صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: الضفة تشهد معركة على "السلطة وخلافة عباس"

بوخبوط قال إن مجموعات دحلان تتوزع على مختلف أنحاء الضفة الغربية- جيتي

قال كاتب إسرائيلي إن المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية تشهد حالة من الاشتباكات الداخلية تحضيرا لحرب خلافة رئيس السلطة، محمود عباس.


وأضاف أمير بوخبوط في تقرير على موقع "ويللا"، ترجمته "عربي21" أن "عباس وفي زحمة التطورات أعلن حرب استنزاف ضد الأسلحة غير المشروعة في الضفة الغربية، خاصة تلك التي بيد كوادر وعناصر يتبعون القيادي المفصول، محمد دحلان".


وأشار إلى أن "مجموعات دحلان تتوزع على مختلف أنحاء الضفة الغربية، وتركز على القرى ومخيمات اللاجئين، مع وجودهم في المنطقة الحضرية" مشددا على أن قيادات هذه المجموعات وناشطيها مسلحون من الرأس إلى أخمص القدمين، فيما تصر السلطة الفلسطينية على تعريفهم بأنهم "صغار وضعفاء"، لكن كل هذه التطورات تشير إلى نوعية الحكم القائم للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.


وكشف أن "الدليل جاء بما شهده مخيم الأمعري برام الله، باعتقال الأمن الفلسطيني فجأة، لأحد كوادر دحلان بالضفة الغربية، حيث تلقى قائد قوات الأمن الوطني بالسلطة الفلسطينية، نضال أبو دخان تعليمات واضحة من عباس للمضي قدمًا بهذه الحملة، ويبدو أنه وضع علامة على قائمة الأهداف، وتتركز في كبار مساعدي دحلان، وتحقيقا لهذه الغاية قرر القيام بنشاط معمق في مخيم بلاطة بنابلس، حيث يكثر رفاق دحلان فيه".


وأكد أن "السلطة تعتبر فريق دحلان معارضة تهدد مكانة عباس، وتعرض استقرار السلطة للخطر، وتقلب الوعاء رأسًا على عقب، وبصرف النظر عن الكراهية الشديدة بينهما، فإن أحداث الضفة تعبر عن التوتر الهائل بين مختلف معسكرات وقوى السلطة، مثل جبريل الرجوب وماجد فرج ومحمود العالول وحسين الشيخ وآخرون، ممن يخشون أن يسقط دحلان فوق رؤوسهم في ظل تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية".


وأشار إلى أن "المعلومات المتوفرة لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية تشير إلى أن هناك عملية سلبية للغاية تجري في الضفة الغربية في ما يتعلق بتسليح مخيمات اللاجئين والريف، ومنها أسلحة مرتجلة يتم تصنيعها وتهريبها من الأردن، وأخرى سُرقت من الجيش الإسرائيلي، وبسببها في السنوات الأخيرة وقعت حوادث عديدة قتل فيها رجال شرطة فلسطينيون ونشطاء فتح في إطلاق نار".

 

اقرأ أيضا: FP: دحلان يد الإمارات الخفية.. هكذا انتقم من عبّاس

وحذر أن "هذه الأحداث الأمنية الداخلية في السلطة الفلسطينية قد تتطور لأبعاد مقلقة، وهو سيناريو يجب أن يكون بمثابة علامة تحذير لجميع المعنيين، الفلسطينيين والإسرائيليين، وفي حال فشلت قوات الأمن الفلسطينية في الإطاحة بشخصيات بارزة في تيار دحلان مثل جمال الطيراوي، فإن مخيمات اللاجئين لم تعد تتمتع بضمان متبادل كما في الماضي، رغم أن تيار دحلان يحاول تحدي حكم أبو مازن".


وأوضح أن "هناك عددا غير قليل من العمليات في الخلفية تدفع عباس للتحرك بقوة، كانتشار كورونا، والتطبيع الإسرائيلي العربي، والانتخابات الداخلية، ومصالحة حماس، وخشية كبار قادة السلطة من انتقام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في لحظاته الأخيرة، مثلما انتقم الرئيس السابق باراك أوباما من بنيامين نتنياهو في 2016 عندما امتنع عن استخدام حق النقض ضد إسرائيل، من حيث قيامه بخطوة أحادية ضد السلطة".


وأكد أن "المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تخشى من سيناريوهين: الأول أن الضغط على مخيمات اللاجئين سيؤدي لزيادة الضغط على نشطاء فتح، ما يزيد في شرعيتهم في الشارع الفلسطيني، وقد ينفذون هجومًا على الإسرائيليين، وهنا ستجد السلطة صعوبة بمعاقبتهم بشدة..وفي سيناريو أكثر تعقيدًا، ليس مفاجئًا، ستبدأ الاشتباكات العنيفة بين مختلف المعسكرات كجزء من معارك الخلافة التي ستقوض الاستقرار الأمني بالضفة".


وختم بالقول إنه "يجري إعداد كل هذه السيناريوهات في الجيش الإسرائيلي، ويفضل النظر إلى نصف الكأس الممتلئ في الأيام الأخيرة، والاعتقاد بأن أبا مازن سيضطر قريبا جدا لاستخدام أموال الضرائب الإسرائيلية، ودفع رواتب كاملة لموظفي أجهزته الأمنية، واستعادة التنسيق الأمني، وفتح صفحة جديدة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وإلا سيجد نفسه في عزلة سياسية في رام الله".