سياسة عربية

إسلاميو الأردن: هذه الضغوط مورست علينا وهذا حجمنا (فيديو)

العضايلة: مرشحونا واجهوا ضغوطا هائلة في أرزاقهم وأرزاق أولادهم- عربي21

هناك عزوف شديد من أنصار الحركة الإسلامية


مرشحونا واجهوا ضغوطا هائلة في أرزاقهم وأرزاق أولادهم

 

اليد كانت ثقيلة على الانتخابات والتدخل سافر

 

إنتاج مجلس نواب طيّع وخصوصا في ظل استحقاقات متعلقة بالهرولة نحو التطبيع


اتهم الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، رئيس اللجنة العليا للانتخابات في الحزب، السلطات الأردنية بممارسة ضغوطات وتدخلات سافرة في العملية الانتخابية التي أجريت في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر، أفضت إلى الحد من وصول مرشحي الحزب إلى البرلمان.

وكشف مراد العضايلة في حوار مع "عربي21" أن "الحجم الحقيقي للحركة الإسلامية يمكّنها من حصد 25 إلى 30 مقعدا في البرلمان"، إلا أن ما أسماه "هندسة الانتخابات" قبل انطلاقها بشهور من خلال ضغوطات وتدخلات على مستويات مختلفة، حالت دون ذلك.

واعتبر العضايلة أن الهدف من التدخلات الرسمية "إنتاج مجلس نواب طيّع في هذه المرحلة خصوصا في ظل وجود استحقاقات متعلقة بالهرولة الشديدة ومشاريع التطبيع المتسارعة باتجاه الكيان الصهيوني، من قبل دول عربية وإقليمية، ولذلك قد يكون هناك مشاريع قادمة في الدورة النيابية القادمة متعلقة بهذه المشاريع التطبيعية".

وفي ما يأتي نص الحوار:

- هل تعتبرون المجلس الحالي مطعونا في شرعيته الشعبية بالنظر لعزوف 71% من الأردنيين عن التصويت؟

أعتقد أن عقل الدولة الأردنية اليوم يجب أن ينتبه انتباها شديدا إلى هذا الغياب الكبير للشعب الأردني عن الانتخابات، وإذا كان 71% على المستوى الوطني، ففي بعض دوائر العاصمة والزرقاء وصل العزوف فيها إلى 90%، وفي الدائرة الثالثة في عمان وأغلب دوائر العاصمة لم تصل النسبة إلى 15%، وهذا مؤشر خطير.

%85 من سكان العاصمة عمان التي تشكل نصف سكان المملكة غابوا عن الانتخابات، ولا يرغبون في هذه المشاركة، وهذا يؤثر على التعبير الحقيقي التمثيلي للشعب الأردني، وهذا إشارة خطيرة فيفترض أن الانتخابات تعطي تعبيرا تمثيليا في المجتمع، الشارع عندما يغضب كيف سيعبر في ظل غياب التمثيل البرلماني، في الحقيقة سيعبر بطرق غاضبة وطرق قد تكون خطيرة على الدولة وأمنها واستقرار الدولة الأردنية.

- كم نسبة الأصوات التي حصل عليها التحالف الوطني للإصلاح مقارنة بانتخابات 2016؟


لم ننته بعد من تدقيق النتائج بشكل نهائي، لكن في الحقيقة هناك عزوف شديد من أنصار الحركة الإسلامية عن المشاركة، نسبة التصويت العامة كانت 36% في انتخابات 2016، و29% في انتخابات 2020، أظن أن 7% من أصوات الحركة الإسلامية هي التي غابت في هذه الدورة، هنالك عزوف وأعتقد أن قرار الحركة الإسلامية بالمشاركة في الانتخابات يبدو أنه كان صادما لجزء كبير من جمهورها الذي لم يكن يرغب في المشاركة في هذه الدورة الانتخابية.

تقديراتنا أنه في ظل القانون الحالي السيئ والمجحف للعملية السياسية وطريقة الاحتساب، كنا نتوقع ما لا يقل عن 25 إلى 30 مقعدا، لكن للأسف فإن عمليات الهندسة والتغيير وعمليات التزوير أنتجت عشرة مقاعد، لكن قناعتنا أن حجمنا الشعبي أكبر من ذلك بكثير، ونحن نقول إننا واثقون من أنفسنا ونحن عندما ندخل عملية انتخابية نعرف حجم ودور المجلس النيابي، وكم هو منوط به في قدرته على التغيير والتأثير، لكن نحن مصرون على المشاركة والإصلاح لأن هذا هو مسارنا الاستراتيجي الذي لا نتخلى عنه بإذن الله.

