ملفات وتقارير

تعميم لـ"أوقاف" غزة حول الاحتفال بـ"الكريسماس" يثير جدلا

غزة احتفالات الكريسماس جيتي

أثار تعميم منسوب لوزارة الأوقاف في قطاع غزة، بشأن احتفالات عيد الميلاد في غزة "الكريسماس"، و"الحد من التفاعل معها"، وفق ما ورد في النص، جدلا بشأنه واتهامات بوجود تضييقات عليهم ويقابلها نفي الجهات المسؤولة بغزة.

وهاجم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية حسين الشيخ، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة، بشأن ما ورد في مراسلة وزارة الأوقاف. واتهمها بـ"الظلامية وإشاعة الفكر التكفيري". في تغريدة عبر حسابه بتويتر.

 

 

وعن واقع المسيحيين والاحتفال بأعيادهم المختلفة وحديث البعض عن تعرضهم لمضايقات، تساءل باستنكار عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات، وراعي كنيسة اللاتين في غزة سابقا الأب مانويل مسلم: "من هو الذي يقول إننا نضطهد في غزة؟ هناك دعاية صهيونية مشبوهة تروج مثل هذه الأحاديث".

وقال في تصريح خاص لـ"عربي21": "نحن لا نشعر بأي شيء من هذا القبيل؛ هذه مواقف دينية؛ فهناك خلاف بين الدين الإسلامي والمسيحي، وهناك خلاف أيضا بين المسيحي الكاثوليكي والأرثوذكسي، وهناك موانع من أن تشترك في احتفال كهذا أو حتى في صلاة ما".

وأوضح مسلم، أن "الاختلاف لا يعني اضطهادا، فمن حق المسلم أن يوجه المسلم بأن هذا مسموح وهذا غير مسموح"، مشيرا إلى أن "المسيحي في غزة مدلل أكثر من المسلم".

ونوه إلى أنه كانت لديه مدرسة في غزة بها 1400 طالب منهم 60 طالبا مسيحيا والباقي مسلمون، لافتا إلى أن ألف مسلم مقابل واحد مسيحي يهبون من أجل الدفاع عن مسيحي في غزة "في حال تعرض لموقف ما".

وأكد عضو الهيئة الإسلامية المسيحية، أن هناك "علاقة بين هوية مع حماس، وقصة بعد عربي وقومي، وأنا لا أسمح لأي طرف أن يأتي لهدم هذه الحركة"، معتبرا أن من يتهم حماس باضطهاد المسيحيين في غزة، "هم أشخاص مشبوهون، وهؤلاء الناس في الحقيقة هم من يضطهدون المسيحيين وليس المسلمين".

 

من جانبه انتقد الباحث ورئيس مركز دراسات "بالثينك" الدولي بغزة، عمر شعبان التعميم مشددا على ضرورة سحبه والتوعية بمسألة السلم الأهلي. ودور المسيحيين بفلسطين.

 


وفي رده على ما أثير من مزاعم منع المواطنين المسيحيين من الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة في قطاع غزة، نفى الناطق الرسمي باسم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة، عادل الهور، وجود أي "قرار أو توجه" في هذا الجانب.

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن ما ورد في المراسلة الداخلية للأوقاف المتعلقة باحتفالات "الكريسماس"، "يُقصد به المسلمون وحدهم بما يخص الإجراءات الشرعية والصحيحة التي يجب اتباعها في المناسبات والأعياد الإسلامية وغيرها، بما لا يسيء للآخرين أو ينقص من حقهم" منوها إلى أن "المسيحيين هم جزء أصيل من النسيج المجتمعي الفلسطيني".

وفيما يخص دور وزارة الأوقاف في الحفاظ على تماسك المجتمع الفلسطيني بمختلف أطيافه، نبه أن "الأوقاف ودائرة الوعظة والإرشاد، دائما تؤكد على الأهمية البالغة للوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة، كما تدعو دائما إلى وحدة الموقف في كافة القضايا الوطنية، وتؤكد على ضرورة التماسك الداخلي ونبذ الخصومات والاختلافات، وصولا لمجتمع قوي وموحد، وتدعو دوما إلى تقبل الرأي الآخر والالتزام بضوابط الاختلاف بين جميع فئات المجتمع".

