تتحرك قيادة السلطة الفلسطينية لحشد الدعم دوليا وعربيا، من أجل عقد مؤتمر دولي لعملية السلام.
و"المؤتمر الدولي لعملية السلام" هو مبادرة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قدمها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، بالدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام، مطلع 2021، لإنجاز "حل الدولتين وإنهاء الاحتلال".
وقال أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في
حوار مع "الأناضول"، إن زيارة الرئيس الفلسطيني مؤخرا للأردن ومصر كانت
"مثمرة"، وتأتي في إطار "الحوار الفلسطيني العربي".
وأضاف: "في ضوء التطورات الدولية الأخيرة بعد الانتخابات الأمريكية، فستكون
هناك صفحة جديدة في العلاقات الدولية، لها تأثير على المنطقة، وعملية السلام
الفلسطينية الإسرائيلية".
وأبدت قيادة السلطة الفلسطينية ارتياحها، بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن برئاسة
الولايات المتحدة، على منافسه الرئيس الحالي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، والذي
اتسمت فترة ولايته (4 سنوات) بسياسات عدائية تجاه القضية الفلسطينية.
وزار رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، نهاية الشهر الماضي، عمّان والقاهرة،
واجتمع بالعاهل الأردني عبدالله الثاني، ورئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي.
اقرأ أيضا: عباس يلتقي العاهل الأردني في عمان.. والسيسي الاثنين
وتابع مجدلاني، الذي يشغل منصب وزير التنمية الاجتماعية في الحكومة
الفلسطينية: "دون شك، القيادة تدرك أهمية المتغيرات، وتسعى أيضا للتواؤم معها،
بما يخدم القضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي".
وقال: "نحن بحاجة ماسة إلى إجماع عربي، بعد المرحلة السابقة التي
مارست فيها إدارة دونالد ترامب ضغوطا على دول عربية من أجل التطبيع المجاني مع
إسرائيل، وانتهاك القرارات والإجماع العربي".
وأضاف: "نسعى لحوار عربي ثلاثي (فلسطيني، أردني، مصري) أو أكثر، وحتى
لحوار في إطار الجامعة العربية، من أجل التحرك السياسي والدبلوماسي مع الإدارة
الأمريكية الجديدة بشأن عقد المؤتمر الدولي (الخاص بعملية السلام)".
وقال مجدلاني إن الرئيس عباس، يريد "موقفا عربيا مساندا وحاملا للموقف
الفلسطيني باتجاه دعم المبادرة الفلسطينية لعقد مؤتمر دولي للسلام كامل الصلاحيات،
وعلى قاعدة تطبيق قرارات الشرعية الدولية وتحت مظلة الأمم المتحدة".
وشدد على "رفض القيادة الفلسطينية، للعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل، بصيغتها
السابقة، تحت الرعاية الأمريكية المنفردة".
وأشار إلى وجود "مناخ أفضل من أجل التقدم بعملية السلام".
ولفت إلى وجود ترتيبات لتنظيم جولة جديدة للرئيس الفلسطيني لدول عربية (لم
يسمها) "في ذات الإطار".
وأضاف: "نسعى لتوسيع الحوار مع الكل العربي، والمتغيرات السياسية
تساندنا".
وكان محمود العالول، نائب رئيس حركة التحرير الوطني "فتح"، قد
قال في وقت سابق إن لجنة "فلسطينية أردنية مصرية"، قد تم تشكيلها،
للتنسيق بشأن المطلب الفلسطيني الخاص بعقد مؤتمر دولي للسلام.
عودة التنسيق مع الاحتلال
وعن استلام أموال المقاصة الفلسطينية من إسرائيل، قال المجدلاني: "هذه
أموال فلسطينية، ولنا أموال أخرى لا تزال محتجزة، يجري النقاش عليها من أجل
استردادها، لها علاقة بتأخيرات ضريبة المغادرة على المعابر وغيرها".
ومؤخرا، أعلنت السلطة الفلسطينية أن حكومة الاحتلال حوّلت أموال المقاصة إلى حسابها.
ومنذ أيار/ مايو الماضي، رفضت السلطة الفلسطينية استلام عائدات المقاصة من الاحتلال
الإسرائيلي، تنفيذا لإعلان الرئيس محمود عباس، الانسحاب من الاتفاقيات مع الجانبين الإسرائيلي والأمريكي، ردا على إعلان تل أبيب نيتها ضم نحو ثلث مساحة
الضفة الغربية.
لكن السلطة أعلنت في 17 تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، استئناف التنسيق
"الأمني والمدني" مع الاحتلال الإسرائيلي.
رئاسة بايدن
وعن العلاقة المتوقعة، مع الإدارة الأمريكية الجديدة، برئاسة جو بايدن، قال
عضو اللجنة التنفيذية، إن "المؤشرات إيجابية ويمكن البناء عليها".
وأضاف: "قبل الانتخابات فتحنا قناة اتصال مع فريق جو بايدن، واضح أن
الرؤية الجديدة الأمريكية التي عبّر عنها الرئيس المنتخب يمكننا البناء
عليها".
وتوقع أن يتم استبعاد خطة ترامب المعروفة باسم صفقة القرن، وإعادة
المساعدات المالية الأمريكية التي تم وقفها، وفتح القنصلية الأمريكية في القدس،
وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن.
ومنذ نيسان/ أبريل 2014، تجمدت عملية السلام بين فلسطين والاحتلال الإسرائيلي، جراء رفض
الأخيرة وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة، والقبول بحدود 1967 كأساس للتفاوض على
إقامة دولة فلسطينية.
أمن السلطة يعتقل ناشطا فلسطينيا انتقد عودة التنسيق الأمني
هكذا علقت مذيعة فلسطينية على عودة التنسيق مع الاحتلال
ترقب في السلطة لإفراج الاحتلال عن أموال المقاصة