- للحركة الإسلامية معاقل تقليدية خسرت فيها.. هل تعتبرون ذلك رسالة من جماهير الحركة برفض المشاركة؟

في الحقيقة هناك عاملان في موضوع التراجع؛ ذكرنا عامل العزوف، وهناك عامل التدخل في هندسة الانتخابات، وللأسف فصورة الانتخابات اليوم هي صورة سلبية وغير مريحة للمواطن الأردني، ونحن تحدثنا قبل هذه الانتخابات إما أن تكون رافعة للدولة الأردنية، أو أن تكون عبئا عليها، وأظن أن الانتخابات باتت عبئا عليها، ولم تصنع فارقا يمكن أن يغير من أحوال الناس.

ولذلك هناك عامل التدخل الرسمي الشديد لهذه الانتخابات بل يشبه ما حصل عشية انتخابات 2007؛أنتجنا المعادلة نفسها بنفس الأدوات والتدخل في الترشيحات، والتدخل ما بعد الترشيحات، والتدخل في الصناديق كان واضحا، لذلك نحن اليوم نشهد غياب رموز ووجوه ليس بالضرورة أنها فقدت شعبيتها في الشارع لأن الشارع يحبها ويحترمها ويثق بها، لكن الشارع إما غاب أو أنه عبث في إرادته.

نحن بالدورة الماضية والحالية كان لدينا قوائم تحت مظلة التحالف والإصلاح، ولكن كان لدينا تحالفات محلية، إن جاز التعبير، ارتأينا أن لا تحمل اسم التحالف الوطني مراعاة لظروف متعلقة بنوعية هذه التحالفات ومنها تحالفنا الذي بالعقبة الذي حمل اسم النشامى مراعاة لظروف خاصة بمنطقة العقبة.

- كيف تفسرون إخفاق رئيس كتلة الإصلاح البرلماني المخضرم د. عبد الله العكايلة؟ هناك من يقول إن هناك مراكز عملت على إسقاطه.. هل تتفقون مع هذا الرأي؟

بالنسبة لموضوع د. عبد الله العكايلة نحن من ستة أو سبعة أشهر ونحن نواجه هجمة في قواعده؛ مثلا جزء من قاعدته في حي الطفايلة في الدائرة الثانية عمان، رشحت بعض الجهات من كل عشيرة واحد أو اثنين، ونقلوا ليس أقل من 1500 صوت إلى منطقة الطفيلة، وهي جزء من قاعدته الانتخابية، هذا غير العمل على تحبيط القاعدة الانتخابية.

الذي جرى للقاعدة الإسلامية لتحبيطها عن الانتخابات كان واضحا بعد قرار حل نقابة المعلمين، واعتقال مجلسها، وفي نفس اليوم الدعوة للانتخابات وكأنهم يقولون للناس: احتجوا بمقاطعة الانتخابات.

أيضا قبل 10 أيام من الانتخابات قفزت أرقام الإصابات بكورونا فجأة إلى 5000 إصابة، وبدأت أصوات الصحفيين والإعلاميين الرسميين تطالب بتأجيل الانتخابات، تحت مقولة صحتنا أولى.. من صنع هذا الجو يريد أن يحبط الطبقة الوسطى التي تصوت دائما لصالح الناس المسيسين والإسلاميين.

- ما هي ملابسات انسحاب المرشحين عن المقعد المسيحي والشركسي من قوائم الإصلاح؟

واجهنا قبل التسجيل وعند التسجيل حملة ضغوط هائلة على كل مرشح محتمل، رجالا ونساء، كان هناك استدعاءات، وضغوطات في أرزاقهم، وأرزاق أولادهم، وفي بعض الأحيان ترحيل أزواج بعض المرشحات من السعودية، ومن الخليج، ومع ذلك نجحنا في تشكيل قوائمنا.

ولم يقتصر الأمر على مرشحي الدائرة الثالثة: عودة القواس، ومنصور مراد، حتى مرشحتنا في جرش عبلة جليل القرعان وهي من حزب الحياة، وأيمن المعايعة في مادبا، وهناك مرشحون آخرون ضغط عليهم.

 

بعضهم استطاع أن يتحمل الضغوط، حتى إن أحد المرشحين عن المقعد المسيحي أغلق هاتفه أربعة أيام حتى يبتعد عن الضغوطات وتنتهي مرحلة الانسحاب ويثبت موقعه في الترشح، باختصار واجهنا ضغوطات على المرشحين غير مسبوقة بأدوات بعضها أمنية، وبعضها غير أمنية.

