أعطى خبير عسكري إسرائيلي تفسيرات لمحاولات حزب الله المتكررة لإسقاط طائرات إسرائيلية من طراز هيرميس 450 في أجواء لبنان، متوقعا "تلقي الحزب بطاريات روسية مضادة للطائرات مهربة من سوريا، من طراز SA-6، ما قد يزيد من التوترات السائدة في لبنان، ويشكل فرصة لتجريب أسلحته".
وأضاف رون بن يشاي وثيق الصلة بكبار الجنرالات، وغطى معظم الحروب العربية الإسرائيلية، في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أن "الروس يزعمون أنهم لا يأذنون لسوريا بتزويد الحزب بمدافع مضادة للطائرات، وهو أحد الأسباب التي جعلته يتجنب استخدام هذه البطاريات المهربة إليه من إيران، رغم استمرار اتهاماته لإسرائيل بانتهاك سيادة لبنان باختراق طائراتها المقاتلة والمروحيات والطائرات بدون طيار".
وأشار إلى أن "الحزب دأب في الآونة الأخيرة على إطلاق صواريخ مضادة للطائرات على طائرات إسرائيلية بدون طيار، عقب تصريح لزعيمه حسن نصر الله بعدم السماح لإسرائيل باختراق الأجواء اللبنانية، ورغم أن الحزب لم ينجح بإسقاط الطائرات، فإن هذا دافعه الأول لهذا الاستخدام النادر للصواريخ المضادة للطائرات التي تلقاها من سوريا، وسبب عدم رد إسرائيل على إطلاق الصواريخ اللبنانية المضادة للطائرات على نهاية 2019".
وأكد أنه "لا يوجد سبب محدد وراء رغبة الحزب في استخدام البطاريات المضادة للطائرات التي تلقاها، ويخفيها، ويحتفظ بها من أجل صراع واسع النطاق، وحتى للحرب مع إسرائيل، لكن ما زالت هناك أسباب عديدة لإطلاق النار الذي فشل، ويكمن السبب الثاني في تفادي الانتقادات التي يوجهها إليه اللبنانيون، حيث يُلقون عليه باللائمة بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية والصحية، التي تسحق مجتمعة بلاد الأرز".
واستدرك بالقول إن "نشوب مواجهة مع إسرائيل، في الوقت ذاته، ستسمح له بالإثبات أنه يدافع عن لبنان، ويسكت منتقديه، وهنا يظهر سبب ثالث محتمل: أن الحزب لم يتمكن من الانتقام لمقتل أحد كوادره في دمشق، كما توعد، رغبة منه في تجديد معادلة الردع. وهدف تهديده هذا لتوسيع معادلة الردع الموجودة بالفعل بين إسرائيل والحزب، رغم محاولته مرتين استهداف جنود إسرائيليين في جبل دوف ومنطقة المنارة، لكنه فشل".
اقرأ أيضا: حزب الله يعلن إسقاط طائرة إسرائيلية مسيّرة (شاهد)
وكشف النقاب عن أن "الجيش الإسرائيلي ظل في حالة تأهب منذ ذلك الحين، رغم عدم نجاح الحزب بتنفيذ تهديداته، لذلك فإن من المحتمل جدًا أن يكون السبب الرابع أن الحزب حاول (إنقاذ شرفه) بإسقاط طائرة إسرائيلية بدون طيار كبيرة نسبيًا، وبالتالي إغلاق الحدث.. وهناك احتمال خامس أن الحزب أدخل تحسينات على نظامه المضاد للطائرات، ويحاول اختبار ما إذا كانت التحسينات تسمح له بضرب الطائرات الإسرائيلية بدون طيار".
وأشار إلى أن "هناك احتمالا سادساً من وجهة نظر سياسية ويتمثل في أن الإيرانيين لديهم الآن مصلحة في زيادة التوترات في الشرق الأوسط من خلال مبعوثيهم، من أجل الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، لإزالة العقوبات القاسية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب عليهم".
علاوة على ذلك، فإن "هناك احتمالا سابعاً بأن يكون ما حصل هو خطأ من المشغل، لكنه غير معقول حين يتعلق الأمر بنظام أسلحة يحاول الحزب إخفاءه، حتى يكون تحت تصرفه، خلال حرب كبرى مع إسرائيل، لأن الميزة الكبرى للبطاريات والمركبات الجوية التي حصل عليها من الإيرانيين عبر سوريا أنها محمولة، وقادرة على الإقلاع، وتغيير الأماكن بسرعة، وبذلك تكون قادرة على تفادي إصابة سلاح الجو الإسرائيلي".
وأوضح أنه "من الصعب حاليا تقييم رد فعل اسرائيل على إطلاق الصاروخ المضاد للطائرات الذي لم ينجح في تحقيق هدفه، فقد يحاول الحزب مرة أخرى تقييد حرية سلاح الجو في العمل في الأجواء اللبنانية، ومن الواضح أن العمل الإسرائيلي في لبنان سيثير ردة فعل الحزب، وقد يؤدي لإطلاق صواريخ على إسرائيل، ويمكن أن تنعكس النتيجة في تصعيد قتالي، ربما لأيام قليلة، ما قد يلحق الضرر بالطرفين".
وختم بالقول إنه "على خلفية الضائقة وعدم استقرار الحكم في جميع مناطق لبنان، وفي ظل الانتخابات الإسرائيلية، هناك الآن مناقشات محمومة في مقر وزارة الحرب بتل أبيب حول كيفية الرد، فإذا كان الأمر كذلك، يبقى السؤال حول متى يكون هذا الرد، مع أن كلا الجانبين ليس لهما مصلحة في الحرب الآن، لكن الحزب سيبقى في حالة رغبة دائمة لخلق التوترات".
تحذير إسرائيلي: نقترب من نقطة اللاعودة أمام صواريخ حزب الله