نشرت مجلة "ميخور كون سالود" الإسبانية تقريرا قدمت فيه بعض الإرشادات التي من شأنها أن تساعد طفلك على تحسين مهاراته في القراءة.
وقالت
المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأطفال المصابين بعُسر
القراءة لا يعانون من تأخر في القدرات المعرفية مقارنة بأقرانهم. ونظرا لأن إتقان
اللغة المكتوبة أمر ضروري في البيئة المدرسية، فقد يؤدي هذا الاضطراب إلى تدني
أداء الطفل على المستوى الأكاديمي.
وذكرت
المجلة أن هذا الاضطراب يتمثل في صعوبة القراءة حيث يخلط الطفل بين ترتيب الكلمات
أو بعض الحروف. ونتيجة لذلك، تنتقل العبارات مفككة إلى دماغ الطفل الذي يحاول
تفسير النصوص التي يقرأها. ولكن بعض الأنشطة والتمارين ذات الصلة بالجوانب
الأساسية للغة المكتوبة، قادرة على مساعدة الأطفال المصابين بعُسر القراءة على
تحسين أدائهم وتطوير هذه المهارة.
تمارين الوعي الصوتي
هناك
أنواع مختلفة لاضطراب عسر القراءة. وحسب علم الأصوات، يشير ذلك إلى وجود خلل في
العلاقة بين التهجئة والصوت. في هذه الحالة، يقع استخدام الدليل المرئي للقراءة ما
يعني أن الشخص يحاول أن يحفظ الكلمة عن ظهر قلب من صورتها وليس من طريقة كتابتها.
ولكن عند استخدام المسار المرئي قد يواجه الطفل بعض التحديات.
لمعالجة
هذه الحالة، جرى تطوير أنشطة الوعي الصوتي. بهذه الطريقة، يتعلم الأطفال المصابون
بعُسر القراءة كيفية إدراك الأصوات في كل كلمة ومدى أهميتها. ويمكن أن تختلف هذه
التمارين وفقا لمستوى الطفل في القراءة:
- بالنسبة للأطفال غير المتعلمين، يوصى بالأنشطة التي تركز على
الكلمات ذات القوافي والألعاب وإجراء مقارنات بين الأصوات، وتحديد ما إذا كان هناك
صوت معين موجود في الكلمة.
- إذا كان الأطفال في المدرسة، يمكن تنفيذ الأنشطة التي يقع فيها
حذف التهجئات أو استبدالها أو تغيير ترتيب المقطع أو عكس الأصوات داخل الكلمة. ويمكن
استبدال الأصوات أو إزالتها داخل المقاطع لتشكيل كلمات جديدة.
وأوضحت
المجلة أنه كلما بدأ الوعي الصوتي في التطور، تحسنت مهارة القراءة أكثر. وفي نهاية
المطاف، سيساعده كل هذا على التمييز البصري والسمعي بين الكلمات وإنشاء مراسلات
التهجئة الصوتية. ويمكن أن يفيد ذلك أيضا الأطفال الذين لا يواجهون صعوبات في
القراءة.
تمارين إدراك المقاطع الصوتية
أشارت
المجلة إلى أن الأصوات في اللغة لا تعمل منعزلة وإنما بطريقة مفصلية مزدوجة. أولا،
يجب أن نقوم بتشكيل مقاطع لفظية، ثم كلمات، وأخيرا جمل وعبارات. في المستوى
التالي، بمجرد تعزيز الوعي الصوتي، يجب تطوير الأنشطة حتى يفهم الأطفال المصابون
بعُسر القراءة أن المقاطع عبارة عن مجموعات من الأصوات التي تكوّن الكلمات.
لتنمية
إدراك الطفل للمقاطع الصوتية، يمكن تنفيذ أنواع مختلفة من الأنشطة المرحة على غرار:
- نطق أو قراءة مقاطع من كلمة بطريقة غير منظمة.
- ممارسة ألعاب الذاكرة والدومينو مع المقاطع.
- مطابقة المقاطع الأولية والنهائية لكلمات مختلفة لابتكار أخرى
جديدة.
- تخمين الكلمات ذات المقاطع المفقودة في البداية أو النهاية أو
في المنتصف.
- صنع كلمات بالمقاطع المحجوبة.
تمارين الوعي المعجمي
عندما يتعرف الطفل على اللغة المكتوبة لأول مرة، فإن اهتمامه يتركز على الأصوات والحروف. تكمن مهمة المدرس في هذه الحالة في المرور إلى مستويات الكلمة والجملة. ولكن بالنسبة للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة السطحي، يكمن الخلل في المسار البصري. لذلك، يركزون انتباههم على الأجزاء الأصغر باستخدام المسار الصوتي.
نبهت
المجلة إلى أن هذه الطريقة في القراءة تكون بطيئة، أي خطوة بخطوة، وتكمن بالأساس
في تحديد الحرف، الصوت ثم جمعهما معا. وكلما طالت العبارات والجمل، زادت صعوبة ذلك.
وأوضحت
المجلة أنه في ما يتعلق بالأنشطة المقترحة لتنمية الوعي المعجمي لدى الأطفال
المصابين بعُسر القراءة، يقع اتباع ترتيب فونولوجي عكسي يبدأ بالعبارة أو الجملة،
ثم تحديد الكلمات، ثم المقاطع، أو التهجئة أو الصوتيات ثم العودة من المعنى الخاص
إلى المعنى الأشمل.
من
الممكن أن يكون كل لفظ، في كل مستوى، مصحوبا بعلامة إيقاعية. وفي وقت لاحق، يمكن
العمل على أنشطة أكثر تعقيدا مثل إملاء المقاطع لإعادة بناء الكلمات والعبارات أو
استخدام الصور والنصوص، والكلمات التي يكون لها معنى.
توقعات
بشأن الأطفال المصابين بعُسر القراءة
أضافت
المجلة أن الأطفال الذين يعانون من مشكلة عسر القراءة قد يواجهون صعوبات ليس فقط
في القراءة، ولكن أيضا مشاكل في التعلم بشكل عام نتيجة ضعف فهم النصوص المكتوبة.
في كثير من الأحيان، ينتج عن هذا أيضا مستوى منخفض من الاهتمام داخل الفصل.
عادة
ما يظهر هؤلاء الأطفال شعورا بالقلق والتوتر والغضب وتدني احترام الذات والميل إلى
العزلة. ومن مسؤولية الكبار (الآباء ومقدمو الرعاية والمعلمين) دعمهم للوصول إلى
الأهداف المرجوة دون إحباط.
وفي
الختام، خلصت المجلة إلى أنه على الرغم من صحة النظرية القائلة إن عسر القراءة ليس
له علاج، إلا أن التشخيصات والتدخلات في سن مبكرة عادة ما تحقق نتائج جيدة. وفي
هذه الحالة، يعد الدعم العاطفي للوالدين، وكذلك الدعم النفسي التربوي من قبل معلم
متخصص، أمرين ضروريين.