مقابلات

قيادي بفتح لـ"عربي21": هذا ما على عباس فعله تجنبا للفشل

قال القيادي بفتح حاتم عبد القادر إن لقاء القاهرة فشل في فرض إرادة الفصائل على عباس- جيتي

- ألمح لضرورة تخلي عباس عن ترشيح نفسه


- مخرجات لقاء الفصائل بالقاهرة مخيبة للآمال


- برنامج حركة فتح القديم ثبت فشله وعلينا التجديد


- طالب عباس بالتراجع عن تعديلات قانون الانتخابات

 

- اختيار قائمة فتح وفق المحسوبيات يشكل خطرا عليها


- الأسير مروان البرغوثي سيترشح لانتخابات الرئاسة فقط

 
تحدث قيادي بارز في حركة "فتح"، مقرب جدا من الأسير القائد مروان البرغوثي، عن ضرورة إجراء الانتخابات الفلسطينية؛ التشريعية والرئاسية، معربا عن خيبة أمله من مخرجات لقاء الفصائل في القاهرة، التي فشلت في فرض إرادتها على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.


وأكد عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، ووزير شؤون القدس الأسبق، حاتم عبد القادر، أن هذه "الانتخابات ليست عادية بل مفصلية، وهي طاقة أمل أخيرة للحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني"، منوها إلى أن الشعب الفلسطيني "بحاجة إلى تغيير شامل في نظامه السياسي".


وكشف في حواره الخاص مع "عربي21"، أن لديه "مخاوف عديدة من الانتخابات، ويجب احترام نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية مهما كانت"، معربا عن أمله في أن "تسفر الانتخابات عن تغيير حقيقي، يستطيع المواطن الفلسطيني أن يلمسه على أرض الواقع".


وعن تقيمه لمخرجات لقاء الفصائل في القاهرة، قال عبد القادر: "كنت أتوقع أن تكون هناك مخرجات أفضل مما كانت عليه"، لافتا إلى أن "الفصائل لم تستطع أن تفرض إرادتها على الرئيس عباس، خاصة في ما يتعلق بالتعديلات التي أجراها على قانون الانتخابات".


وذكر أن للأسير القائد مروان البرغوثي، العديد من المطالب التي تخص الطبيعة التي يجب أن تكون عليها قائمة حركة فتح، من حيث النزاهة وطريقة الاختيار، لخوض انتخابات التشريعي والرئاسة، محذرا من "اختيار القائمة بصورة عشوائية ومن خلال محسوبيات، لأن هذا يشكل خطرا على حركة فتح في الانتخابات".

 

اقرأ أيضا: الداخلية بغزة تفرج عن 45 معتقلا لتهيئة أجواء الانتخابات


وأكد عضو المجلس الثوري لـ"فتح"، أن الأسير البرغوثي، لديه النية للترشح لخوض الانتخابات الرئاسية فقط، "استجابة لقطاع عريض من أبناء حركة فتح، وقطاع واسع من الشعب الفلسطيني"، منوها إلى أهمية "تحديد حالة الصراع مع الاحتلال في المرحلة القادمة، وهي الحالة التي لا تتلاءم مع الرئاسة الراهنة".


وشدد الوزير الأسبق على ضرورة التجديد بشأن المرشحين لانتخابات الرئاسة، ملمحا إلى أهمية تجنب عباس ترشيح نفسه للانتخابات القادمة، وقال: "نحن نريد التغيير، وعندما يقول الرئيس عباس إننا نريد التغيير وضخ دماء شابة في التشريعي، فيجب أن ينسحب هذا على مقام الرئاسة".


وفي ما يأتي نص الحوار:


كيف ترى الواقع الفلسطيني قبيل إجراء الانتخابات؟

 
هذه انتخابات تاريخية لشعبنا الفلسطيني، وهي ليست انتخابات عادية، بل مفصلية؛ لأنها تأتي في توقيت صعب جدا تمر به قضيتنا، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، ولذلك فإن هذه الانتخابات هي بمثابة طاقة أمل أخيرة ونداء أخير للفلسطينيين لكي يتوحدوا من أجل الحفاظ على مشروعهم الوطني، وعلى هذا الأساس فإنه يجب على الفصائل أن تخوض هذه الانتخابات، وليس على أسس تكتيكية أو تدوير الزوايا الشرعية.