كان تحديا في حد ذاته أن تستطيع أن تشكل تحالفا من 13 قائمة وقائمتين محليات و85 مرشحا ومرشحة، وهي قوائم متنوعة تضم مسلمين ومسيحيين وشيشانا وشركسا، ولم يكتفوا بالضغوطات التي سبقت الترشيحات، فقد ضغطوا حتى على المرشحين.

- هل لديكم مخاوف من انسحاب مرشحين فائزين معكم بعد أداء القسم؟ هل تتوقعون ضغوطا؟

دورنا أن نحافظ على هذه الكتلة، ثم سنمد يدنا بالشراكة لكل من يتفق معنا في برنامجنا الانتخابي، ولكن لا أستبعد ما ذكرت، فالضغوطات تمارس سواء على الكتلة نفسها أو حتى على من يمكن أن يكون متحالفا معها.. نحن بالحقيقة نبقى مستمرين والضغوطات لن تزيدنا إلا ثباتا وإصرارا على العمل.

صورة البرلمان هبطت قبل أن يبدأ، ومن رأى الاحتفالات والأحداث ما بعد الانتخابات سواء من قبل المحتجين على نتائجها بسبب الرسوب أو حتى الفائزين، كل هذا مظهر أحبط الناس وزاد شعورهم بأن المؤسسة الدستورية الأهم بالبلاد وهي البرلمان يتم العبث بها بهذه الطريقة، اليوم نحن في بلد دستوره ينص على أن نظامنا نيابي ملكي وراثي، واليوم يتم اللعب بأهم ركن فيه وهو النيابة ويتم تشويه صورته وإضعافه، وهذا بالحقيقة ليس في صالح الدولة أو في صالح المجتمع.

- ما دور كورونا والحظر والمال السياسي في المشهد الانتخابي؟

انتشار الكورونا أحبط الناس وزاد نسبة عدم المشاركة، الناس غير مقتنعة في الأصل وجاءت قصة كورونا والخوف من الوضع الصحي والوبائي وزادتهم إحباطا.

وكان في هذه الدورة المال السياسي "على عينك يا تاجر" أمام الرأي العام بل أمام رجال الأمن، وأمام مراكز الاقتراع، كانوا يشترون الأصوات، ويقسم الناخب على المصحف.

- في ظل هذه الصورة كيف تتوقع أن يكون أداء المجلس القادم؟

أظن أن هندسة الانتخابات والتدخل المباشر فيها بهذه الطريقة هو بهدف إنتاج مجلس طيّع في هذه المرحلة، وخصوصا أن ذلك يتم في ظل استحقاقات متعلقة بمشاريع التطبيع المتسارعة باتجاه الكيان الصهيوني من قبل دول عربية وإقليمية، ولذلك قد يكون هناك مشاريع قادمة في الدورة القادمة متعلقة بهذه المشاريع التطبيعية.

عندما نتكلم عن مشاريع سكك الحديد وغيرها من المشاريع، فهذا بالحقيقة يتطلب وعيا من المواطن، وهذا يعني أننا دفعنا كلفة في قرار المشاركة، لكننا كنا حريصين على أن يكون هناك صوت وطني حقيقي على الأقل يعارض هذه المشاريع ويظهر للرأي العام خطورة هذه المشاريع وهذه الاستحقاقات، ولذلك فإنه من هنا جاء قرارنا بالمشاركة وعدم الغياب مهما كانت الكلفة باهظة، لكنها ضرورة لفضح أي مسارات تطبيعية أو مسارات تريد إضعاف الدولة والاعتداء على سيادتها أو هويتها الوطنية.

- هل ستطعنون بنتائج الانتخابات؟

نحن نجمع الأدلة على كل الأخطاء، وما إذا وقعت عمليات تزوير واضحة مثل ما جرى في إربد.. وما حدث لعبد الله العكايلة في الدائرة الثانية. نحن مقتنعون بأن عدد أصوات القائمة أكثر من ذلك بكثير، ولدينا ما يثبت ذلك بالأرقام والدلائل، ونحن كما تعلم عملنا منظم ونعلم ما دخل إلى الصناديق، ولذلك سندرس موضوع الطعن في الدائرة بحسب ما يتوفر لدينا من وثائق والعبث في مجريات العملية الانتخابية.