قال مستشرق يهودي إن "خلفية التصعيد الأخير في قطاع غزة تعود إلى أن هناك افتقارا في السياسة الإسرائيلية المتجذرة والعميقة تجاه حماس، رغم أن إسرائيل لم تتخذ جملة من الإجراءات تجاه الاستفزازات الفلسطينية المتمثلة بإعادة تأهيل البنى التحتية للمنظمات المسلحة في الضفة الغربية، وهو طريق بات قصيرا مع مرور الوقت".
وأضاف
إيهود يعاري في مقاله على موقع القناة 12، ترجمته "عربي21"، أن "الأحداث التي اندلعت في القدس، سرعان ما امتدت إلى مواجهات بين شبان
فلسطينيين وجنود الجيش الإسرائيلي بالقرب من نقاط التفتيش في رام الله والرام
والخليل بالضفة الغربية، وحركة حماس تبذل جهودا لتشجيع الشباب الفلسطيني على المثابرة
بقوة، ومن الصعب القول في هذه المرحلة ما إذا كانت ستنجح، في ظل الخشية من التدهور
إلى صراع أوسع".
وأشار
يعاري، وثيق الصلة بأجهزة الأمن الإسرائيلية، والباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق
الأدنى، إلى أنه "يجب أن يكون مفهوما أن
خلفية أحداث الأيام الأخيرة متجذرة بعمق في السياسة، أو بالأحرى عدم وجود سياسة في
سلوك الحكومة الإسرائيلية تجاه حماس، ما شجعها على خلق معادلة جديدة، على الأقل
لفترة وجيزة، يتم بموجبها الرد على الاشتباكات في القدس بإطلاق الصواريخ من قطاع
غزة".
وأكد
أن "توتر أحداث القدس تزامن مع عدم إصرار إسرائيل على أن مرشحي الانتخابات
الفلسطينية يجب أن يلتزموا في القواعد التي وضعتها اللجنة الرباعية (الولايات
المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة)، وتتطلب هذه القواعد رفض مشاركة أي
قائمة في الانتخابات لا تنبذ العنف، والتعبير عن استعداد للاعتراف بإسرائيل،
واحترام الاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية منذ اتفاقيات أوسلو".
وأوضح
أن "عباس لم يضغط على حماس لتقديم مثل هذا الالتزام، وتجاوزته إسرائيل بصمت،
والنتيجة أن حماس حصلت على الإذن بدخول البرلمان الفلسطيني دون قبول تلك القواعد، وبالتالي
فإن سلوك الحكومة الإسرائيلية أقنع حماس بأن إسرائيل في حالة من الشلل والارتباك، ما
خلق مجالا واسعا أمام الحركة للعمل لإعادة تأسيس نفسها في الضفة الغربية".
وزعم
أن "إسرائيل لم تعترض علانية على محاولة تحويل القادة العسكريين في حماس إلى
أعضاء في المجلس التشريعي للسلطة الفلسطينية، وقد أقنع سلوك الحكومة هذا حماس بأن
تبذل جهدا هائلا لإعادة تأهيل الشبكات المسلحة التي تم القضاء عليها إلى حد كبير
في العقدين الماضيين، حتى أن إسرائيل لم تناشد إدارة بايدن لصياغة وإعلان موقف
واضح".
وأوضح
أن "مخاوف إسرائيل من الانتخابات الفلسطينية، ومشاركة حماس، دفعتها لإرسال
رئيس جهاز الأمن العام-الشاباك نداف أرغمان إلى أبو مازن؛ لتحذيره مما وصفها بـ"مغامرات
طائشة"، لكن تبين مع مرور الوقت أن ذلك لا يكفي، لأنه في حالة إجراء
انتخابات، فقد نكون أمام تشكيل حكومة ائتلافية فلسطينية مع حماس، وسيتم تصوير وزرائها
في الظاهر على أنهم تكنوقراط؟".
وختم
بالقول إن "أحدا من الإسرائيليين لا يعتقد بصدق أنه من المجدي الذهاب إلى
انتخابات الرئاسة الفلسطينية في آب/ أغسطس، حيث سيواجه مروان البرغوثي من السجن فرصة
جيدة للفوز، لأن حماس ليس لديها مرشح مستقر من تلقاء نفسها، وستمنحه أصواتها،
وهذا يفرض تحديا جديدا على إسرائيل".