نحن لسنا بحاجة إلى تدوير تلك الزوايا، كما أننا لسنا بحاجة إلى اجترار الماضي، وإنما نحن بحاجة إلى تغيير شامل للنظام السياسي الفلسطيني، ما يؤهله لمواجهة تداعيات ومستحقات المرحلة القادمة.


هل لديك مخاوف من إجراء انتخابات نزيهة؟


هناك العديد من المخاوف بالنسبة للفلسطينيين من هذه الانتخابات، أولها: ما هي الضمانات التي من خلالها يمكن أن نقوم بانتخابات نزيهة وشفافة، واحترام نتائج هذه الانتخابات مهما كانت، الرئاسية والتشريعية على حد سواء؟ وأعتقد أن هناك بعض الضمانات أو التطمينات التي تلقتها الفصائل في اجتماع القاهرة حول احترام النتائج، خاصة من الجانب المصري، وبالتالي فنحن نحاول قدر الإمكان القيام بعملية انتخابية شفافة، خاصة أن الدعوات وجهت للمئات من المراقبين الأجانب؛ من الاتحاد الأوروبي، والإدارة الأمريكية، والفيدرالية الروسية، والأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني، من أجل مراقبة سير الانتخابات، ونحن لا نشكك في نزاهة هذه الانتخابات في ظل هذا الكم الكبير من المراقبين الدوليين، ونأمل أن تسفر الانتخابات عن تغيير حقيقي يستطيع المواطن الفلسطيني أن يلمسه على أرض الواقع.


ما هو تقييمك لمخرجات لقاء الفصائل في القاهرة؟


كنت أتوقع أن تكون هناك مخرجات أفضل مما كانت عليه على مستويين: أولا؛ السياسي، هذا اللقاء لم يحقق اختراقا في مسار المصالحة الفلسطينية، وللأسف أن هذه الانتخابات ستجرى في ظل الانقسام، وعدم وجود وحدة سياسية أو جغرافية بين شطري الوطن (غزة والضفة)، وكنت أود أن تجرى الانتخابات بعد إنهاء الانقسام.


ثانيا؛ الفصائل الفلسطينية لم تستطع أن تفرض إرادتها على الرئيس محمود عباس، خاصة في ما يتعلق بالتعديلات التي أجراها على قانون الانتخابات، نعم استطاعوا حل مشكلة محكمة الانتخابات، ولكن هذا حل جزئي، والمشكلة أن قضية المحكمة الدستورية لم يستطيعوا حلها، وأيضا مسألة تغيير القوانين لم يستطيعوا حلها، وإنما تم رفع توصية بإعادة النظر في الإجراءات التي اتخذها، وكان من الواجب أن يتراجع الرئيس عباس عن كل التغييرات التي قام بها في القضاء.


لديك علاقة قوية مع الأسير مروان البرغوثي، ماذا دار بينه وبين الوزير حسين الشيخ في السجن؟


نحن حتى الآن ليس لدينا معلومات عن حقيقة ما دار بين الأخ مروان والأخ حسين، ولكن أعتقد أن القضية الأساسية كانت تتعلق بقائمة حركة فتح لانتخابات التشريعي والرئاسة، ورأي الأخ مروان، أن حركة فتح يجب أن تذهب موحدة لهذه الانتخابات، كي لا نخسر على غرار عام 2006، وأن يتم اختيار القائمة على أسس ديمقراطية، بمنح كافة أعضاء الحركة فرصا متكافئة للمشاركة في القائمة، وأن تكون هناك معايير لاختيار أعضاء القائمة تعتمد على النزاهة والشفافية وخدمة الجمهور الفلسطيني.


