حالة رعب شديد بين أطفال غزة تسببت بها كثافة صواريخ الاحتلال التي سقطت على الأماكن المدنية والأبراج السكنية في قطاع غزة خلال الساعات الماضية.
وأدى القصف الإسرائيلي العنيف والمتواصل ضد قطاع غزة المحاصر، إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 119 شهيدا؛ بينهم 31 طفلا و19 سيدة، والجرحى إلى 830 إصابة بجروح مختلفة، بحسب إحصائية محدثة وصلت إلى "عربي21"، من وزارة الصحة الفلسطينية.
عبد الرحمن صقر، طفل فلسطيني في التاسعة من عمره، رغب أن يصوم رمضان هذا العام، صلى قيام الليل مع والده داخل الشقة السكنية التي يقيم بها وسط مدينة غزة؛ لكنه لم يتمكن من الوصول إلى المسجد كعادته في باقي الأيام بسبب القصف الإسرائيلي المكثف، الذي طال عشرات العائلات في بيوتها.
حاول عبد الرحمن أن ينام مساء الثلاثاء، لكنه سرعان ما استيقظ لهول ما سمع من أصوات انفجارات ضخمة ودمار كبير جراء صواريخ الاحتلال، بقي مستيقظا حتى تناول سحور آخر يوم في رمضان، وبعد أداء صلاة الفجر ذهب لفراشه كي ينام، وما هي إلا دقائق معدودات حتى استيقظ وإخوته الأطفال الخمسة مفزوعين، فصواريخ الاحتلال طالت أحد الأبراج (السوسي) السكنية التي تبعد عنهم مسافة محدودة؛ لا تزيد هوائيا عن 100 متر.
اقرأ أيضا: غارات جديدة للاحتلال على غزة الجمعة ترفع حصيلة الشهداء
عبد الرحمن، يسأل وهو يرتجف: "ما الذي حدث؟ أين هذا؟ هل سيدمرون بيتنا؟"، لكنه لم يجد جوابا شافيا يطفئ خوفه ويطمئنه، فجلس متكورا على نفسه، ينتظر الصاروخ الإسرائيلي القادم، الذي لا يدري أحد أين سيسقط ومن سيقتل من الأطفال والنساء.
مرت دقائق صعبة حتى بدأ الطفل ينفك من رعبه بسبب قصف الاحتلال، وجاء إلى والده يحدثه والدموع محبوسة في عينيه، فهو يحلم بالأمن مثل أطفال العالم، قائلا: "أبي؛ ملابس العيد التي اشتريتها ستذهب حينما يقصف منزلنا، ماذا سنفعل؟"، في ما والده يحاول أن يطمئنه، وهو يدرك أن جيش الاحتلال من الممكن أن يرتكب أي حماقة، مثل المجزرة التي ارتكبها بحق أطفال عائلة المصري في بيت حانون شمال القطاع وغيرها في الليلة الماضية.
لكن اللافت أن عبد الرحمن الذي تعود أن يحدث والده عن أحلامه الجميلة، قال: "جاءني حلم جميل وأنا نائم يا أبي؛ لكن القصف قطع هذا الحلم"، ما هو يا عبد الرحمن "لا أتذكره يا أبي".
اقرأ أيضا: الشهيد العالم "الزبدة".. تفوق وإبداع وعمل دؤوب ضد الاحتلال
ومع مرور الوقت، بدأ عبد الرحمن بالعودة إلى حيويته، لكنها لم تصل لما كانت عليه قبل كثافة الصواريخ الإسرائيلية التي سقطت على المواطنين في غزة، وقال متحديا صواريخ الاحتلال: "لن نخرج من بيتا ولو قصفوه"، مضيفا: "القدس لنا ولن نسمح للاحتلال بأخذها".
وتفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها شرطة الاحتلال ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 نيسان/ أبريل الماضي، في القدس، وخاصة منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي "الشيخ جراح"، إثر مساعي الاحتلال لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها للمستوطنين.
ووفق آخر حصيلة رسمية لوزارة الصحة في قطاع غزة، أسفر عدوان الاحتلال المتواصل على القطاع منذ الاثنين عن استشهاد 119 فلسطينيا، بينهم 31 طفلا و 19 سيدة، إضافة إلى 830 إصابة مختلفة.
الشهيد العالم "الزبدة".. تفوق وإبداع وعمل دؤوب ضد الاحتلال
تحليل: هكذا صنع دعم المقاومة للقدس لحظة فلسطينية فارقة
هل تحول يوم الأسير الفلسطيني إلى "مناسبة شعارات"؟