قالت صحيفة تركية، إن عوامل ثلاثة، ساهمت في تسريع العملية السياسية وتحقيق الانتصار لأذربيجان في إقليم قره باغ.
وذكرت صحيفة "خبر ترك" في تقرير ترجمته "عربي21"، أن المنتصر الحقيقي من حرب قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا، هو موسكو وتركيا، موضحة أنه بفضل القوة العسكرية فقد أصبح البلدان الجهات الفاعلة في النظام الإقليمي في القوقاز.
وأشارت إلى أنه ما لم يتمكن الدبلوماسيون والسياسيون داخل مجموعة "مينسك" من تحقيقه خلال عقدين من الزمن، تمكنت القوة العسكرية من إنجازه في ستة أسابيع.
وأضافت أنه على الرغم من المسافة البعيدة عن المنطقة، فإن قوة ونفوذ الولايات المتحدة العضو الثلاثي في مجموعة "مينسك" ملموس، وغير المعروف بعد هو كيف سيسير الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في سياسته الخارجية مع منطقة القوقاز، لاسيما مع وجود النفوذ الصيني والروسي والإيراني هناك، وصعود تركيا، ما أحدث تغيرات جغرافية هامة.
وقد أعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا في قره باغ برعاية روسية في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وبموجب الاتفاق، سيتمكن الأذر من استعادة أراضيهم المحتلة منذ التسعينيات من الأرمن والعودة إلى ديارهم.
وأضافت أن الحكومة الأذرية تستعد لوضع خططها لإعادة إعمار المنطقة وعودة ما يقارب الـ750 ألف أذري إلى أراضيهم بدعم تركي.
وأشارت إلى أن الاتفاق نجم عنه هزيمة حقيقية لأرمينيا، التي داهم مواطنون غاضبون برلمانها، وتهجمت على رئيس الوزراء نيكولا باشينيان الذي يواجه أياما صعبة.
اقرأ أيضا: صحيفة: "مسيّرات قره باغ" أعطت درسا للدول في تجهيز جيوشها
ولفتت إلى أن الرئيس الأرمني السابق روبرت كوتشاريان الصديق المقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأ حراكه للاستعداد للمرحلة المقبلة في أرمينيا.
عوامل ثلاثة
وأشارت الصحيفة إلى أن ثلاثة عوامل ساهمت في تحقيق انتصار أذربيجان بعد عقود من تجميد العملية الدبلوماسية والحرب في إقليم قره باغ، وتخللها إغلاق للحدود بين أرمينيا وتركيا.
وأوضحت أن العامل الأول يكمن في عزم تركيا المتزايد، فقد أظهرت استعدادها لاستخدام القوة وتقديم الدعم العسكري لأذربيجان، وتوحد الحكومة التركية والمعارضة في هذه المسألة كان واضحا.
ويشكل قبول روسيا لتقدم أذربيجان والدور التركي إزاء الحرب، العامل الثاني في تحقيق انتصار باكو.
وأشارت إلى أن بوتين كان مرغما على تقديم المبادرة تجاه تركيا قبل جلوس الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن على مقعده، لاسيما أن الدمقراطيين يقدمون مسألة روسيا على إيران بخلاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قدم قضية طهران على موسكو.
ولفتت إلى أن أذربيجان كانت مترددة في السابق في تنفيذ هجوم شامل بسبب التزام روسيا بالدفاع عن أرمينيا، لكن باكو قرأت المشهد جيدا والذي تمثل باهتمام بوتين أكثر بحليفته تركيا التي تواجه الضغوط الغربية، بالإضافة لوصول باشينيان إلى السلطة وتقربه من الغرب، ما ساهم في أن موسكو أبدت عدم استعدادها للانحياز إلى يريفان.
اقرأ أيضا: صحيفة: حراك تركي روسي بقضايا عدة استباقا لعهد بايدن
أما العامل الثالث، بحسب الصحيفة، فهو الانسحاب الأمريكي التدريجي من المنطقة الذي تسارع أكثر في ظل إدارة ترامب، وعليه فقد بقيت موسكو وأنقرة في الميدان، ما وحدهما لتشكيل اتفاقياتهما الخاصة.
وتابعت الصحيفة، بأن تركيا وأذربيجان تشجعتا أيضا للاتفاق، وعلى الرغم من عدم ورود ذكرها فيه فقد كانت أنقرة واحدة من أكبر المستفيدين منه.
وأضافت أنه سيكون لتركيا ممر انتقال عبر منطقة جمهورية ناختشيفان إلى أذربيجان، ما يوفر لها الدخول ضمن معادلة "حزام واحد، طريق واحد" أو ما يعرف بـ"مبادرة الحزام والطريق" الصينية في آسيا الوسطى.
صحيفة: صعوبات تواجه بايدن مع الصين وتحالف روسيا وتركيا
من الرابح الأكبر من نتائج الصراع بالقوقاز.. أنقرة أم موسكو؟
وفدان روسيان إلى أنقرة.. هذه مهام القوات التركية بقره باغ