فرح الفلسطينيون بقرار فتح المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان؛ بعد أن أغلق أبوابه في رمضان الماضي بسبب انتشار فيروس كورونا.
وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية أعلنت استمرار فتح أبواب المسجد في الشهر الفضيل لاستقبال الصائمين؛ مؤكدة جهوزية إدارة المسجد لاستقبال رمضان، حيث ستفتح أبواب الأقصى للجميع.
ومنذ إصدار هذا القرار انتشر مئات المتطوعين في أرجاء المسجد لتجهيزه لاستقبال المصلين؛ حيث قاموا بتنظيف ساحاته ومصلياته وتزيينها وتزويدها بالأغراض المخصصة لها.
وتقول الفتاة عائشة حسن، إحدى المتطوعات في المسجد لـ"عربي21"، إنها منذ أن شاهدت إعلان فتح باب التطوع للفتيات ضمن ما يسمى بلجنة "فتيات الأقصى" فقد سارعت للتسجيل للمساعدة في التحضير لرمضان.
وأوضحت أنها شاركت في السنوات السابقة ضمن هذه اللجنة والتي تعمل على ضبط الأوضاع في المسجد الأقصى خلال الشهر الفضيل، حيث تقوم الفتيات على حفظ النظام في المناطق التي تصلي فيها السيدات؛ وترتيب توزيع المصلين والحرص على عدم وجود ازدحام بينهن خاصة في أوقات صلاة التراويح.
وأكدت حسن أن التواجد في المسجد الأقصى المبارك يعطي نكهة خاصة في الشهر الفضيل خاصة إذا كان الأمر يتعلق بخدمة المصلين وترتيب أمورهم، كما أن ذلك يعزز من حق الفلسطينيين في المسجد في ظل أطماع المستوطنين المستمرة فيه.
أجواء ساحرة
منذ عدة أيام حرص شبان البلدة القديمة في القدس على تزيين أزقتها الموصلة للمسجد الأقصى المبارك، حيث قاموا بتعليق الزينة المضاءة على المنازل القديمة وفوق الطريق الضيق بينها المؤدي للمسجد.
ويقول المواطن المقدسي علي الكيلاني لـ"عربي21" إن هذه الزينة تعطي أجواء ساحرة للبلدة ولمحيط المسجد؛ حيث تشد الأطفال والزائرين وحتى سكان البلدة نفسها وتعكس أجواء مختلفة تنذر بحلول شهر رمضان المبارك.
ورأى أن كل هذه التحضيرات كانت كفيلة بأن تنسي المقدسيين غيابهم عن المسجد العام الماضي في شهر رمضان بسبب انتشار فيروس كورونا، مبينا أن الاحتلال استغل هذا الإغلاق لزيادة سيطرة المستوطنين على المسجد واقتحامه بشكل مكثف، والقيام بانتهاكات مستمرة مثل إجراء مسح داخله واقتحام مصلى باب الرحمة بشكل مستمر وغير ذلك من الاعتداءات.
وأضاف: "الوضع الآن أفضل والحمد لله، نلتزم بالإجراءات الوقائية وبارتداء الكمامات وبالتباعد فيما بيننا خلال الصلاة، ونأمل أن تزول هذه الأزمة وأن يعود الأقصى منارة لكل الفلسطينيين لنواجه خطر المستوطنين الذي يركز أطماعه على مسجدنا".
بدورها ترى الحاجة أم عماد سليمان أن قرار فتح المسجد الأقصى في شهر رمضان هو القرار الصحيح؛ حيث يشعر الفلسطينيون بالفراغ حين يتم إغلاقه، خاصة الذين اعتادوا على الصلاة فيه طيلة الشهر الفضيل.
وقالت لـ"عربي21" إنها تشعر بفرحة غامرة كونها ستتمكن من أداء صلاة التراويح في المسجد بعد أن غابت عنها خلال شهر رمضان من العام الماضي، معتبرة أن رمضان دون الصلاة في الأقصى منقوص ويفقد بهجته.
وتابعت: "كنت أصطحب بناتي وأحفادي للمسجد كل يوم، وفي العام الماضي حرمنا هذه الفرحة فكان رمضان حزينا في منازلنا، أما الآن فسنتمكن من الصلاة فيه واستشعار الأجواء الرمضانية الجميلة بفضل الله".
تضييق مستمر
لم تغب يد الاحتلال عن هذه الأجواء؛ فحاول الجنود قبل عدة أيام منع الشبان من تعليق الزينة التي تمتاز بها البلدة القديمة، كما أنه حاول إنزالها "مراعاة لمشاعر المستوطنين" الذين يستولون على عدة منازل فيها، ولكن إصرار الشبان على تعليقها حال دون ذلك.
ويحاول الاحتلال منع بعض الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى عبر حواجز عسكرية ينشرها باستمرار في محيطه؛ حيث يوقف الشبان ويخضعهم للتفتيش ويدقق في بطاقات الهوية الخاصة بهم، وهو ما يعتبره المقدسيون محاولات مستمرة لم تتوقف من أجل محاولة إفساد أجواء الشهر الفضيل.
ومن بين سبل تنغيص الاحتلال على الفلسطينيين عدم إصداره أي قرارات تتعلق بدخول أهالي الضفة المحتلة إلى الأقصى في رمضان؛ حيث يمنعهم الاحتلال منذ ما يقارب العشرين عاما من دخول المدينة المقدسة إلا بتصاريح أمنية خاصة، ولكنه يسمح لهم بدخولها أيام الجمعة في شهر رمضان.
ويعزو بعض الفلسطينيين سبب ذلك إلى جانب التضييق الممنهج؛ إلى عدم اكتمال إعطاء اللقاحات المضادة لكورونا لجميع سكان الضفة المحتلة، حيث يتذرع الاحتلال بذلك من أجل منعهم من دخول المسجد في أيام الجمعة كما اعتادوا خلال شهر رمضان، ليكون هذا العام هو الثاني على التوالي الذي يحرمون فيه من الوصول إلى الأقصى في شهر رمضان.
دائرة الأوقاف الإسلامية كانت دعت المصلين إلى تكثيف شد الرحال للمسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان؛ وذلك لتفويت الفرصة على الاحتلال الذي يحاول تفريغه من رواده في ظل زيادة اقتحاماته من قبل المستوطنين خلال الفترة الأخيرة وقيامهم بطقوس دينية علنية في أرجائه.
وكان مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني دعا قوات الاحتلال إلى عدم السماح للمستوطنين باقتحام المسجد في شهر رمضان احتراما لمشاعر المسلمين، مؤكدا أن هذه الاقتحامات هي استفزازية للمصلين.
دول إسلامية عدة تعلن رمضان الثلاثاء.. وأخرى تبدأ الصيام الأربعاء
مشهد يخطف القلوب.. طبيب فلسطيني ينقذ طفلة من الموت (شاهد)
غرامة مالية على من يصلي بالحرم المكي برمضان دون تصريح