ذكرت صحيفة "فاينننشال تايمز"، أنه ومع اقتراب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان، ما زالت الانقسامات والمساومات تؤخر إحراز أي تقدم في تشكيل حكومة لبنانية للقيام بإصلاحات، لافتة إلى أن السعودية لا ترغب بتولي سعد الحريري رئاسة الوزراء.
وكان الرئيس الفرنسي، قد دعا إلى "تحالف سياسي جديد" للشعب اللبناني، موضحا ضرورة الإصلاحات إن كانت لبنان تريد الحصول على الدعم المالي اللازم لحل أزمتها الاقتصادية.
وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أنه ومع اقتراب عودة ماكرون، إلى لبنان الأسبوع القادم فإن الفصائلية والمساومات التي لطالما طغت على السياسة في البلاد، تعيق التقدم. وحتى مع تعمق الأزمة فليس هناك توافق على مرشح موثوق ليقود حكومة جديدة.
وكان الحريري الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات في الماضي، ومرشح محتمل، صرح بأنه غير راغب بالترشح، مشيرا إلى أن "بعض القوى السياسية لا تزال في حالة من الإنكار لواقع لبنان".
ونقلت الصحيفة عن المحلل الجيوسياسي المختص بالشرق الأوسط في مؤسسة ClipperData، بشار الحلبي، أن "النظام السياسي اصطدم بجدار منذ زمن ومن المستحيل له أن يتقدم"، مضيفا أن "أزمة لبنان عظيمة وغير مسبوقة على كل المستويات وليس هناك شخص لديه الاستعداد أن يأخذ المسؤولية على عاتقه".
واستقالت الحكومة اللبنانية بعد أيام من الانفجار في 4 آب/ أغسطس بسبب الغضب العارم على الفساد السياسي، وعدم كفاءة الحكومة.
اقرأ أيضا: الغارديان: انفجار بيروت سيقلل تأثير حزب الله على الحكومة
وذكرت الصحيفة، أن هناك حاجة ملحة لحكومة جديدة لقيادة البلد خلال الأزمة الاقتصادية المتفاقمة وللتفاوض مع صندوق النقد الدولي على صفقة إنقاذ ولتستعيد ثقة الدول المانحة.
وأضافت أن الحكومة الجديدة بحاجة للإشراف على إعادة مرفأ بيروت، ومواجهة تزايد الإصابات بفيروس كورونا والتي ارتفعت بعد انفجار المرفأ الذي راح ضحيته العشرات ودمّر العاصمة.
ولفتت إلى أن الكثير من الناس يعزون مشاكل لبنان إلى نظام المحاصصة الطائفية والتي تعود إلى نهاية الحرب الأهلية في عام 1990.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي عربي، أن الفرنسيين حاولوا إقناع الجميع بتقديم تنازلات وتشكيل حكومة لا تعكس بالضرورة التركيبة السياسية، وتدعمها جميع الفصائل، بشكل من أشكال حكومات التوافق الوطني".
وقال الدبلوماسي إن هناك مخاوف من أن المتنافسين الإقليميين سيحاولون التأثير على تشكيل حكومة جديدة، مضيفا أنه بالرغم من أن الحريري يبدو المرشح المفضل، إلا أن "السعوديين لا يريدون منه أن يقوم بهذه الوظيفة الآن".
وقد ساءت علاقة الحريري مع حلفاء لبنان التقليديين في الخليج عندما شكل حكومة مع حزب الله، التنظيم الشيعي شبه العسكري والحزب السياسي المدعوم من إيران، والذي يشكل هو وحلفاؤه أكبر كتلة سياسية في البرلمان.
وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية والإمارات اللتان مولتا الإعمار بعد الحرب الأهلية وبعد حرب حزب الله مع الاحتلال الإسرائيلي عام 2006، تعارضان بشدة الحركة الشيعية المقاتلة، مشيرة إلى احتجاز الحريري في السعودية في تشرين ثاني/ نوفمبر 2017 وإجباره على الاستقالة من رئاسة الوزراء.
ونقلت عن مدير معهد الشرق للشؤون الاستراتيجية، شامس نادر، أن "السعوديين متشددون في مقاربتهم لحزب الله الآن"، وهو ما يعني أنهم غير مستعدين لتأييد حكومة يسيطر عليها الحزب المتنفذ في البرلمان اللبناني، "فزمن الاسترضاء انتهى".
اقرأ أيضا: الحريري يعلن أنه لن يترشح لرئاسة الحكومة اللبنانية المقبلة
وقال الحلبي إنه باعتبار السياسات السعودية والأمريكية المعادية لإيران "فلن تكونا على عجل لإنقاذ النظام في لبنان. ولذلك لن تقدما غطاء للحريري".
بدوره قال المحلل السياسي السعودي المقرب من البلاد الملكي، علي شهابي، إنه "أصبح لدى دول الخليج تجربة كبيرة في عدم التمكن من التأثير [على الحكومة] أكثرمن الشكليات.. فيمكنك أن تكتب أي عدد من الشيكات التي تريد ولكن الأشخاص على الأرض والذين يملكون القوة العسكرية هم من سيكون لهم التأثير في المحصلة".
وأضافت الصحيفة، أن دور حزب الله يقلق الولايات المتحدة أيضا، مشيرة إلى تصريحات لديفيد هيل، كبير المسؤولين الأمريكيين في الشأن اللبناني، أن واشنطن لن ترفض إدارة [لبنانية] لمجرد تضمنها على مجموعة مدرجة على قوائم الارهاب الأمريكية، مضيفا: "تركيزنا سيكون على الإصلاحات نفسها".
ومن الأسماء البديلة التي تم تداولها لرئاسة الوزراء رجل الأعمال فؤاد مخزومي، وقاضي محكمة الجنايات الدولية نواف سلام، وكلاهما يتمتعان بمكانة دولية، ولكن يفتقدان إلى القاعدة الشعبية وفقا للصحيفة.
NYT: أهم الأسئلة في مقتل الحريري لم تجب عنه المحكمة
تلغراف: بهاء الحريري يدعو لحكومة غير طائفية بدون حزب الله
صحيفة روسية: ما دلالات تحركات ماكرون بعد انفجار بيروت؟