سياسة تركية

هل تشارك تركيا بـ"حفظ السلام" بقره باغ.. ما أهمية الاتفاق؟

أعلن قادة كل من أرمينيا وأذربيجان وروسيا، فجر الثلاثاء، عن التوصل إلى اتفاق نهائي لإنهاء الحرب في إقليم قره باغ- الأناضول

بعد الإعلان عن اتفاق نهائي بين أرمينيا وأذربيجان برعاية روسية في قره باغ، وإرسال موسكو قوات لحفظ السلام، تثار التساؤلات حول الدور التركي، وما إذا كانت سترسل أنقرة قواتها إلى الإقليم لتشكيل مجموعة عمل مشتركة هناك على غرار سوريا.


وأعلن قادة كل من أرمينيا وأذربيجان وروسيا، فجر الثلاثاء، عن التوصل إلى اتفاق نهائي لإنهاء الحرب في إقليم قره باغ، بعد نحو شهر ونصف من المعارك، وسط احتفالات في باكو بـ"النصر"، وغليان في يريفان، قد يطيح برئيس الوزراء نيكول باشينيان.

وينص الاتفاق على نشر قوات حفظ سلام روسية في قره باغ لمدة 5 سنوات، ستتجدد تلقائيا في حال عدم اعتراض أي من الأطراف قبيل 6 أشهر من موعد انتهاء مهمتها.

وعلى الرغم من عدم وجود نص في البنود يشير إلى مشاركة القوات التركية في الاتفاق، فقد أكد الرئيس الأذري إلهام علييف على أن الجيش التركي سيشارك بالعملية.

 

لكن الخارجية الروسية أكدت الثلاثاء، أنه لن يتم نشر أي قوات حفظ سلام إلا روسية في الإقليم، وأن الحديث يجري فقط عن قوات حفظ السلام التابعة لموسكو.

 

وكشفت قناة "سي أن أن" التركية، أول أمس، أن الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، اتفقا على إنشاء حوار ثنائي بين بلديهما بشأن قره باغ.

وأشارت القناة إلى أن أردوغان وبوتين اتفقا على البدء بحوار سياسي بينهما على غرار ليبيا وسوريا، بشأن قره باغ.

ولفتت إلى أن القوات الأذرية ستوقف عملياتها العسكرية التي أطلقتها في قره باغ بعد سيطرتها على مدينة شوشة أمس الأحد، للبدء بالعملية السياسية، الجديدة التي تقودها روسيا وتركيا.


ورغم أن الاتفاق ثلاثي بين أذربيجان وأرمينيا وروسيا، فقد قال علييف في تصريحات صحفية، إن المادة الخامسة من الاتفاق، تنص على تشكيل مركز قيادة لقوات حفظ السلام بإشراف عسكريين أتراك وروس، بهدف تعزيز مراقبة الأطراف لوقف إطلاق النار، مؤكدا أن أنقرة ستلعب دورا في حل الصراع بالمستقبل.

 

اقرأ أيضا: نصر أذري وغليان في أرمينيا.. هذه تفاصيل اتفاق قره باغ (شاهد)

وينص الاتفاق على تسليم 3 محافظات لأذربيجان، خلال فترة زمنية محددة، وهي كلبجار حتى 15 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وأغدام حتى 20 من الشهر ذاته، ولاتشين حتى 1 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

وأكدت صحيفة "خبر ترك"، أن القوات التركية مشاركة في العملية، وأنها ستنتقل مساء اليوم الثلاثاء إلى قره باغ.

وأشارت إلى أن أذربيجان أصرت على وجود قوات تركية في الميدان لتطبيق الاتفاق.

وتتألف قوات حفظ السلام الروسية من 1960 جنديا، و90 مدرعة و380 مركبة، وستنشئ نقاط مراقبة على طول خط التماس في قره باغ وممر لاتشين.

وقالت النائبة في البرلمان الأذري، مليحات إبراهيم كيزي، لقناة "خبر ترك"، إن القوات التركية والروسية ستشكلان قوات سلام، وستوفران الأمن في قره باغ.

وأكدت أن الاتفاق مع روسيا تضمن وجود قوات تركية مشاركة في العملية.

من جهته قال الكاتب التركي، كورشات زورلو، إنه منذ 27 أيلول/ سبتمبر الماضي، فقد سارع الجيش الأذري في تقدمه واستولى على مدينة شوشة التاريخية، وبات يبعد عن خانكندي (العاصمة) 5- 10 كم.

وأضاف أن القوات الأذرية تمكنت من تحرير خمس مدن و4 بلدات، و300 قرية في قره باغ، وتم استرداد 8 بالمئة من الـ20 بالمئة الأذرية المحتلة من أرمينيا منذ 28 عاما.

وتابع، بأنه بينما كان تقدم الجيش الأذري مستمرا، فقد جاءت أنباء عن إسقاط مروحية عسكرية روسية على حدود ناختشيفان مساء أمس.

وأشار إلى أن الاتفاق جاء بعد تأكيد أذربيجان إسقاطها الطائرة الروسية بالخطأ وتقديمها الاعتذار لموسكو.

وأضاف أن الاتفاق ينسجم مع أطروحة "مبادئ مدريد" الذي ينص على إعطاء أذربيجان سبع مقاطعات (5+2)، وميدانيا فإن باكو تمكنت بالفعل من تحرير أربع منها عسكريا، والآن ستتمكن من الحصول على الثلاث الأخرى دون حرب، بالإضافة إلى شوشة وبعض القرى على محوري خوجالي وخوجاوند.

 

اقرأ أيضا: أذربيجان ستتوقف عند "شوشة".. ومقترح تركي لحوار مع روسيا
 

وأشار إلى أن الوضع الجديد الذي ثبتته القوات الأذرية في الميدان، غير مدرج على بنود الاتفاق، وذلك يعد مكسبا لأذربيجان، لأن النهج الرئيسي للجانب الأرمني كان الحفاظ على وضع الحكم الذاتي لهذا المكان في إطار "الحق في تقرير المصير" وضمان الاعتراف الرسمي من العالم في المستقبل.

 

واستبعد الخبير التركي، تضمن الاتفاق عاصمة خانكندي مقرا لها باستثناء شوشة، ووصول القوات الروسية يؤكد ذلك.

 

وأكد أن الانتشار العسكري الروسي على خط التماس في ممر لاتشين، لا معنى له بعد سيطرة القوات الأذرية عليه انطلاقا من شوشة.

 

ولفت إلى أنه على الرغم من عدم تضمن الاتفاق لوجود قوات تركية، فإنها ستشارك في العملية.

 

وأضاف إلى أن أحد جوانب الاتفاق الأكثر إيجابيا، هو إنشاء ممر من قره باغ إلى ناختشيفان، وهذا يعني عملية ربط لقره باغ حتى تركيا.

 

وشدد على أن الاتفاق مربح لأذربيجان، وهو دليل على أن أرمينيا غير قادرة على مواصلة احتلالها للأراضي الأذرية بعد إلحاق قواتها لخسائر فادحة، مؤكدا في الوقت ذاته أن الاتفاق يتطلب الحذر لأن روسيا حصلت أيضا على ما تريد، ولا يمكن إهمال المخاطر التي قد تلحقها موسكو بالاتفاق على المدى الطويل.