قال كاتب إسرائيلي: "إنني لو كنت فلسطينيًا، لكنت أيضًا سأرقص عند باب العامود حتى الساعات الأولى من الليل، لأنه استمرارا لحالة الاستسلام التي يعيشها الإسرائيليون للصواريخ في الجنوب، ومع مرور السنين، وبقاء النظام الحمساوي في غزة على حاله، فقد تصالح المستوطنون مع مصيرهم في مستوطنات سديروت وكيرم شالوم، ومن جولة قتال إلى أخرى ينخفض مستوى التوقعات بردود الجيش الإسرائيلي".
وأضاف حاغاي سيغال في
مقال بصحيفة "مكور ريشون"، ترجمته "عربي21"، أن "اليمين المتطرف في
إسرائيل لم يعد يطالب الحكومة بضرب حماس بيد قوية وذراع ممدودة، كما كان من
المعتاد في مثل هذه الحالات، باستثناء نداءات يائسة من شخصيات إسرائيلية من هنا
وهناك لفعل شيء ما، وترديد عبارة أن "حماس تشعل النار دائمًا"، وإلقاء
الجهود الإسرائيلية لوقف جولات القتال على الوساطات المصرية لاستعادة الهدوء".
وأوضح أن "الواقع
الأمني الإسرائيلي اليوم في مواجهة حماس يعني خوفا من تنفيذ حملة شاملة ضدها،
والخشية من ثمن الدم من الجانب الإسرائيلي، وما زالت تأثيرات تقارير لاهاي
وغولدستون تخيفها، كما تخاف من عدة أمور أخرى، مثل الانتفاضة في الضفة الغربية،
فضلا عن التدخل الإيراني، والاعتقاد أن كل عملية عسكرية ضد حماس ستعود بنا إلى
إعادة احتلال قطاع غزة بعد 16 عامًا من الانسحاب منه".
وأشار إلى أن "إسرائيل
لا تزال تعيش أجواء الصدمة من أي تحرك عسكري ضد حماس، وكقاعدة عامة يتعاطف الرأي
العام الإسرائيلي مع تردد الحكومة، أما مؤيدو فك الارتباط عن غزة فيخشون أن يكونوا
أغبياء، خشية أن يتبين أن الجيش الإسرائيلي غير قادر على ضمان الأمن دون السيطرة
على القطاع، فيما معارضو فك الارتباط يريدون تعميق الوعي بالأثمان المدفوعة في غزة
بسبب مغادرتها".
وأكد أن "الخيار
المفضل لدى جميع الإسرائيليين هو استهداف حماس، لكنهم متأكدون أنها لن تتأذى
كثيراً، ونادراً ما يتم التعبير عن الرد الإسرائيلي على صواريخ القسام في الأماكن
الفلسطينية، حيث يتمتع قادة حماس بحصانة طويلة الأمد من الاغتيالات المستهدفة
والكثير من الفوائد الأخرى، أما المستويان السياسي والأمني، اليمين واليسار، فهم
متحدون في الرأي القائل بأنه في الوضع الحالي لا مفر من عض الشفاه المستمر
والاستثمار في القبة الحديدية والحاجز التحت أرضي، بدلاً من الرد على حماس".
وزعم أنه "يجب
اقتلاع بوابات غزة مرة واحدة كل بضع سنوات، وبهذه الطريقة فإنها ستفكر مائة مرة
قبل أن تحاول جرنا للحرب، ولديها قلق بشأن الذراع الإسرائيلية الطويلة، ولذلك فإن
المشكلة أن سلوك إسرائيل في مواجهة غزة بات يتسم بالبؤس، ويستخدم الجيش الإسرائيلي
والمستوى السياسي هذا الخطاب الجبان لتبرير عض الشفاه أمام الصواريخ الأربعين التي
أطلقتها حماس مؤخرا".
وأوضح أن "أحداث
غزة الأخيرة اعتمدت على ما يحدث في القدس، وكأنها ذريعة حماس لإطلاق الصواريخ على
الغلاف، وكان من المستحيل عدم تفسير هذه الدعوة على أنها اصطفاف إسرائيلي مخيف مع رواية
حماس للأحداث، ثم جاء الطي المخيف للحواجز على درج باب العامود، وقدم لحماس صورة
انتصار، وتمت الموافقة على طلبها بأن إطلاق النار في غزة مصدره سلوك إسرائيل في
القدس".
وختم بالقول إن "السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين عبرت عن "حظيرة صامتة وخاضعة"، لقد قدمت القيادة الإسرائيلية سلوكا أشبه بـ"عار الاستسلام أمام التنمر الفلسطيني"، واستسلمت دون أن تطرف عينها، ودون أن تأخذ في الاعتبار أن حماس قد تجد ذريعة جديدة لتحريض المنطقة، ولذلك فإني لو كنت فلسطينيًا، لكنت سأرقص أيضًا عند باب العامود حتى الساعات الأولى في الليل".