ملفات وتقارير

رئيس موساد سابق يحذر من خطورة الصدام مع واشنطن

هاليفي: واشنطن ليست فقط أهم حليف لإسرائيل ولكن أيضا الحليف الذي من دون دعمها سنبدو في وضع مختلف في العالم كله- جيتي

قال مسؤول أمني إسرائيلي إن "معارضة إسرائيل العلنية للمفاوضات مع إيران لا تعتبر استراتيجية صحيحة، والقول بأن إسرائيل ليست ملزمة بالاتفاقية النووية مع إيران في ظل محادثات فيينا، سلوك غير ضروري، ومع مرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى ابتعاد إسرائيل عن الولايات المتحدة".


وأضاف أفرايم هاليفي، رئيس جهاز الموساد الأسبق في حوار مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21"، أنه "يعارض "القطار الجوي" الذي يستقله كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين المسافرين إلى واشنطن للتعبير للإدارة الأمريكية عن معارضة إسرائيل للاتفاق النووي مع إيران، ولا أظن أن هذه استراتيجية صحيحة، بل المطلوب هو دخول إسرائيل في حوار مع الولايات المتحدة".


وأكد أن "الولايات المتحدة ليست فقط أهم حليف لإسرائيل، ولكن أيضا الحليف الذي من دون دعمها لنا سنبدو في وضع مختلف في العالم كله، وفي الشرق الأوسط بشكل خاص، المطلوب هنا هو حوار واقعي وعميق وهادئ، دون توجيه تهديدات متبادلة".


وأشار إلى أنه "يعتقد أن هذا الوفد الإسرائيلي المشكل من رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، ومستشار الأمن القومي مائير بن شبات، سيعبر في السر أمام زملائهم الأمريكيين عن نفس الرسالة الرسمية لإسرائيل بمعارضة كاملة للاتفاق النووي، وضمن ذلك إمكانية الدخول في عملية تفاوض مع الأمريكيين، لكني أفترض أن المندوبين الإسرائيليين سيفعلون كل ما بوسعهم".


وأكد أن " المسؤولين العسكريين والأمنيين الإسرائيليين لديهم قدرة كبيرة على إقناع الأمريكيين بتحسين موقف الولايات المتحدة أمام إيران، والوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة معها، لكني أريد فقط أن أذكر أن التصريح بأن إسرائيل ليست ملزمة بالاتفاق غير ضروري، لأن إسرائيل لم توقع الاتفاق قط، لكن ذلك لا يعني أن الأمريكيين لا "يحسبون" على الإطلاق الموقف الإسرائيلي".


وأضاف أن "هناك زيارة قام بها وزير الدفاع الأمريكي لإسرائيل، وتحدث إلى كبار مسؤولي الأمن الإسرائيليين، وكان هناك أيضا لقاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كل يوم، ساعة بساعة، يقدمون لنا أيضا دعما في الأسلحة، وكذلك في تبادل المعلومات الاستخبارية، وفي الأنشطة المشتركة التي يكون الصمت أمرا جيدا لها، وأعتقد أن استخدام هذا الأسلوب ليس مفيدا، ولن تؤدي إلى أي نتيجة جديرة".


وأوضح أن "الحديث يتزايد في الأروقة السياسية في تل أبيب بأنها ليست ملزمة بهذا الاتفاق النووي المزمع إبرامه في فيينا مع إيران، وفي هذه الحالة علينا أن نسأل من قال ذلك، أعتقد أنه لم يكن ضروريا، لا أعتقد أنه كان مفيدا، لأنه في أفضل الأحوال مع كل الأهمية لإسرائيل ذات العشرة ملايين نسمة، فإننا ما زلنا بحاجة إلى تلك الدولة ذات الـ300 مليون نسمة، وهي الولايات المتحدة".


وأشار إلى أن "أي سلوك إسرائيلي خاص بالاستراتيجية المتبعة تجاه المفاوضات النووية يمكن أن تكون ضارة، وعلى المدى الطويل يمكن بمرور الوقت أنه قد يكون هناك تحرك بعيدا، لأن علاقتنا مع الولايات المتحدة ذات مغزى لعقود من الزمن، من الاتفاقات والتفاهمات حول قضايا مهمة للغاية، لأن ذلك يعني بداية تدهور للعلاقات خطيرة على إسرائيل".


وأكد أنه "في السنوات الأخيرة رأينا إسرائيل تعمل ضد الإيرانيين، وخاصة في المنطقة السورية، وفي الآونة الأخيرة نشهد هذا أيضا في الفضاء البحري، فهل من مصلحة إسرائيل فتح ساحة أخرى، الحقيقة أنني لست على دراية بجميع تفاصيل هذه الأنشطة العسكرية، ولا يسعني إلا أن أقول إنه بينما نضيف ساحات صراع، فإننا بحاجة للاهتمام بهذه الساحات، لأنه يتطلب منا دفع أثمان في قضايا أخرى نتعامل معها".