حكم ديني جديد أصدرته أستاذة أزهرية بتحليل زواج المسلمة من غير المسلم، أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي ودفع الأزهر للرد عليها.
وكانت النائبة في البرلمان المصري وأستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر آمنة نصير قد قالت في مقابلة لها على قناة "الحدث اليوم" إنه "لا يوجد نص صريح يحرم زواج المسلمة من غير المسلم".
وأردفت نصير: "غير المسلم، المسيحي واليهودي، وهم أهل الكتاب، والقرآن هو الذي أطلق عليهم هذا الاسم، يعني أنهم ليسوا عباد أصنام ولا ينكرون وجود الله سبحانه وتعالى لكن لهم ديانة أخرى تختلف عنا".
وأضافت: "في مثل هذه الحالة جائز إذا طبق الزوج (غير المسلم) ما يطبقه المسلم عندما يتزوج بالمسيحية أو باليهودية بأنه لا يكرهها على تغيير دينها ولا يمنعها من مسجدها ولا يحرمها من قرآنها ولا يحرمها من أداء صلاتها".
وقد أثار تصريح الأستاذة الأزهرية موجة من الانتقادات والتعليقات الغاضبة على مواقع التواصل، ودفعت النشطاء إلى إعادة تداول فيديو لشيخ الأزهر أحمد الطيب بعام 2016 يوكد فيه: "عدم شرعية زواج المسلمة من غير المسلم وأن الزواج في الإسلام رباط ديني يقوم على المودة".
كما أكدت دار الإفتاء المصرية في بيان لها أمس الأربعاء، أنه "لا يجوز للمسلمة أن تتزوج من غير المسلم، وهذا الحكم الشرعي قطعي، ويشكل جزءاً من هوية الإسلام".
وتابعت دار الإفتاء في بيانها: "العلة الأساس في هذه المسألة تعبدية؛ بمعنى عدم معقولية المعنى، فالأصل في الزواج أنه أمرٌ إلهي وسرٌّ مقدس، وصفه ربنا تبارك وتعالى؛ فقال ﴿وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾".
كما علق الشيخ عبد الله رشدي: "زواجُ المسلمةِ من غيرِ مسلمٍ باطلٌ وإن حدث جماعٌ فهو زنا، ومن زعم أنه زواجٌ فقد كذب على دين المسلمين".
وأكد النشطاء أن النقاش في مسألة "زواج المسلمة من غير المسلم" يستتبع فرض النقاش أيضًا حول الاتهامات الموجهة للإسلام برفض التعايش مع الآخر، وأن ما طرحته نصير هو محاولة جديدة لإثارة اتهام آخر للإسلام، فيما وصف آخرون تصريحات نصير بأنها "سقطة علمية" تستوجب رجوعها واعتذارها.
على صعيد آخر وصف البعض تصريحات نصير بأنها "تجديد في الخطاب الديني" وأنها "خطوة جريئة لتصحيح ما حلله الرجل لنفسه وحرمه على المرأة".
من أولئك المذيعة المصرية ياسمين الخطيب التي قالت: "الاختلاف الديني والمذهبي عراقيل وهمية، قبلية، بين البشر، تجاوزتها المجتمعات المتحضرة، المؤمنة بالإنسانية.. والإنسانية هي روح كل دين وغايته".