أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مكالمة هاتفية مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، عن أمله في فتح "صفحة جديدة" بين بلاده والاتحاد الأوروبي، في أول اتصال بين الجانبين منذ فرضت بروكسل عقوبات على أنقرة الأسبوع الماضي.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي، إن الرئيس التركي، ورئيس المجلس الأوروبي، اتفقا على إبقاء قنوات الاتصال بين الطرفين مفتوحة.
وأوضح المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح صحفي، أن "أردوغان وميشيل تناولا قرارات قمة زعماء الاتحاد الأوروبي بخصوص الأوضاع في شرق المتوسط".
وأضاف المسؤول الأوروبي أن "ميشيل أبلغ أردوغان رغبة الاتحاد في استئناف المحادثات الاستكشافية بين تركيا واليونان".
وأشار المسؤول إلى أن ميشيل أكد لأردوغان "رغبة الاتحاد في حل أزمة جزيرة قبرص بالطرق السلمية والحوار".
وهاتف ميشيل الرئيس أردوغان، لإطلاعه على معلومات بشأن القمة الأخيرة لزعماء الاتحاد الأوروبي، وتبادل وجهات النظر، بحسب بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.
وأكد أردوغان لميشيل أن "تركيا ترى نفسها مع الاتحاد الأوروبي في المستقبل"، لافتا إلى أن "كل خطوة إيجابية في العلاقات التركية الأوروبية تعد بمثابة فرصة جديدة لكلا الجانبين".
وأشار إلى "سعي بعض الأطراف في الاتحاد لخلق مشاكل مع تركيا بشكل متعمد، في الوقت الذي تسعى فيه أنقرة لفتح صفحة جديدة مع الاتحاد".
اقرأ أيضا: ميركل: نعتزم مناقشة صادرات الأسلحة لتركيا مع "الناتو" وواشنطن
وشدد الرئيس أردوغان على "ضرورة تخلص الاتحاد الأوروبي من هذه الحلقة المفرغة في أسرع وقت".
كما لفت الرئيس التركي إلى أن "بلاده لطالما أعربت عن استعدادها لاستئناف المحادثات الاستكشافية مع اليونان، (بشأن الحقوق البحرية شرق المتوسط)".
وأردف: "إلا أن الجانب اليوناني يتهرب منها على الدوام؛ من خلال ادعاءات وحجج لا أساس لها من الصحة، كما أنه اتخذ خطوات استفزازية في الأسابيع الأخيرة".
ولفت إلى أن "تركيا تتبع سياسات قائمة على أساس العدل والحق، وتظهر موقفا بناء ونوايا حسنة فيما يخص شرقي المتوسط"، مشيرا إلى أن "اقتراحها لعقد مؤتمر دولي حول القضية ما زال قائما".
وشدد على "ضرورة عدم تهميش أي جانب خلال ذلك المؤتمر، بما في ذلك جمهورية شمال قبرص التركية"، مؤكدا أن "تركيا هي الجانب الساعي على الدوام من أجل حل عادل ودائم في الجزيرة".
وأضاف أن "القضايا التي يعتبرها الاتحاد خلافية، سواء في ليبيا أو سوريا أو قره باغ، لا تتعلق بجوهر العلاقات بين تركيا والاتحاد"، لافتا إلى أن "مبادئ وأهداف الجانبين في تلك المناطق متطابقة إلى حد كبير".
وبيّن أردوغان أن "علاقات تركيا والاتحاد الأوروبي باتت أسيرة المصالح الضيقة لبعض الدول الأعضاء في العامين الأخيرين"، معربا عن "أمل بلاده للحوار مع الاتحاد الأوروبي مجددا على أساس المصلحة المتبادلة للطرفين".
وأوضح أن "الطريقة التي من شأنها خلق أجندة إيجابية مثمرة بين الجانبين هي مراجعة اتفاق 18 أذار/ مارس (بشأن المهاجرين)"، متمنيا أن "يتبع الاتحاد الأوروبي مواقف بناءة وحكيمة تجاه تركيا".
وقرر قادة دول الاتحاد الأوروبي في قمة العاصمة البلجيكية، يومي 10 و11 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، توسيع قائمة العقوبات ضد الأفراد والمنظمات المرتبطة بأنشطة التنقيب والمسح التركية في شرق المتوسط، ولكن لم يتقرر تنفيذها فورا، بل دراستها في جدول أعمال القمة المقبلة في آذار/ مارس 2021.
وبعيد أيام من هذه العقوبات الأوروبية، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا؛ بسبب شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية "أس400".
تركيا تعلق على القمة الأوروبية والعقوبات الأمريكية المرتقبة
اليونان: نجحنا بجعل خلافنا مع تركيا أوروبيّا.. وألمانيا مع الحوار
تركيا وأوروبا على مفترق طرق.. إلى أين تتجه العلاقة؟