الأمر الثاني؛ وجود برنامج لكتلة فتح يتناسب مع المرحلة الراهنة، على الصعيد الميداني، والسياسي، وما يجري داخل الأرض الفلسطينية، وأن يكون مغايرا للبرنامج القديم الذي ثبت فشله خلال السنوات الماضية، ويجب أن يسبر البرنامج الجديد معاناة الجماهير الفلسطينية ويستطيع أن يتلمس هم المواطن الفلسطيني، مع وجود تغيير حقيقي في نهج حركة فتح.


أعتقد أن الأخ حسين الشيخ نقل هذه التوصيات للجنة المركزية والرئيس أبي مازن، ونأمل منهم أن يأخذوا بنصيحة الأخ مروان، وأن يختاروا قائمة نزيهة ونظيفة على أسس ديمقراطية.. وفي حال تم اختيار القائمة بصورة عشوائية ومن خلال محسوبيات، فإن هذا بالتأكيد يشكل خطرا على فتح في الانتخابات القادمة.

 

الأسير البرغوثي هل ينوي الترشح في انتخابات الرئاسة الفلسطينية؟


نعم بالتأكيد، لديه النية للترشح للرئاسة وهذه ليست نية شخصية منه، وإنما استجابة لقطاع عريض من أبناء حركة فتح، وأيضا استجابة لقطاع واسع من أبناء الشعب الفلسطيني، وهذا حق له، وهو مؤهل ومناضل وسجين وقائد، يعي كل ما له علاقة بالشأن الفلسطيني، الداخلي والخارجي، ونحن بحاجة إلى تحديد حالة الصراع مع الاحتلال في المرحلة القادمة، فالمفاوضات لم تعد مجدية، ونحن لا نقلل من شأن المفاوضات فلتستمر، ولكن على الجهة الأخرى، يجب تحديد حالة أخرى للصراع مع الاحتلال، وهذه الحالة الجديدة لا تتلاءم مع الرئاسة الراهنة، ولذلك فنحن نريد التغيير.


عندما يقول الرئيس عباس إننا نريد التغيير وضخ دماء شابة في المجلس التشريعي القادم، فهذا بالتأكيد يجب أن ينسحب على مقام الرئاسة، فلماذا نضخ دماء جديدة في التشريعي ولا نضخها في الرئاسة؟

 

هل سيترشح الأسير مروان البرغوثي لانتخابات التشريعي؟


لا، لن يترشح مروان لانتخابات المجلس التشريعي، لا بقائمة ولا على رأس قائمة كما كان في انتخابات 2006، وهذا موقف ثابت ونهائي.


نحن مع الشرعية، وعندما تذهب هذه الشرعية إلى صناديق الاقتراع، فمن حقنا أن نقول رأينا فيها.


كيف يتعاطى عباس مع مطالب فتح الداخلية؟


إذا كان الرئيس عباس حريصا على حركة فتح، فيجب أن يذهب إلى هذه الانتخابات بقائمة توحد فتح وتختار الأفضل، قائمة يمكن تسويقها للشارع الفلسطيني وتحظى بقبوله، وهذا الذي يخدم فتح، أما قائمة تعتمد على المحسوبية والإسقاطات من هنا أو هناك، فبكل تأكيد شعبنا أصبح واعيا، ومن المستحيل أن يكرر أي تجارب سابقة، فلدينا جيل من الشباب لم يمارس حق الاقتراع منذ 15 عاما، أي أن هناك نحو مليون فلسطيني لم يشاركوا في أي انتخابات، وهؤلاء لديهم رؤيا وفكر وخطاب سيقال في صناديق الاقتراع، وإن لم يقتنعوا بصورة جدية بقائمة فتح وبرنامجها، فلن يصوتوا لها، في ظل منافسة شديدة في هذه الانتخابات، خاصة من قبل حركة حماس واليسار والمستقلين والعديد من القوائم التي ستخوض هذه الانتخابات، لذلك فالكرة في ملعب الرئيس عباس، الذي يجب عليه أن يختار كتلة توحد فتح وتتشرف الحركة بأن تقدمها للجمهور الفلسطيني.