وأضاف الناطق باسم الأوقاف: "كما أن لنا علاقة طيبة مع المسيحيين في فلسطين، واستجبنا لدعوات وجهت لنا من قبلهم، وكل هذا يأتي في سياق حرص الوزارة على المحافظة على اللحمة والوحدة".

من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، إن مراسلة الأوقاف الداخلية "كانت غير ضرورية، وتدل على أنه ما تزال هناك حالة تطرف ديني، ولكن جرى تدارك الموضوع في بيان توضيحي للأوقاف".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "ما جرى يؤشر لأمر من المفترض أن تبتعد عنه وزارة الأوقاف، فما يجري من احتفالات لأعياد الميلاد تنظم بالحد الأدنى، ولا مبرر لصدور مثل هذه المراسلة"، معتبرا أنه "من الخطأ إصدار مثل هذا الكتاب، لأن المجتمع لا يحتمل مزيدا من التطرف أو القيود الدينية على الناس"، بحسب قوله.

ودعا عوكل، إلى "ترك من يريد أن يحتفل ليحتفل"، متسائلا: "كيف يمكن للناس أن تحتفل في ظل إغلاقات وإجراءات وباء كورونا؟".

وقال الكاتب بشأن التراشق حول التعميم: "ما يجري ليس بالأمر الغريب عن الوضع القائم في الساحة الفلسطينية، والناس محبطة من فتح ومن حماس ومن كل الفصائل، بسبب تعطل المصالحة"، مضيفا: "طوال الوقت ستكون هناك ردود فعل سلبية على ما يصدر من هذا الطرف أو ذاك من مواقف لا تعجب الطرف الآخر، هنا أو هناك".

وطالب الجميع بـ"الابتعاد عن القضايا الخلافية والسماح لمن يريد الاحتفال والتعبد وممارسة العادات والتقاليد، وذلك في إطار القانون".

حركة حماس

من جانبها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، أنها "تعتز بعلاقتها بالإخوة المسيحيين في فلسطين، وهم مكون أصيل وجزء من النسيج الوطني والاجتماعي الفلسطيني، وجزء لا يتجزأ من شعبنا الفلسطيني".

وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الإخوة المسيحيين كما باقي أبناء الشعب الفلسطيني، عانوا من ويلات وانتهاكات الاحتلال، وقدموا التضحيات في مشوار النضال الفلسطيني ضد الاحتلال".

ونبه قاسم، إلى أن "الفكر والممارسة عند حماس، يثبتان مدى احترامها وتقديرها لهذا المكون، وهم لهم ما لنا وعليهم ما علينا"، مضيفا: "هناك علاقات قوية واتصالات لا تنقطع مع الإخوة المسيحيين، وكأي مكون فلسطيني نحن حريصون على علاقة ممتازة معهم".

ولفت إلى أن "الحملة الإعلامية التي قامت بها بعض أطراف من السلطة أو الفصائل الملتحقة بها، هي محاولة للاصطياد في الماء العكر، وهي محاولات مكشوفة ورخيصة"، منوها أن "احتفالات المسيحيين في القطاع، تقام بشكل طبيعي جدا، والأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، طالما أمنت هذه الاحتفالات".

وعن انتقادات السلطة، ذكر المتحدث باسم "حماس"، أن "السلطة تنطلق في ذلك من منطلق الخصومة السياسية مع حماس والرغبة الدائمة في تشويه صورتها، فتلجأ لمثل هذه الأكاذيب التي روجت لها في الأيام الماضية"، داعيا "الجميع إلى الكف عن هذا الأسلوب الرخيص في العمل الإعلامي وتصدير المواقف، وعدم التلاعب بالساحة الفلسطينية".