو حزيران/ يونيو 2023.
يشار إلى أن صويلو الرجل القوي في الحكومة، تولى وزارة الداخلية عام 2016، ويصفه المراقبون بأنه أقوى وزير داخلية ساهم في القضاء على منظمة العمال الكرستاني وتنظيم الدولة وما يعرف بالتنظيم الموازي "جماعة غولن" بعد محاولة الانقلاب في البلاد.
ويعد صويلو، أحد أبرز الشخصيات في حزب العدالة والتنمية والحكومة، التي تحظى بشعبية كبيرة ونفوذ داخل الحزب.
أردوغان: نتنياهو لم يكن صديقا لنا ولن يكون
أمريكا تتهم أردوغان بـ"معاداة السامية" لموقفه من الاحتلال
أردوغان يعلن تحييد المسؤول العام لـ"الكردستاني" في سوريا